عادت المشاكل لتضرب اسس العلاقة بين اللجنة الاولمبية العراقية والاتحاد الدولي بكرة القدم بعد الهدوء النسبي الذي ميّز العلاقة بعد القرار الذي اتخذته الاولمبية بتعليق قرار حل اتحاد الكرة العراقي الذي رحب به وثمنه الفيفا ، بعد ان تم الاتفاق بين طرفي الخلاف (الاولمبية واتحاد الكرة) على اجراء الانتخابات في شهر نيسان / ابريل.

لكن ما صرّح به رئيس الاتحاد الدولي هو الذي جدد التشنجات في محاولة لاعادة الاوضاع الى المربع الاول ، حين اشار الى عدم اجراء الانتخابات في الموعد المتفق عليه وتمديد عمل الاتحاد ثلاثة اشهر اخرى ، وهو الامر الذي جعل رئيس الاولمبية العراقية يرفض ذلك رفضا قاطعا ويهدد باللجوء الى المحكمة الدولية ، فيما كانت اراء الوسط الرياضي تحمل الاستغراب من تصرف الفيفا ، وعدوا ذلك من اجل استمرار رئيس الاتحاد العراقي في عمله ، وانهم كانوا يتوقعون التمديد على الاقل الى ما بعد نهائيات كأس العالم .

فقد اطلق رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جوزيف بلاتر تهديدا على شكل تحذير بان الكرة العراقية ستواجه من جديد قرار التعليق في حالة عدم إقامة انتخابات الاتحاد العراقي باللعبة لاختيار مجلس جديد لمدة أربع سنوات في فترة أقصاها شهر تموز المقبل.

وجاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده في العاصمة الأردنية عمّان والذي قال فيه : لقد شددت خلال لقائي مع حسين سعيد رئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم في مقر (فيفا) في مدينة زيورخ السويسرية على أهمية انجاز كافة إجراءات النظام الداخلي من قبل الهيئة العامة بأجواء ديمقراطية في موعد أقصاه نهاية ايار المقبل لإقراره من طرفنا في اجتماع الكونغرس الذي سيعقد في جنوب أفريقيا قبيل انطلاق بطولة كأس العالم بأيام معدودة ، وبالتالي إقامة انتخابات في فترة أقصاها تموز من العام الحالي وخلاف ذلك فإن الكرة العراقية ستواجه عقوبة التعليق.

وفي اول رد فعل على تصريحات بلاتر هدد رعد حمودي رئيس اللجنة الاولمبية العراقية باللجوء الى المحكمة الدولية في حالة إصرار الاتحاد الدولي لكرة القدم على إقامة انتخابات الاتحاد العراقي باللعبة في شهر تموز / يوليو المقبل .

وأضاف حمودي في حديث صحفي بأننا نحترم القرارات الصادرة من قبل (فيفا) ،ولكننا نؤكد أن موعد إقامة الانتخابات هو شأن داخلي ونرفض رفضا قاطعا التدخل بشؤون الكرة العراقية الداخلية حيث سيكون في نهاية شهر نيسان/ ابريل المقبل وفق خارطة الطريق التي تم بموجبها وضع اتفاق تم إبرامه مع الاتحاد العراقي لكرة القدم مؤخراً مهد الطريق لإلغاء قرار حل الأخير من قبل الاولمبية الذي تم اتخاذه في السادس عشر من شهر تشرين الثاني / نوفمبر الماضي مؤكدا رفضه القاطع لأي تمديد جديد لفترة الانتخابات التي سيتشكل بموجبها المجلس الجديد للاتحاد العراقي لكرة القدم .

وأشار حمودي الى انه سينتظر من أعضاء الاتحاد العراقي بان يلتزموا بالاتفاق المبرم معه.

من جانبه جدد عبد الخالق مسعود الأمين المالي للاتحاد العراقي لكرة القدم تعهد الاتحاد على اجراء الانتخابات في الموعد المتفق عليه مع الاولمبية ، وقال مسعود : ان أعضاء الاتحاد يرفضون أي تمديد جديد لعمله ، وانهم ملتزمون بخارطة الطريق الذي تم وضعها بالتعاون مع اللجنة الاولمبية الوطنية العراقية وصولا إلى إقامة الانتخابات في الوقت والمكان المحددين.

وأضاف مسعود : ان الاتحاد شرع بتنفيذ خارطة الطريق مباشرة في الرابع عشر من الشهر الجاري (اذار / مارس) بعد تعليق اللجنة الاولمبية الوطنية العراقية قرار حل الاتحاد في الحادي عشر من الشهر ذاته والذي يتضمن خارطة الطريق بعد المباشرة بالدوام الرسمي لأعضاء الاتحاد بمقره في بغداد ثم متابعة الأمور وتوزيع المناهج الإعدادية للملاكات التدريبية على المنتخبات العراقية المشاركة في البطولات الآسيوية وهي منتخب كرة الصالات ومنتخب الشباب ومنتخب الناشئين لأنها تنتظرها مشاركات مقبلة في نهائيات آسيا بكرة القدم.

وأكد : ان المرحلة الثانية هي إقامة الانتخابات المتعلقة بالاتحاد الفرعي في محافظة نينوى قبل إن يحدد النظام الداخلي لإقامة الانتخابات ويعقد بعد تحديد النظام الداخلي اجتماع الهيئة العامة للاتحاد لإقراره والموافقة عليه وإجراءات التعديلات إن استلزم الأمر ثم إرساله إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم للمصادقة عليه.

واعرب عدد من الرياضيين العراقيين عن استغرابهم للتصريحات التي ادلى بها بلاتر مؤكدين ان هذا يجيء الى استفزاز المسؤولين على الرياضة العراقية ومن اجل اصدار عقوبات ضد الكرة العراقية ، وقالوا في احاديث قصيرة انهم استغربوا ما قاله بلاتر والذي يأتي في اطار التمديدات العديدة للاتحاد من اجل بقاء رئيسه في منصبه ، مؤكدين انهم كانوا يتوقعون مثل هذا الاجراء .

وكانت اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي لكرة القدم قد قررت في اجتماعها الأول الجمعة الماضية رفع تعليق نشاطات الاتحاد العراقي ومشاركة المنتخبات الوطنية في البطولات الدولية والرسمية المقامة تحت إشراف الاتحاد الدولي لكرة القدم والاتحاد الآسيوي ، فضلا عن السماح بتسمية الحكام العراقيين ضمن الطواقم التحكيمية التي تسند اليها مهمة تحكيم البطولات الآسيوية والدولية ، ولاسيما بعد ان زاول أعضاء الاتحاد نشاطاته من جديد في مقره ، وتسليمه المستندات الإدارية والمالية كافة من قبل الهيئة المؤقتة لإدارة شؤون الاتحاد العراقي التي شكلتها الاولمبية بعد قرار الحل ، والإشراف المباشر على مباريات الدوري الممتاز .

وكانت اندية عراقية قد اعلنت انسحابها من الدوري العراقي الممتاز بكرة القدم احتجاجا على قرار الاولمبية بتعليق قرار حل الاتحاد .

وكان بلاتر قد اعرب عن سعادته بالتوصل إلى اتفاق عراقي لتعليق قرار حل الاتحاد من قبل اللجنة الاولمبية العراقية الامر الذي قال انه شجع الفيفا لإعادة عضوية الكرة العراقية والسماح لمنتخباته الوطنية بالمشاركة في البطولات الرسمية على كافة الصعد ومعاوده تقديم الدعم المالي في إقامة مشروع الهدف الذي تم وضع حجر الأساس له في مدينة أربيل.