يوماً بعد يوم يحرص المسؤولون اليمنيون عن سير التحضيرات المتواصلة لتنظيم بطولة خليجي عشرين المقبلة، على التحفظ عن كشف سيناريو محتمل سيسند بموجبه للعاصمة الاقتصادية عدن نيل شرف استضافة المنافسات الكروية فقط، لكنهم في الوقت ذاته يتحاشون الحديث عن احتمال العمل بتوجه مواز للتخلي بشكل نهائي عن شراكة محافظة أبين لإنجاح تنظيم ذلك الحدث الكروي الذي ستشهده البلاد في نهاية العام الجاري .

علي الحملي من صنعاء :في نهاية ديسمبر الماضي نجح اليمن في إقناع القيادات الكروية الخليجية التي التقت خلال أعمال اجتماع صنعاء الثاني، للموافقة على تثبيت قرار استضافة ملاعب عدن وأبين الساحليتين لمنافسات النسخة العشرين من دورات كأس الخليج العربي بموعدها المحدد دون اي تعديل، ففرض اتخاذ ذلك نوعاً من الإلزام للتطلع البحريني الصريح بالتراجع لطلب تحويل قرار هذه الاستضافة للعاصمة المنامة بينما حسم ايضاً للبصرة العراقية تنظيم النسخة الحادية والعشرين .

وحينها وثق كبار المجتمعين بانسيابية سير التحضيرات اليمنية رغم تواصل اندلاع الحرب ضد المتمردين الحوثيين والتي وضعت أوزارها مؤخراً في محافظة صعده الواقعة إلى أقصى الشمال ليقابلها لاحقاً تجدد تنامي دعوات انفصالية لم تلبث أن تخبو في مناطق جنوبية منها (زنجبار) عاصمة أبين المحافظة التي تسود احدى ضواحيها حالة من الغموض على خلفية عدم وضوح ما يجري فيها من اعمال مفترضة لمشروع استاد الوحدة الدولي المخصص ضمن أهم مشاريع خليجي عشرين .

وفي بلد كاليمن يعاني فقر الموارد مع الثراء البشري، كان الامتنان ملموساً إزاء الموقف المساند من قبل القادة الكرويين لدى جيرانه والحرص الواضح على دعمه بجهود الإعداد للاستضافة الرياضية التاريخية على اثر إقرارهم لتوصيات اللجنة الثلاثية لأمناء سر اتحادات السعودية والإمارات وسلطنة عمان بعدما اكتفوا بالإطلاع على ما يجري على الأرض من تقدم في الانجاز بمشاريع الملاعب الرياضية والمنشآت الايوائية والخدمية في محافظة عدن فقط .

جانب من المؤتمر الصحافي للجنة العليا المنظمة لخليجي 20

كما كانت لافتة ومبررة خطوة عدم اقتراب برنامج تلك الزيارة الخليجية الأخيرة لما كان يجري في ابين التي كانت وقتها تتعايش مع أجواء ردود الفعل لضربات سلاح الجو اليمني لأوكار تنظيم القاعدة ومحاولات متزعمي الحراك السلمي هناك للفت الانتباه لمطالبهم التي بدأت بتظاهرات عشوائية قبل أن تطرأ عليها أحداث خطرة انساقت في انتهاج العنف المسلح المناهض للوحدة واستعداء الشماليين .

وفيما ينتظر خلال الفترة المقبلة وصول وفد اللجنة الخليجية الرباعية بعد ضم أمين سر اتحاد اللعبة العراقي لعضويتها للقيام بزيارة ميدانية ثانية للإطلاع على مدى نسبة الانجاز بمشاريع الاستضافة اليمنية الجاري استكمال آخر مراحل تنفيذها وهي ستة ملاعب لأندية عدنية مخصصة للتدريب يتسع كل منها لثلاثة الاف مشجع والتي من المؤكد أن تكون جاهزة في مايو القادم .

ورجح مصدر يمني مطلع في تصريح خاص لـ(إيلاف) عدم استبعاد لجنة خليجي عشرين لوضعهافي الاعتبار سيناريو الاكتفاء بإقامة المنافسات في عدن الساحلية فقط، مشيراً إلى أن ما يعزز من التحسب لذلك توسيع اعمال الإنشاء بمشروع استاد دولي جديد يتسع لأكثر من عشرة الاف مشجع ومملوك لنادي التلال لينظم إلى جانب استاد 22 مايو الدولي الذي يجري حالياً له إعادة تجهيز مرافقة لحفلي الافتتاح ومسك الختام قبل أن يحتضنا معاً مواجهات المنتخبات المتنافسة ضمن مجموعتي البطولة العريقة في حال استبعدت ابين.

