بعد سنوات طويلة شهدت العديد من التساؤلات في أوروبا بشأن قدرة جنوب أفريقيا على تنظيم أكبر حدث لكرة القدم في العالم ، بدأت جنوب أفريقيا المهرجان مبكرا على أصوات 90 ألف من آلات الفوفوزيلا الموسيقية الشهيرة في هذا البلد الذي يترقب استضافة بطولة كأس عالم تاريخية.

وأصبح كرم الضيافة ودفء الاستقبال هو العلاج الأمثل لدى أصحاب الأرض في مواجهة برودة الجو.

وبعد 20 عاما من إطلاق سراح الزعيم والمناضل الأفريقي الشهير نيلسون مانديلا وخروجه من ظلمات السجن وسط احتفالات عالمية باستعادته حريته ، تتجه أنظار العالم كله صوب جنوب أفريقيا بداية من بعد غد الجمعة حيث يفتتح منتخب جنوب أفريقيا فعاليات البطولة بمواجهة نظيره المكسيكي على استاد quot;سوكر سيتيquot; في جوهانسبرج.

وينتظر أن يكون في مقدمة الحاضرين بالاستاد لمتابعة هذه المباراة نحو 50 من رؤساء وزعماء العالم وخاصة من القارة الأفريقية حيث أكدوا على حضورهم من أجل مشاهدة ضربة البداية لأول بطولة كأس عالم تقام في القارة السمراء. كما ينتظر أن يحضر المباراة 11 ألفا آخرين من كبار الشخصيات.

ولكن النجم الحقيقي سيكون مانديلا /91 عاما/ الرئيس السابق لجنوب أفريقيا والذي قضى 27 عاما في السجن بسبب مقاومته سياسة الفصل العنصري (أبارتايد) والحكم العنصري. وينتظر أن يحضر مانديلا جزءا من المباراة الافتتاحية للبطولة.

ويمثل حضور مانديلا ، الذي لم يكن مؤكدا بسبب كبر سنه ، فألا حسنا للمنظمين وكذلك لمنتخب جنوب أفريقيا (بافانا بافانا) وسيمنح حضوره المباراة الافتتاحية مزيدا من البريق رغم كونها بين فريقين لم يحقق أي منهما أي إنجاز عالمي سابق.

وتلقى مواطنو جنوب أفريقيا تحذيرات من إطلاق أبواق الفوفوزيلا خلال إذاعة رسالة مانديلا التي تم تصويرها بالفيديو مسبقا وكذلك خلال عزف السلام الوطني لكل فريقين قبل بداية مباريات البطولة.

ولكن أبواق الفوفوزيلا ستسيطر بعدها على أجواء الاستاد حتى نهاية المباراة حيث يأمل مشجعو جنوب أفريقيا في أن يساهموا بشكل جيد في تحفيز فريقهم ودفعه إلى النجاح مثلما حدث مع منتخب الرجبي في كأس العالم للرجبي عام 1995 بجنوب أفريقيا عندما تضافر الجميع لمساندة الفريق حتى توج باللقب.

وكجزء من هذه الاستراتيجية ، تجمع آلاف من المشجعين اليوم الأربعاء حول الفندق الذي يقيم فيه منتخب جنوب أفريقيا بضاحية ساندتون للإعلان عن تشجيعهم للفريق.

وفي نفس الوقت ، وصل مئات الآلاف من المشجعين الأجانب إلى جنوب أفريقيا وبدأوا في استكشاف هذا البلد الحافل بالتناقضات.

ومن بين هؤلاء المشجعين ، يبرز المشجع البرازيلي والاس ليتي الذي لم يسافر من قبل إلى القارة الأفريقية والذي اندهش بحمى كرة القدم في جنوب أفريقيا.

وحرص عشرات الآلاف من المشجعين على ارتداء قميص اللعب الأصفر الخاص بمنتخب جنوب أفريقيا كما حرص مئات الآلاف منهم على إبراز أعلام جنوب أفريقيا من نوافذ سياراتهم.

وقال ليتي الذي يحضر البطولة السابعة لكأس العالم متشحا باللونين الأخضر والأصفر للعلم البرازيلي من رأسه إلى أصابع قدميه quot;اندهشت من الحماس الشديد للناس والضيافة الرائعة وابتسامة المواطنين وروح اللعبة.. أشعر بأنني في وطنيquot;.

وعلى النقيض تماما ، يبدو الوضع مختلفا للمحررة التلفزيونية السويدية أنا برولين /30 عاما/ والتي ترى أن جنوب أفريقيا تختلف تماما عن وطنها نظرا للإجراءات الأمنية الصارمة المنتشرة في كل مكان بما في ذلك الإجراءات الأمنية والتقنيات الأمنية المستخدمة في أبواب ونوافذ الغرف.

وقالت برولين quot;ليس لدي أي نظام إنذار في منزلي بالسويد.. أغلق بابي فقط وأحيانا لا أحتاج لغلقهquot;.

ورغم ذلك ، ترددت بعض التقارير عن وقوع بعض الاعتداءات على زائري جنوب أفريقيا الذين حضروا لمتابعة فعاليات المونديال والتي كان أبرزها حتى الآن هو السطو المسلح على اثنين من الصحفيين الأجانب أحدهما برتغالي والآخر أسباني وذلك في غرفتهما بالفندق. ولم يتعرض أي منهما للإصابات.