من دون أدنى شك أن ميشيل بلاتيني، رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، قد شعر بالسعادة عندما خرج مانشستر يونايتد آخر فريق انكليزي من دوري أبطال أوروبا هذا الموسم. فقد سبق للاسطورة الفرنسي أن عبر منذ انتخابه لرئاسة الكرة الأوروبية قبل ثلاث سنوات عن قلقه البالغ أزاء تزايد هيمنة أنكلترا على منافسات أندية كرة القدم الأوروبية.

ولكن ليس بعد اليوم، فخطوط القلق قد تلاشت من على جبين بلاتيني أسرع من الوقت الذي أخذه واين روني للتعافي من الإصابة في كاحله. وفي الواقع، انتصار برشلونة على الشياطين الحمر في نهائي دوري أبطال أوروبا في العام الماضي كان يبدو كأنه اللحظة التي تحول ميزان القوى إلى القارة مرة أخرى. إذ لم تفشل الأندية الانكليزية من الوصول إلى الدور قبل النهائي لهذه البطولة منذ عام 2003. وهذه حقيقة مذهلة، ليس فقط كونها توضح مدى قوة الدوري الممتاز الانكليزي، بل كيف تضاءلت قوة الأندية الاسبانية والايطالية.

وإذا كان النظام الجديد لبلاتيني quot;اللعب المالي النظيفquot; ndash; من المقرر أن يدخل حيز التنفيذ اعتباراً من العام 2012 ndash; يهدف في نهاية المطاف أندية الدوري الممتاز، فإنه من المحتمل أن يتم إلغاء التصويت عليه من قبل اللجنة التنفيذية ليويفا في الشهر المقبل، لأن بما يسمى الأندية الأربع الكبرى الانكليزية (مانشستر يونايتد وتشلسي وارسنال وليفربول) قدمت رؤيتها عن المساواة في كرة القدم الأوروبية.

وعلى رغم أن السير اليكس فيرغسون ادعى، في أعقاب خروج ناديه من دوري أبطال أوروبا على يد بايرن ميونيخ، أن الدوري الممتاز مازال الأفضل في العالم، إلا أن اشارة ارسن فينغر المدير الفني في ارسنال كانت أقرب إلى الواقع. فقد قال وهو يتابع الأداء الرائع والمثير للينويل ميسي في نو كامب الثلاثاء الماضي: quot;لدينا المزيد من الأندية في أوروبا تستطيع حالياً أن تنافس الفرق الانكليزية. وهذه هي حقيقة واقعة. لم تكن هذه المنافسة موجودة قبل سنتين أو ثلاثة. فلا يمكن لريال مدريد أن يبقى خارج البطولات الأوروبية إلى الأبد، وعاد انتر ميلان الآن بكل قوة، وهناك فريق فرنسي وصل إلى الدوري نصف النهائي لدوري أبطال أوروبا. هناك المزيد من المنافسة فعلاًquot;.

ولكن هذا التحول لم يحصل لمجرد أن الأندية الأوروبية القديمة الكبرى قد تحسنت، بل إن مستوى الفرق الانكليزية بدأ يضعف، أساساً بسبب انخفاض في كمية الأموال التي يتم انفاقها على اللاعبين. فقد يكونوا قد انفقوا أكثر من منافسيهم الأوروبيين الرئيسيين في الصيف الماضي، لكن الأندية الانكليزية خفضت بالفعل صرفياتها على انتقالات اللاعبين في الموسم السابق بمقدار الثُلث (من 692 مليون جنيه استرليني إلى 482 مليوناً).

وعلى نقيض ذلك، فإن الأندية في اسبانيا وايطاليا وفرنسا والمانيا زادت من نفقاتها على انتقالات اللاعبين في صيف عام 2009. فقد تضاعفت هذه النفقات في كل من اسبانيا وفرنسا، في حين أن مصاريف بوندسليغا قد وصلت إلى ما يقرب من خمسة أضعاف.

ويمكن ألا يكون من قبيل المصادفة أن الانفاق الأكبر في انكلترا في عام 2009 جاء من توتنهام ومانشستر سيتي، اللذين يتنافسان على المركز الرابع في الدوري الممتاز لضمان التأهل إلى دوري أبطال أوروبا في الموسم المقبل. ويمكن للمرء أن يتساءل ما إذا استطاع مانشستر سيتي من أن يحقق نتائج أفضل في أوروبا في الموسم المقبل مع ثروة الشيخ منصور بن زايد آل نهيان التي تقف وراءه وتدعمه.

ولكن بما أن الأندية الانكليزية كانت تستعد لتحقيق أول نهائي انكليزي منذ سنوات في بطولة أوروبية كبرى، إلا أنه كان هناك شخصاً واحداً متصلاً باللعبة قد عبر عن سعادته بصورة خاصة من الخروج المبكر لارسنال ومانشستر يونايتد. فقد كانت المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا بين ناديين انكليزيين آخر شيء يريده فابيو كابيلو مدرب منتخب انكلترا الذي سيطير بفريقه إلى نهائيات كأس العالم في جنوب افريقيا بعد 12 يوماً فقط من موعد إقامة نهائي دوري أبطال أوروبا.

ولكن، بعد كل شيء، نذير نحس للكرة الانكليزية ليس بهذه الدرجة من القتامة.