مضى عام بالتمام والكمال على انتخاب المكتب التنفيذي الجديد للجنة الاولمبية العراقية برئاسة رعد حمودي (حارس مرمى منتخب العراق خلال السبعينيات) ، بعد منافسات شديدة واشهر طويلة من التحضيرات والمساجلات والاتفاقات والتقاطعات.

ولم تتغير خارطة المكتب التنفيذي الا قليلا ، فهناك العديد من الوجوه السابقة احتفظت بمناصبها والتي جاءت كما ترشح من خلال الانتخابات عن طريق الاتفاقات المسبقة ، ولكن الاغلب استبشر خيرا بقيادة رعد حمودي وتصديه للمسؤولية الكبيرة من اجل النهوض بالرياضة العراقية ، كونه من ابنائها ويمتلك دراية بها بالاضافة الى انه عاش داخل بحرها المتلاطم الامواج ، وفي وقت كانت الرياضة العراقية بحاجة الى قيادة جديدة ،بعد ان تشتت القيادة بين نواب الرئيس ورؤساء الاتحادات بعد اختطاف السيد احمد الحجية .

ومرت الاشهر على انتخاب الاولمبية الجديدة .. حبلى بالوعود والاشكالات وبعض التقاطعات وبالتصريحات الاعلامية المبتهجة التي ارتسمت على ملامحها ابتسامات عريضة ، وكان يقال على الدوام ان هنالك مخاضات ستلد بعدها الاولمبية انجازات سليمة وقراءات جديدة وقرارات حكيمة .

ومع كل شهر يمضي كان الافق الاولمبي لا يحمل سوى الغمام الابيض الذي لا مطر فيه ،ولا نسمع سوى تنهدات من هنا وشكاوى وتظلمات وتبريرات ومهاترات من هناك ، وعن علاقات تقوم على مبادئ متشابكة واغراض خاصة ،وذهب فلان وجاء فلان ، وسافر فلان وعاد فلان ، واقيم اجتماع وتأجل اجتماع ، وصرح فلان ورفض التوضيح فلان ، وسوف يقام كذا وسوف يتم هذا ، ووسط تكهنات بالامل كانت هنالك تشاؤمات يرسمها البعض على الابواب المغلقة والشبابيك الموصدة ، ولم يظهر على السطح وللعيان ما يمكنه ان يعدّ مميزا ومؤثرا للرياضات المختلفة التي اخذ البعض منها يسوء ويمتليء بالغيظ والزعل والاسى .

وكان القرار الخطير هو اعلان الاولمبية قرارها الذي وصف بالشجاع والجريء بحل اتحاد كرة القدم العراقي بعد ان (بلغ السيل الزبى) بالتمديدات لبقائه مدة اطول والتي كان الاتحاد يقررها لنفسه بناء على توصيات منه ترسل على شكل تقارير (أمنية) الى الاتحاد الدولي وحامي حماه (بلاتر) ، كان القرار هو رأي الوسط الرياضي الذي كان يطالب بايجاد الحلول المناسبة من اجل اقامة انتخابات والبدء من جديد في عمل الاتحاد من داخل الوطن ، حيث اقيمت تظاهرات وأعلنت احتجاجات ، لكن الاولمبية وخلال الاشهر اللاحقة من قرارها هذا ظلت ساكنة ولم تعرف كيف تتصرف بعد قرار الحل ، لم تدر ما تفعل مثل طبيب فتح بطن مريض ليزيل الداء لكنه لم يعرف كيف يخيط الفتح ، لم يبدر منها سوى النظر والترقب الى ردود الافعال من قبل رئيس الاتحاد الاسيوي (بن همام) ورئيس الفيفا (بلاتر) ، كل الوقت .. كان مجرد انتظار لشيء لا تعرف الاولمبية كنهه ، ولم تحاول ان تخطو خطوة نحو اجراء الانتخابات في الوقت الذي يتفق عليه اهل الشأن ، وعاشت في حيرة من امرها .

والاغرب ان رئيس الاولمبية سافر الى مقر الاولمبية الدولية ولكنه لم يطرح قضية الاتحاد ولم يشرح اسباب الحل لاقناع الاخرين هناك بمبرراته وكأن الامر غير مهم ، وحين لم تجد الاولمبية حلولا ناجعة بعد اربعة اشهر من قرارها ، لكنها وبشكل مفاجيء قررت من جديد التراجع عن قرار الحل ولكن بصيغة (التعليق) له الى حين ان يمنّ الفيفا عليها بالرضا والعطف ، وكان منّه وعطفه هو ابتسامة الرضا عن قرارها الجديد المعنون فقط الى الاتحادين الاسيوي والدولي ، ومن هناك جاء الرد مشيرا الى امكانية اجراء الانتخابات في تموز / يوليو وليس في نيسان / ابريل كما كان الاتحاد العراقي قد اقترحه قبل قرار الاولمبية بحله ، ومن ثم جاء التمديد للاتحاد العراقي ثلاثة اشهر بصيغة اخرى بحجة اللوائح وما الى ذلك وهو ما كانت الاولمبية العراقية غافلة عنه ، اي ان الانتخابات ستجري بعد انتهاء بطولة كأس العالم التي ستقام في جنوب افريقيا ، بحجة ان الفيفا منشغل بأنتخاباته وبالبطولة وان اللوائح الانتخابية العراقية غير جاهزة ، وهو الامر الذي اثار تساؤلات عديدة حول معرفة الاولمبية العراقية بما يحدث من حولها ، وغيابها عن المشهد العام للواقع الرياضي العالمي .

بعد عام .. على انتخاب الاولمبية الجديدة ليس هنالك ابتسامات موشحة بالحلقات الملونة الخمس ، لكنها تبدو باهتة على الرغم من الاحتفالات التي اقيمت بالمناسبة والتي كان عنوانها العريض المجاملات والاخوانيات والاستفادة من اسلحة الاعلام (الصديقة) التي باتت ترفع راياتها مرفرفة بالفرح والامل والتفاؤل في كل محفل وكل اجتماع ولكل قرار