في زحمة شوق المتابع الرياضي إلى مشاهدة النقل المباشر المتوالي المرافق والمصاحب بصوت المعلق الرياضي المتمكن والذي يملك القدرة في نقل الحدث من المجريات على أرض ميدان الملعب الأخضر والذي كدنا أن نفقده في قنواتنا الرياضية أو فقدناه فعلاً في ظل الهجرة السريعة والمتوالية للكفاءات صاحبة الخبرة الطويلة والتي ذهبت لعدة قنوات عربية أخرى بحثاً عن المكافآت المغرية والمجزية والتي تفتقدها لائحة القنوات السعودية وكذلك ذهب النخبة من المعلقين والمحليين ولم يبق لدينا في قنواتنا سوى فئة جديدة تحتاج إلى مزيد من الوقت لكي تستوعب المفهوم الحقيقي لمهمة التعليق وفحواه وكل مفرداته التسلسلية التي يملكها معلقون أكفاء أمثال المعلق في قنوات قطر الأستاذ أحمد الطيب الذي حقيقة يشدك ويلزمك بمتابعة تعليقه الراقي الذي يحترم ذوق المستمع والمشاهد.

* في السابق كان لدينا المعلق خالد الحربان بأسلوبه الشديد الذي يعتمد على تأجيج الموقف وكأنه يتحدث عن معارك حربية كما كان يفعل المذيع المعروف أحمد سعيد أيام حروب النكسة، وهذا الأسلوب لم يعد صالحاً لجيل هذا الوقت الذي ينشد النقل الصادق والوقائع من على أرض ميدان اللعب بكل هدوء.

* الشيء الجميل أن جميع المعلقين والمحللين هم وطنيون من أبناء هذا البلد يقومون بأدوارهم الفنية فقط يحتاجون إلى دراسة التاريخ الرياضي والذي يجعلهم يتسلحون بالعمق المعرفي ماضياً وحاضراً لكي يقدموا للمتابع المعرفة التاريخية التي يحتاجها رجل الشارع الرياضي المتلهف للحصول على معالم التاريخ الرياضي الثابت والمكتوب.

* إن قراءة المعلق لقانون اللعبة أصبح شيئاً إلزامياً ليس من باب الثقافة العامة، بل هو من ضمن المؤهلات التي يجب اختبار المعلق فيها والحكم على الحالات المرئية على أرض ميدان اللعب وهو مجرد رأي أطرحه وأنا أرى وأسمع بعض المعلقين يفتقرون إلى أبسط مبادئ القانون وأبجدياته، وهذا شيء مزرٍ ومخيف سيما أن مكافآت المعلقين تجعل الكثير من الشباب ينخرط في هذا المجال من أصحاب التجارب الميدانية ومن الأكاديميين الذين لديهم الرغبة.

* أستاذ محاضر في قانون كرة القدم

quot; الرياض quot; السعودية