يترقب العالم كل 4 سنوات كأس العالم التي ستقدم مستويات كروية عالية، وبموازاة ذلك ستقدم أيضاً أفضل اللاعبين على هذا الكوكب في أكبر متجر لكرة القدم والذي يوفر للأندية فرصة لا مثيل لها لتجديد مخزونها من اللاعبين.حيث دأب الجميع مع نهاية كل مونديال على متابعة ولادة نجوم كروية جديدة تسطع في سماء الكرة العالمية.

روميو روفائيل من لندن: جورجي حاجي وديفيد بلات وتييري هنري ليسوا سوى بعض من أسماء الذين انطلقوا على الساحة العالمية وحصلوا على انتقالات مربحة بعد العروض الرائعة في كأس العالم. ولكن مهمة مَن هي اختيار اللاعبين؟ وكيف يقومون بأعمالهم؟ وعن ماذا سيبحثون في نهائيات كأس العالم هذا الصيف في جنوب افريقيا؟

يحاول بعض المراقبين استكشاف العالم السري لكشافة كرة القدم عشية انطلاق نهائيات كأس العالم من 11 حزيران إلى 11 تموز عندما يأمل أكثر من 700 لاعبفي المشاركة في 64 مباراة مع 32 منتخباً وطنياً في 31 يوماً.

مجموعة من النجوم الواعدة المتوقع بروزهم في المونديال يقول أحد المسؤولين الكبار في نادٍ من الأندية الأربعة الكبرى في الدوري الممتاز الانكليزي، الذي طلب عدم ذكر اسمه: quot;لدينا أشخاص يسافرون يومياً إلى كل انحاء العالم للبحث عن مجندين جدد. وبما أن هذا يعتبر أمراً مرهقاً ومكلفاً للغاية ويستغرق وقتاً طويلاً للحفاظ على هذه الشبكة على مدار السنة الكشفية الدولية، لذا فإن نهائيات كأس العالم تعتبر أمراً في غاية الأهمية، التي تتيح لنا فرصة ذهبية لتقييم أفضل المواهب على أعلى المستويات. فتحت ضغط شديد وفي مكان واحد وعبر فترة أربعة أسابيع، فإنه يمكننا تسميتها كشافة منجم الذهبquot;.

ومع الحصول على أجور مرتفعة لزيارة بلد رائع ومشاهدة مباراة بعد مباراة في الحدث الأعظم للعبة الجميلة، فإن الكشاف يجد في مثل هذه الأوقات أن لديه الكثير من الأنصار الذين يحلمون بوظيفته. ومع ذلك، فقد يكون هذا الشيء بعيداً بعض الشيء عن الحقيقة.

فالمشرفون يقضون معظم حياتهم العملية بعيداً عن منازلهم، ويقطعون آلاف الأميال من المسافات يغربلون خلالها مئات من المرشحين ويتنافسون مع مجموعات أخرى في البحث العقيم في محاولة للحصول على ليونيل ميسي المستقبل. وبالنسبة إليهم، نهائيات كأس العالم ليست عطلة.

يوضح داميان كومولي، المدير الرياضي في سانت اتيان الذي كان يشغل المنصب ذاته في توتنهام وقام بدور كشفي لارسنال أيضاً: quot;عند عودة الكشافة من نهائيات كأس العالم فإنهم يكونون متعبين للغاية، إذ يبدأ كل يوم في وقت مبكر جداً وينتهي في وقت متأخر. إنها فترة مكثفة حقاً. أنا اخطط لمشاهدة 12 أو 13 مباراة على مدى 10 أيام في ما لا يقل عن خمس من المدن العشر المضيفة. وبين المباريات سأقضي ساعات في الفندق للبحث عن المعلومات وكتابة تقارير مفصلة عن كل لاعب يقع عليه نظري. وأنا بحاجة للبقاء على اتصال مستمر مع النادي، وأزور اللاعبين في الفندق وحوله وفي الدورات التدريبية لتحقيق كل شيء عن أهدافنا: من هم وكلاء أعمالهم، ما هي أسعارهم، متى ستنتهي عقودهم، وكيف يتصرفون خارج الميدان؟quot;.

الفكرة النمطية لرجل مسن يرتدي معطفاً طويلاً ويقف على خط تماس الملعب في انتظار أن تسرق عيناه لاعباً موهوباً ويرفع تقريره إلى رئيسه، ليست عادة عفا عليها الزمن تقريباً. ولكن في العصر الحديث الكشفية هي عملية عالمية، 24 ساعة في اليوم و7 أيام في الأسبوع، والاستفادة من تكلفة مخفضة من شركات الطيران وأحدث التكنولوجيا، وكل شيء من الاحصاءات والبيانات والبرمجيات المتطورة لملفات وأقراص الفيديو الرقمية وموارد الانترنت مثل يوتيوب، ومجموعة من الأفراد على دراية عالية لضمان عدم وجود الأسواق التي لا تزال غير مستقرة، أو زلة بعض اللاعبين تحت الرادار.

