دعا اتحاد كرة القدم في ويلز إلى عقد مؤتمر صحافي يوم الخميس لتوضيح مستقبل المدير الفني للمنتخب الوطني جون توشاك الذي أبدى استعداده للتنحي عن المنصب الذي كان يشغله منذ ما يقرب من ست سنوات.

ويعتقد توشاك بأنه قدم لمنتخب ويلز كل ما يستطيع فعله. ومن المحتمل أن يغادر هذا المنصب حتى قبل مباراتي ويلز ضد بلغاريا وسويسرا في الشهر المقبل، إلا أنه أبدى استعداده للمساعدة لحين ايجاد من يحل محله.

وأوصى توشاك، الذي يعتقد بأنه قدم استقالته خلال الـ48 الساعة الماضية، بأن يحل نجم مانشستر يونايتد رايان غيغز محله.فالمدرب السابق في ريال مدريد على وشك الإعلان عن نهاية مهمته لمدة ست سنوات مع منتخب بلاده، خصوصاً بعد تعرضه لردة فعل عنيفة من الجماهير بعد الهزيمة أمام منتخب الجبل الأسود في افتتاح مباريات تصفيات كأس الأمم الأوروبية لعام 2012. ويبدو الآن أنه ستقدم للجناح المخضرم في أولد ترافورد فرصة لإعطاء كرة القدم في الويلز دفعة جديدة.

وكان توشاك قرر أن الوقت قد حان بالنسبة إليه للرحيل بعد رد فعل من الخسارة 1- صفر. وتحدث مع المسؤولين في اتحاد الكرة الويلزي في الطائرة أثناء عودته من بودغورينشا يوم السبت الماضي وأبلغهم أنه ما لم يستطع فريقه في الفوز على بلغاريا وسويسرا في الشهر المقبل، فإنه سيفكر بالرحيل فعلاً. إلا أنه يبدو أن مقاومته للجو العام أثناء عودته إلى بلاده أجبرته على تقديم موعد الاستقالة، خصوصاً بعدما اتصل بهؤلاء المسؤولين وقال لهم إنه مستاء من مستوى الانتقادات، مستدركاً أنه سيبقى في منصبه إلى حين ايجاد بديلاً عنه. وفهم أن المسؤولين سألوه عن رأيه في خليفته، فاقترح غيغز.

ومن المعلوم أن الجناح المخضرم اعتزل اللعب دولياً قبل ثلاث سنوات، وسيكون بالضبط ذلك النوع من الأسماء الممتازة التي يمكن أن تساعد على تنشيط الكرة في هذه الإمارة. وبما أن اتحاد الكرة الويلزي قد عيّن لتو رئيساً تنفيذياً له، وهو جوناثان فورد، الذي حتماً سيكون حريصاً على وضع بصماته على تقدم اللعبة الجميلة في بلاده. ومما لا شك فيه أن مجرد اقتراح عن إمكانية وصول غيغز إلى هذا المنصب فإنه سيفتح شهية مقر الاتحاد الكرة في كارديف. ولكن المسؤولون يحاولون في الوقت الحاضر إلى اصلاح الأخطاء معاً للمضي قدماً في ضوء هزيمة افتتاح تأهيلات يورو 2012 المخيبة للآمال.

وكان أداء ويلز سيئاً خلال الشوط الأول، وكان يمكن أن تدخل مرماه أكثر من هدف واحد. وعلى رغم أن هذا الأداء قد تحسن نسبياً في الشوط الثاني، إلى أن اللاعبين فشلوا في إدراك التعادل الذي كان من الممكن أن يثني المدير الفني على تقديم استقالته.

وقال روبي سافاج، الذي كان يتشاجر مع توشاك دائماً واعتزل اللعب دولياً خلال حقبة قيادته: quot;لقد آن الأوان لرحيل توشاك من ويلز، فنحن بحاجة إلى بداية جديدة وزخماً جديداً. وأيضاً بحاجة إلى إعادة ثقة الجماهير بالمنتخب مرة أخرى. اعتقد بأن على توشاك أن يقدم استقالته، فقد قدم كل ما يكفي من الأعذار خلال السنوات الست الماضية في منصبه. لقد كان علينا أن نحكم عليه من خلال حملة التأهيلات. ويلز لم تتأهل بعد، ولكن البداية كانت رهيبة للغاية مرة أخرىquot;.

وردد هذه الأفكار ايوان روبرتس، الناقد في هيئة الإذاعة البريطانية في ويلز، بقوله: quot;تحطم تفاؤلنا من أول مباراة، ولا اعتقد بأن هناك أي ايجابيات. لقد أعطى توشاك للمنتخب كل ما لديه من الخبرة منذ أن كان معه منذ تشرين الثاني 2004، ولكن هل تقدم الفريق؟ لست واثقاً من ذلكquot;.

وسيظل النقاد يتساءلون ما إذا كان توشاك ناجحاً، فعهده لم يتزامن بالتأكيد مع الحقبة الكلاسيكية لكرة القدم في الإمارة. فقد كان عليه أن يتعامل مع موجة من اللاعبين المتقاعدين الكبار بدلاً من المحصول الواعد من الشباب في تشكيلة ويلز تحت الـ21 عاماً. وكان توشاك يدرك جيداً أنه روّج لهم قبل وقتهم، على أمل أنهم سيتعلمون بسرعة ومن ثم يكونون قادرين على تحدٍ جدي في التأهل لإحدى البطولات الكبرى.

ولكن لم يظهر العديد من هؤلاء اللاعبين الشباب بالمستوى المميز الذي كان يأمله. وعلاوة على ذلك، إصابة لاعبه الأكثر تأثيراً آرون رامزي، صانع ألعاب ارسنال، الذي مازال يأمل بالعودة إلى كامل لياقته البدنية بعد إصابته بكسر في ساقه في مباراة سوك سيتي مع ارسنال في استاد بريتانيا في الدوري الممتاز الانكليزي في الشتاء الماضي.

يذكر أن فترة توشاك الثانية مع منتخب ويلز بدأت في تشرين الثاني 2004 عندما حل محل مارك هيوز. وسجله يشير إلى الفوز في 21 مباراة وخسارة 24 من مبارياته الـ53 منذ ذلك الحين.

وبعد فترة رائعة كلاعب في ليفربول، أصبح توشاك مدرباً ولاعباً في آن واحد في نادي سوانزي من الدرجة الرابعة في الدوري الانكليزي، وفي عام 1979 قادهم إلى النسخة القديمة من دوري الدرجة الأولى.

وبعد ذلك قام توشاك، المولود في كارديف، بتدريب ريال مدريد وريال سوسيداد وديبورتيفو لاكورونا في اسبانيا والنادي التركي بشكتاش والفرنسي سان اتيان والبرتغالي سبورتينغ لشبونة وكاتانيا من ايطاليا.

وترك توشاك منتخب ويلز في عام 1994 بعد مباراة واحدة فقط بعدما أدرك مدى الدعم الذي كان يتلقاه المدير الفني الذي حل محله تيري يوريث. وعندما وافق على تولي مهمات منصبه مرة ثانية بعد عشر سنوات بصفقة مدتها خمس سنوات، قال توشاك إن الأمر سيستغرق وقتاً أطول من ذلك لإعادة بناء الفريق. وفي عام 2009 وقع عقداً لتمديد الصفقة لمدة سنتين اخريتين.