ما زال منتخب العراق بكرة القدم بلا مدرب، على الرغم من اقتراب موعد استحقاقات مهمة له تحتاج الى مراحل اعداد وتحضير ، وليس هذا فقط ، بل ان الامور ما زالت غامضة والاراء تتصارعإن كان المدرب القادم عراقيًا او اجنبيًّا.
عبد الجبار العتابي من بغداد:منذ نهاية بطولة كأس القارات لكرة القدم قبلنحو عام من الآن، لا يزال المنتخب العراقي بدون مدرب، مع العلم أنه شارك في البطولة المذكورةتحت قيادة المكسيكي الجنسية بورا.
وعلى الرغم من تسمية الكابتن ناظم شاكر وقيادته للمنتخب في بعض المباريات الودية بالاضافة الى بطولة رباعية اقيمت في الامارات وفاز بكأسها ، إلا أن بعضهم يرى ان مهمة تدريب المنتخب العراقي ليست سهلة، ولا سيما مع وجود لاعبين محترفين ، كما ان قضية استعداداته لهذه البطولات ليست يسيرة قياسًا الى الوقت ودعوة اللاعبين ، حيث هناك قضية مهمة وهي ان المنتخب العراقي في حكم غير الموجود بعد قرار حله قبل نحو سبعة اشهر ، والغريب ان البحث ما زال جاريًا ولكن في المجهول .
فمع اجراء قرعة بطولة كأس امم آسيا التي ستقام مطلع العام المقبل في الدوحة ، عادت النقاشات والاحاديث تتناول حال المدرب الذي يقود المنتخب في نهائيات هذه البطولة والاستحقاقات التي قبلها مثل بطولات غربي اسيا والخليج العربي ودورة الالعاب الاسيوية ، والتي تتطلب استعدادات مبكرة وجيدة وخططا تتناسب مع امكانات اللاعبين ومل تواجدهم ، من الذين سيتم استدعاؤهم الى صفوف المنتخب ، وكيفية استدعائهم مع تساؤلات مشروعة : هل يتم الاكتفاء بوجود اللاعبين المحترفين المعروفين الذين مثلوا المنتخب في السابق ؟ ام تتم اضافة اخرين من لاعبي الدوري المحلي ، وهناك اراء مختلفة في هذا المجال وتتشعب في الاختيار ذاته ، حول اذا كان المدرب محليًا او اجنبيًا ، فيما كنا ومنذ وقت ليس بالقصير نسمع شائعات تتحدث عن مدرب اجنبي يتكهن البعض في اعلان اسمه ، ولكن لم يتضح شيئًا من هذا الكلام الذي يشار اليه في بعض الاحيان بتسمية الشائعات ، على الرغم من ظهور تصريحات من الاتحاد العراقي لكرة القدم تكشف عن نية الاتحاد تتجه للتعاقد مع مدرب اجنبي لقيادة المنتخب لخوض استحقاقاته المقبلة ، وهذا الكلام قاله ناجح حمود نائب رئيس الاتحاد ، وعدها البعض تأكيدا لتلك الشائعات التي انطلقت منذ وقت ليس بالقصير او مجرد كلام يراد منه تمرير رسالة من ان على المدربين المحليين ان لا يفكروا في قيادة المنتخب ، او على حد قول احدهم (ان لا يتوسطوا ، او يفرطوا في التفاؤل انهم المعنيون) ، والغريب ايضًا ان هذه التصريحات تزامنت مع تصريحات ظهرت على سطح الصحف حول تسمية يحيى علوان مدربا للمنتخب ، مع اشارات غيرها الى بقاء ناظم شاكر ، واخرى الى ان المدرب بورا سيعود الى قيادة المنتخب للعلاقة الطيبة بينه وبين الاتحاد ، او هناك احتمالات اخرى وهي كما قال اللاعب الدولي السابق نعيم صدام : اعتقد ان اتحاد الكرة سيلجأ في الاخير الى الاعتماد على امكانيات المدرب المحلي في الوقت الحالي على اقل تقدير.
من جهته لم يشر حسين سعيد رئيس الأتحاد العراقي الى شخصية المدرب اذا ما كان محليا او اجنبيا ، لكنه قال : ان المدرب القادم سيكون من المدربين ذوي الكفاءة العالية والقادر على تحقيق البطولات التي تنتظر المنتخب العراقي وخصوصآ للدفاع عن لقب كأس أمم أسيا التي ستقام عام 2011 بالدوحة، وان الاعلان عن اسم المدرب الجديد سيتم خلال الشهر المقبل بعد أن ينتهي أصحاب الأختصاص العراقيون ولجنه المدربين بالأتحاد من مناقشة السير الذاتيه للمدربين الاجانب والعراقيين مع مدرب لياقة أجنبي على مستوى عالي من الكفاءة .
وبالطبع ليس هناك من هذا الكلام سوى حديث عن ندوة ستعقد في مقر الاتحاد ستناقش مسألة الاصلح لتدريب المنتخب العراقي ، هل يكون الجهاز الفني للمنتخب اجنبيا ام محليا ، ويشارك في الندوة كما قيل شخصيات اكاديمية وفنية وإعلامية ، وان توصيات الندوة سترفع الى اتحاد الكرة من قبل لجنة المدربين للمصادقة عليها والاستفادة منها في اتخاذ القرار الأخير بشأن مدرب المنتخب العراقي القادم ، وقد تأجل عقد الندوة اكثر من مرة لاسباب غير معروفة .