لذا يقول نائب رئيس اللجنة الكشفية في استون فيلا ايان ستوري مور: quot;إذا ذهبت إلى نهائيات كأس العالم على أمل الكشف عن واين روني المستقبل، فقد فاتتك القافلة بالفعلquot;. الذي أعطى الأولوية لبطولة تولون تحت الـ21 عاماً التي جرت في أيار الماضي قبل بحثه عن الموجة المقبلة من المواهب في كأس العالم. وأضاف: quot;مع استثناء محتمل لكوريا الشمالية، فسيكون كل لاعب في كل فريق معروفاً من قبل الأندية حتى قبل ركله للكرة. ومن حين إلى آخر، فإن مسألة شراء اللاعب الذي لم تسمع عنه أبداً والتي تتم على أساس بطولة واحدة، فإنها تعتبر خطرة بشكل لا يصدق، لأنه من السهل أن تغرى بأداء اللاعب في إحدى البطولات الكبرى، ولكن مباراة منتصف الأسبوع في تشرين الثاني (في الدوري المحلي) قد توفر الاختبار الحقيقي. كأس العالم تمثل تتويجاً لأشهر عدة من عمل شاق. فأنت تراقب اللاعب الذي تستهدفه مسبقاً وتحاول اكتشاف كيفية مواجهته وأدائه على أعلى المستويات. هذا هو الاختبار النهائيquot;.

ولا يوفر الاتحاد الدولي لكرة القدم التذاكر للكشافة، لذلك يقومون بطلب الحصول على الاعتمادات من خلال اتحاداتهم الوطنية، وفي أحيان كثيرة يسافرون مع منافسيهم ويجلسون جنباً إلى جنب في الملاعب، ويضعون قاعدة مساراتهم حول الملاعب واللاعبين الذين يرغبون في مراقبة أدائهم وطلب المشورة في بعض الأحيان من زملاء يثقون بهم. ولكن كومولي يؤكد: quot;عندما يحين وقت العمل فقد تكون وحدك، لأنك لا تريد مجازفة اعطاء أي معلومات للمنافسين الآخرينquot;.

ولكن لا يعتزم كل نادٍ نشر الكشافة في جنوب افريقيا. إلا أن المرء يمكن أن يراهن بأن هذه الأندية ستظل تراقب الأمور. فعلى سبيل المثال، ويست بروميتش البيون، الذي صعد حديثاً إلى الدوري الممتاز، سيتابع الحدث العالمي على شاشات التلفزيون في مركزه التدريبي، مع المدير التقني دان أشوورت وسبعة من معاونيه يكتبون تقارير عن 11 لاعبا في كل مباراة التي من الممكن أن يستفيد النادي منهم. وقراره بعدم السفر إلى جنوب افريقيا جاء بسبب عوامل عدة، بما في ذلك مخاوف تتعلق بالسلامة والقيود المالية. إذ يقول أشوورت: quot;الكشافة في البطولات الكبرى عملية رهيبة. فأنت في العادة تكون جالساً خلف شخص مع قبعة برتقالية كبيرة جداً أو يلوح بعلم ضخم أمام وجهكquot;.

ومن الأندية الانكليزية التي تعتزم مراقبة المواهب عن بعد هي فولهام وستوك سيتي، ولكن الأندية التي لديها قدر أكبر من الموارد، فإن المشهد لا يمكن تفويته مثل مانشستر يونايتد، إذ يقول رئيس الكشافة فيه جيم لولر: quot;سيكون عدد من موظفينا في جنوب افريقيا والذين سيقدمون تقاريرهم طوال البطولة. هناك بعض اللاعبين الذي نعرف عن إمكانياته بالفعل، ولكننا نبحث لاكتشاف المزيدquot;. إلا أنه امتنع عن الإجابة عندما سُئل عن أسماء هؤلاء اللاعبين. أما مارتن أونيل، المدير الفني في استون فيلا، فاعترف أن مهمة رجاله هي مراقبة اللاعبين من ذوي الخبرة في الدوري الممتاز، بينما حرص توني بيولز، المدير الفني في ستوك، على الاتفاق مع عدد من نجوم المنتخبات الأربعة من غرب افريقيا.