بينما خلص تحقيق ميداني في بداية شهر مارس الجاري نشرته اسبوعية (الغد) المستقلة، الى حصيلة صادمة تعكس العديد من المؤشرات السلبية المشككة في مقدرة شركات المقاولات المنفذة لملعب الوحدة الدولي في محافظة ابين الذي سيتسع لنحو ثلاثين ألف مشجع لانجاز الأعمال المطلوبة حسب المواعيد المتفق عليها بعقود التنفيذ للمشروع الذي يحيط الكثير من اللغط قيمة كلفته الإنشائية بعدما تخطت مبلغ أربعة عشر مليار ريال يمني بتمويل حكومي .

ومن المفترض أن يتم مطلع شهر أغسطس القادم الانتهاء من إنشاء التحفة الكروية في محافظة ابين استعداداً لبطولة كأس الخليج العربي المقبلة، وذلك في حاللم تتواصل عمليات عرقلة الأعمال المتكررة من قبل مجاميع من ابناء القبائل تقف ما بين فترة وأخرى وراء حالات تهجم وابتزاز واختطاف للمعدات حسب ما ورد في شكاوى كبار المشرفين المنفذين .

وبحسب ما جاء بسطور تحقيق (الغد) الميداني، فما زال دور السلطات المحلية والجهات الأمنية في مدينة زنجبار بعيدا عما يجب القيام به لإزالة كل المعوقات بموقع المشروع الاستراتيجي وهو ما قد يسرع في إعادة النظر في شراكة ابين بجوانب الاستضافة اليمنية على الرغم من جزم مهندسي الشركات المنفذة للاستاد الرياضي الجديد بوصول نسبة الانجاز في الأعمال الى أكثر من سبعين بالمائة حتى مارس الجاري

وكانت اللجنة الثلاثية المكونة من أمين سر الاتحاد السعودي لكرة القدم فيصل العبدالهادي وأمين سر الاتحاد الإماراتي سعادة يوسف محمد عبدالله وأمين سر الاتحاد العُماني صالح بن عبدالله الفارسي قد رفعت تقريراً شاملاً تضمن النتائج التي خرجت بها على ضوء الجولة الميدانية التي قامت بها إلى مدينة عدن نهاية العام الماضي ، وعلى النحو التالي :

أولاً : زيارة أربعة ملاعب من ستة مخصصة للتدريب:
-ملعب نادي شمسان ndash; نسبة الإنجاز 40% - يتسع لـ 3000 متفرج
-ملعب نادي التلال ndash; نسبة الإنجاز 40% - يتسع لـ عشرة آلاف متفرج إضافة إلى 200 متفرج في صالة كبار الشخصيات ويقع على البحر ويحتل موقعا ممتازا.
-ملعب نادي الشعلة ndash; نسبة الانجاز 40% - يتسع لـ 3000 متفرج
-ملعب نادي المنصورة ndash; نسبة الانجاز 30% - يتسع لـ 3000 متفرج ..

ثانياً : زيارة استاد 22 مايو الدولي (الملعب الرئيس):
اتضح من خلال الزيارة أن مشروع تطوير وتعديل الإستاد يتم تنفيذه بمعدلات سريعة تزيد عن المعدلات المستهدفة ما يساعد على الانتهاء من المشروع بشكل نهائي في شهر أغسطس بدلاً من أكتوبر 2010م ، وكان المهندس ومقاول المشروع قد أكدا حرصهما على تسليم المشروع في وقت مبكر من بدء البطولة.

وسيتسع الإستاد لنحو 28500 متفرج إضافة إلى مقصورات لكبار الشخصيات تتسع لنحو 1500 شخص ، وقد صمم الإستاد ليواكب المواصفات المعتمدة من الاتحاد الدولي لكرة القدم في كل محتوياته سواء الفنية أو الإدارية أو الإعلامية ، أما بالنسبة للملعب الثاني الذي يتم إنشاؤه في أبين فلم تتسن زيارته إلا أن المعنيين أكدوا أن معدل الانجاز تجاوز نسبة (40%).