في هذا الصدد يقول المدرب المعروف انور جسام : اولاً .. يفترض بمنتخب حاصل على لقب بطولة امم اسيا مثل المنتخب العراقي ان يكون استعداده بمستوى اللقب الذي حصل عليه ، من خلال التحضير للبطولة منذ وقت مبكر وتهيئة المستلزمات كافة ، كاقامة المعسكرات التدريبية وتهيئة المباريات التجريبية القوية ، ثانيًا.. هناك عدة مشاكل تواجه اعداد المنتخب وتحضيراته من اهمها مشكلة الدوري المحلي الذي لم تحدد نهايته بعد ، والذي يبدو انه سيستمر بعد الانتهاء من بطولة كأس العالم المقبلة، بينما دوريات كل البلدان انتهت منذ اشهر ، وهذا من شأنه ان يعرقل عملية الاعداد والتحضير وحتى استدعاء اللاعبين ، وهناك مشكلة اخرى وهي ان المنتخب سيكون رهينة المستجدات التي من شأنها ان تفرض نفسها على الشارع العراقي في اي وقت ، ومنها قضية الانتخابات المقرر اقامتها في نهاية شهر تموز / يونيو المقبل، ولهذا فإن المدرب القادم للمنتخب ستكون في طريق نجاحه الكثير من المؤثرات التي من شأنها ان تصعب عملية اعداد وتحضير المنتخب .
واضاف موضحًا : ان اي مدرب يعمل الآن مع اتحاد عليه ان يعي جيدًا ان اعضاء الاتحاد العراقي للعبة قد يبتعدون عن الاتحاد بفعل الانتخابات المرتقبة والتي تأجلت اكثر من مرة.
اما المدرب نبيل زكي فقال : الوقت الذي يعيشه المنتخب حاليا .. صعب جدا ، ولا يمكن النظر اليه من جانب واحد كون اغلب لاعبين محترفين ، فالظرف حرج بالتأكيد خاصة ان اتحاد كرة القدم غير مستقر حاليًا بسبب التفكير بالانتخابات المرتقبة والتحضيرات لها ومهام اخرى، اضافة الى ان الدوري لم ينته وما زالت امامه مرحلة ثانية، وهذا يتطلب وقتًا وجهودًا. فكيف يمكن اختيار اللاعبين ودعوتهم وأين يمكن ذلك في بغداد أو غيرها ؟
واضاف : المدرب القادم برأيي يجب ان يكون اجنبيًا ومن المدربين المعروفين ، وسبق له ان عمل مع المنتخبات العربية لأن ذلك يسهل عليه معرفة نفسية اللاعب العراقي ، وان يكون مساعدوه من المدربين العراقيين المحليين ، بشرط ان تكون مدة التعاقد معه طويلة كما في المرات السابقة ، بحيث يمكنه العمل بشكل صحيح ومستقر ، وألا تكون هنالك تدخلات شخصية في عمله، ويجب ان نتأنى في اختيار المدرب، فأنا ارى ان استعجال الامور يضر بمصلحة المنتخب .
اما الزميل عادل العتابي رئيس تحرير جريدة الملاعب فقال : هناك من يخطط للفوز ببطولة الخليج وكأس اسيا ودوري ابطال اسيا وبطولة الدورة العربية المقبلة وغيرها من البطولات، فيما نقف نحن على عتبة الاهواء ولا نعرف ما هي خططنا ليوم غد لتجديد الفوز ببطولة كاس امم اسيا وكأننا ننتظر الاقدار لتقول قولتها في هذه البطولة، من دون ان نسهم فعلاً بايجاد من يتفاعل مع الاقدار ويساعدها في ان تكون الى جانبنا.
وأضاف : المعروف ان كل المنتخبات في العالم ومنها المنتخبات الحاصلة على كأس العالم لاكثر من مرة تجمع لاعبيها قبل يومين او ثلاثة من المباريات الودية ، لكن كل ذلك يكون من خلال مدير فني تتم تسميته قبل فترة مناسبة ويعرفه كل اللاعبين، ولا يوجد هناك منتخب في العالم الان من دون مدرب، وان تسمية المدرب مهمة كبيرة من اختصاص الاتحاد المعني ومن خلال تواجد لجان مختصة تقوم بتسمية المدير الفني للمنتخب حتى يكون بوسعه اختيار مساعديه او ملاكه التدريبي ، لكن الاتحاد العراقي لكرة القدم لم يتخذ حتى الان قرارًا حاسمًا وسيكون مسؤولاً عنه مسؤولية تاريخية امام الجمهور من خلال تسمية المدير الفني للمنتخب والمدربين وكل الملاك التدريبي حتى تكون الفرصة امام المدير الفني كبيرة في اختيار اعضاء المنتخب من اللاعبين المحترفين او من لاعبي دوري الكرة الممتاز ومن ثم تجميع الفريق في مناسبات معروفة لاجراء الوحدات التدريبية واقامة المباريات الاستعدادية، للوصول الى الجاهزية المطلوبة .
وإزاء هذه المعطيات ، فالجميع ما زال يترقب المجهول وعينه على الواقع ، مع انطلاق مراهنات حول من سيقود المنتخب : مدرب اجنبيأو مدرب محلي؟
التعليقات