ماذا كان سيحدث لو أن المسئولين باتحاد كرة القدم وقعوا عقدا مع إحدي الشبكات التليفزيونية لبث مباريات المنتخب الوطني خلال المرحلة القادمة؟ الفيفا أرسل لكل الاتحادات الأهلية ومنها اتحاد الكرة الموقر بأنه سيتولي تسويق بث المباريات بمعرفته شخصيا وبالتالي لا يجوز للاتحاد عقد أي اتفاقات مع أي من الشبكات أو الشركات لبث المباريات.. ومع ذلك اتحاد الكرة أعلن عن مناقصة لبث المباريات وهذا خطأ كبير لأن المناقصة لو رست علي شركة من الشركات فإن هذه الشركة ما كان لها أن تنقل أي مباراة لأن ذلك سيكون خروجا علي النظام الدولي وشقاً لعصا الطاعة علي الفيفا.. وسيكون من حق الشركة التي تم الاتفاق معها أن تتهم الاتحاد بالنصب والاحتيال والمطالبة بالتعويض المادي الكبير.. الغريب في الأمر ان اتحاد الكرة تلقي خطابات بتعليمات واضحة من الفيفا بقيامه بتسويق البث لمباريات المنتخب وكل أعضاء الاتحاد يعلمون ذلك لكنهم تجاهلوا الأمر وأعلنوا عن المناقصة أو المزايدة.. فمن هو صاحب المصلحة في ذلك.. هل كان القصد من ذلك توريط الاتحاد في مصيبة أم ان هناك صاحب مصلحة ما.. وفي الحالتين لابد من تحقيق واسع ومحاسبة من تسبب في ذلك وأن تكون هناك شفافية أي لا يتم تمييع القضية كالعادة والتضحية بموظف ككبش فداء والسلام كما يجب أن يبحث الاتحاد ضرورة إعادة الهيكلة الإدارية التي صدعونا بها خلال السنوات الماضية ولم يتم شيء منها حتي الآن واكتفي الاتحاد بتعيين كل من هب ودب وفتح خزائنه علي البحري بمرتبات تفوق مرتبات الوزراء لبعض المقربين وأصحاب الثقة الذين يفتقرون للخبرة والقدرة علي تحمل المسئولية.. والسؤال هنا لماذا لا تكون سكرتارية الاتحاد بنفس القدر من الانضباط والمسئولية كما هو الحال في الاتحاد الأفريقي الذي ظل مجاورا للاتحاد المصري ويتولي الإدارة فيه مصريون برئاسة المهندس مصطفي فهمي الذي أختير رئيساً للجنة مسابقات الاتحاد الدولي لكرة القدم لأنه مثال للانضباط والحزم والجدية في العمل وبالتالي كان اختياره لهذا المنصب الدولي الرفيع.. ألا يمكن أن نتعلم منه.. أخطاء الإدارة في اتحاد الكرة كثيرة جدا ومتكررة ويبدو أن القائمين عليها لا يريدون أن يتقدموا أي خطوة لأنهم لا يملكون القدرة علي ذلك ويتمتعون بمظلة حماية من بعض المسئولين بالاتحاد.
** الحدق يفهم:
إذا كان رب البيت بالدف ضارباً فشيمة أهل البيت كلهم الرقص.

جريدة الجمهورية المصرية