يبدو أن محاولة الحصول على مبالغ كبيرة بطرق غير مشروعة من خلال التلاعب بنتائج المباريات الرياضية أو التحايل قد لا تنتهي أبداً، فمن فضيحة اختلاق حادث تصادم للسيارات في سباق فورمولا1 للجائزة الكبرى في 2008 التي اعتبرت أسوأ عملية احتيال في تاريخ الرياضة، إلى تزوير تذاكر المباراة النهائية لكأس الاتحاد الانكليزي لكرة القدم في العام الماضي وفقدان تذاكر أكثر من 200 مشجع من مانشستر يونايتد قبل حضورهم للمباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا لعام 2009 ومن ثم فضيحة quot;سمارا غيتquot; في دوري كرة القدم الروسي، وإلى هذه الأيام وحديث الساعة لتلاعب بعض لاعبي الكريكيت الباكستانيين بنتائج مبارياتهم أمام انكلترا التي هزت سمعة هذه الرياضة عالمياً والتي لا يتوقع الانتهاء منها في الفترة القليلة المقبلة.
والآن جاء دور الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) حين بدأت مؤخراً في أروقته تحقيقات عن مزاعم بيع مسؤول كبير مرتبط به تفاصيل محتويات جوازات سفر الآلاف من مشجعي كرة القدم لسماسرة السوق السوداء.
فقد أكد مكتب مفوضية المعلومات الانكليزي، الذي ينظم قانون حماية البيانات، أنه بدأ تحقيقاً عن مزاعم بيع تفاصيل حوالي 35689 من المشجعين الانكليز الذين حضروا مباريات نهائيات كأس العالم في المانيا في عام 2006، بشكل غير قانوني من أجل جني الأرباح. وأشارت التحقيقات الأولية للمكتب أنه تم اثبات تداول تفاصيل 7200 مشجع انكليزي بطريقة غير مشروعة. إذ قال مايك غوريل، الرئيس التنفيذي في مكتب المفوضية، إن المطالبة بإجراء التحقيقات جاء بعد نشر معلومات في الشهر الماضي في الصحف النرويجية على أن تفاصيل عن حوالي 250 ألف من مشجعي كرة القدم الذين حضروا إلى كأس العالم 2006 قد بيعت إلى سماسرة التذاكر في السوق السوداء قبل انطلاق نهائيات كأس العالم في جنوب افريقيا هذا الصيف.
وقال غوريل إنه تم إعلام الفيفا بشأن هذه المزاعم، وسيتم الاتصال بالاتحادات الكروية ومنظمات أخرى ذات صلة للمضي قدماً في إجراء التحقيقات. وأكد أن التحقيقات الأولية تشير إلى أن عدد المتضررين وصل إلى ما يقارب من 7200 مشجع.
وتبحث المفوضية الآن في مزاعم بأن quot;موظفاً كبيراًquot; في هيئة quot;ضيافة المباراةquot;، وهي وكالة بيع التذاكر تابعة للاتحاد الدولي لكرة القدم، ربما باع هذه المعلومات إلى سماسرة السوق السوداء الذين من المحتمل أنهم قاموا بالاتصال ببعض من هؤلاء المشجعين وعرضوا عليهم شراء تذاكرهم قبل تداولها بصورة غير مشروعة.
وسبق لصحيفة داجبلاديت النرويجية أن ذكرت أنها حصلت على قائمة بسجلات 250 ألف مشجع، بالإضافة إلى أنها أكدت وصول العديد من الرسائل إلى بريدها الالكتروني تحتوي على عرض موظف المباراة المسؤول قائمة للبيع في السوق السوداء. وادعت الصحيفة أنها تأكدت من هوية البائع.
من جهة أخرى، قال جيمي بايروم، رئيس شركة quot;خدمات حدث المباراةquot; ومقرها في مدينة مانشستر وهي أكبر مساهم في quot;ضيافة المباراةquot;، للصحيفة النرويجية إنه لم يكن على علم ببيع هذه المعلومات، وانه قام باتخاذ كل الخطوات الممكنة لمنع بيع التذاكر غير المرخص لها. ومن المفهوم أن أحد الموظفين كان قد حصل على القوائم السرية من دون علم الشركة.
وتتضمن القائمة الكاملة تفاصيل شخصية لعدد من مشجعين رفيعي المستوى، بما في ذلك رئيس الوزراء السويدي السابق انغفار كارلسون.
وquot;ضيافة المباراةquot; مملوكة جزئياً من قبل شركة إعلامية يديرها فيليب بلاتر، ابن أخ سيب بلاتر رئيس الفيفا. وكان فيليب قد فاز قبل ثلاث سنوات بالحقوق الحصرية لبيع حزم تذاكر الضيافة لنهائي كأس العالم لعامي 2010 و2014. وسبق أن قدمت شكاوى عدة وانتقادات لشركته لمبالغتها في تسعير حزم تذاكر الضيافة لنهائيات كأس العالم هذا الصيف، ما أدى إلى ملاحظة واضحة لمقاعد فارغة في معظم المباريات في جنوب افريقيا.
التعليقات