وبرامج التوظيف تختلف من نادٍ إلى آخر. ففي حين أن فولهام يفتش عن مساومات لأرخص الأسعار في المباريات الاستعدادية لكأس العالم التي تنطوي على لاعبين لم يحالفهم الحظ بالذهاب إلى جنوب افريقيا، فإن خطة ويست بروميتش البيون ترتكز على اللاعبين من الدول الأقل أهمية مثل سلوفينيا وسلوفاكيا وتشيلي، لأن النادي يأمل أن يبقى في الدوري الممتاز لأطول فترة ممكنة، في حين أن تشلسي ومانشستر يونايتد وارسنال بحاجة إلى لاعبين يقودونهم إلى المجد الأوروبي.

وتدرك النوادي أنه إذا كان هناك لاعبلافت للانتباه في هذا الصيف، فمن المرجح أن تتدافع للحصول على توقيعه، وبالتأكيد سيرتفع سعره بسرعة لا مثيل لها. ولهذا السبب تحاول ربط اللاعبين بصفقات حتى قبل انطلاق نهائيات كأس العالم. مثلما دفع ليفربول صفقة الانتقالات مع الحاج ضيوف وساليف دياو قبل مشاركتهما في صدمة السنغال في الوصول إلى الدور الثماني في مونديال 2002. وبعدها بأربع سنوات استطاع ارسنال اكتساب توماس روزيكي قبل أسبوعين من تسجيله هدفه الرائع للتشيك في مباراته الافتتاحية في مونديال 2006.

وحتماً سيزدهر بعض اللاعبين من الغموض النسبي. فمن كان يعرف دانيال أموكاتشي قبل عام 1994 أو السنغال وكوريا الجنوبية قبل 2002 أو انتونيو فالنسيا قبل 2006؟

المواهب التي ينبغي مراقبتها

مسعود أوزيل (المانيا): 21 عاماً، نادي فيردر بيرمن، صانع الألعاب

تقرير الكشافة: تقنية الرؤية والوعي ممتازان، يجري في قلب خط الدفاع، ويشترك مع زملائه في الهجوم ويلعب لمنتخب المانيا بصورة منتظمة. ساعد في تسجيل هدف الفوز على روسيا للتأهل إلى نهائيات كأس العالم.

داني (البرتغال): 26 عاماً، زينيت سان بطرسبرغ، خط وسط مهاجم

تقرير الكشافة: سريع ومباشر مع حركات ذكية ووعي. اختير أفضل لاعب في مباراة الفوز ببطولة كأس السوبر 2008 ضد مانشستر يونايتد. تعافى الآن تماماً من الإصابة في أربطة الركبة.

الكسيس سانشيز (تشيلي): 21 عاماً، أودينيزي، جناح اليمين/ مهاجم

تقرير الكشافة: صغير، سريع للغاية ومباشر مع رؤية جيدة وتمريرات مميزة. معروف في تشيلي على أنه quot;الصبي الرائعquot;. شارك في أول مباراة دولية وعمره 17 سنة. وبدأ تسجيل الأهداف بانتظام لناديه ومنتخب بلاده.

الكسندر كولاروف (صربيا): 24 عاماً، لاتسيو، الظهير الأيسر

تقرير الكشافة: quot;طويل القامة وقوي البنية، يهاجم الكرات العالية وعلى الأرض ببراعة. هادئ ومتماسك في مركزه مع الطموح بالهجوم وتمريراته جيدة.

سيدو دومبيا (ساحل العاج): 22 عاماً، سسكا موسكو، مهاجم

تقرير الكشافة: قوي للاستحواذ على الكرات العالية ورائع أمام المرمى، فقد سجل 50 هدفاً في 65 مباراة لناديه السابق يونج بويز برن، واختير أفضل لاعب في دوري السوبر السويسري في الموسم الماضي، وسينضم إلى سسكا موسكو بعد نهائيات كأس العالم.

جريجوري فان دير فيل (هولندا): 22 عاماً، اياكس، الظهير الأيمن

تقرير الكشافة: سريع ويتنقل إلى مراكز عدة، منضبط في خط الدفاع ويستطيع أن يلعب في الوسط، ولديه طاقة ومهارة للاندفاع إلى الأمام ويحب مراوغة خصمه وارساله للتمريرات الطويلة. كان شاباً مضطرباً ولكنه استقر الآن.

الشراء السيئ للاعبين في كأس العالم

دانيال أموكاتشي: من بروج إلى ايفرتون، 1994، 3 ملايين جنيه استرليني.

ايلي دوميترسكو: من ستيوا بوخارست إلى توتنهام، 1994، 2.8 مليون استرليني.

ستيفان كيوارش: من أوكسير إلى نيوكاسل، 1998، 3.5 ملايين استرليني.

أليو سيسي: من مونبلييه إلى برمنغهام، 2002، 1.5 مليون استرليني.