عندما تذكر اسم فريق إيطالي متواجد على ارضية الملعب يتبادر الى ذهنك مباشرة الدفاع المحكم وquot;قتلquot; اللعب، فكيف الحال اذا كان هذا الفريق اسمه إنتر ميلان الذي قدم الى العالم مع مدربه الأرجنتيني هيلينو هيريرا أسلوب الـquot;كاتيناتشيوquot; خلال حقبة الستينات والذي خول المنتخب الإيطالي الوصول إلى نهائي مونديال 1970 ثم الفوز باللقب العالمي للمرة الثالثة عام 1982.

لكن شتان بين الامس واليوم، لان انتر الستينات او بالاحرى انتر الامس القريب جدا ما هو الا ذكرى بالنسبة للموسم الحالي الذي شهد تدهورا مخيفا في مستوى quot;نيراتزوريquot; على المستوى الدفاعي والارقام تتحدث عن نفسها: 13 هدفا في 6 مباريات خاضها في الدوري المحلي حتى الان، ما يجعله صاحب اسوأ دفاع في quot;سيري آquot; بعدما اهتزت شباكه بمعدل اكثر من هدفين في المباراة الواحدة.

حاول رئيس انتر ماسيمو موراتي الذي كان يتمنى لو بقي المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو مع الفريق بعد ان قاده الى ثلاثية الدوري والكأس المحليين ومسابقة دوري ابطال اوروبا عام 2010، ان يتدارك الموقف فلجأ الى الحل الذي اشتهر به منذ وصوله الى سدة الرئاسة وهو تغيير المدرب، فاقال جانبييرو غاسبيريني وعين بدلا منه كلاوديو رانييري.

اعتقد الجميع ان الصدمة المعنوية التي احدثها قدوم مدرب جديد قد اعطت ثمارها بعدما حقق الفريق فوزين على التوالي بقيادة مدربه الجديد، الاول على بولونيا (1-3) في الدوري المحلي والثاني على سسكا موسكو الروسي (2-3) في دوري ابطال اوروبا، والانتصاران كانا خارج قواعده.

لكن سرعان ما عادت جماهير quot;نيراتزوريquot; الى ارض الواقع بعد تلقي الفريق هزيمتين على التوالي في الدوري المحلي امام نابولي في عقر داره (صفر-3) وكاتانيا (1-2).

يمكن القول بان انتر لا يعاني مشكلة كبيرة في خط هجومه رغم افتقاده الى جهود الكاميروني صامويل ايتو المنتقل الى الدوري الروسي وفشل الاوروغوياني دييغو فورلان في الارتقاء الى مستوى التوقعات، اذ يقوم خط المقدمة الى حد ما بالمطلوب منه بقيادة دييغو ميليتو وجامباولو باتزيني، لكن المهاجمين اصيبوا بالاحباط نتيجة الاخطاء الجسيمة التي يرتكبها زملاؤهم في خط الدفاع، وابرز دليل على ذلك ما حصل في مباراة سسكا موسكو عندما تقدم الفريق بهدفين نظيفين قبل ان يضطر في نهاية المطاف الى القتال من اجل تحقيق فوزه الاول وتعويض خسارته المفاجأة في الجولة الاولى امام ضيفه المغمور طرابزون سبور التركي (صفر-1)، وذلك بفضل هدف سجله الارجنتيني ماورو زاراتي في الدقائق العشر الاخيرة من اللقاء.

وتكرر السيناريو في مباراة امس الاول السبت امام كاتانيا بعد ان افتتح quot;نيراتزوريquot; التسجيل قبل مرور عشر دقائق على البداية، لكنه عاد وتلقى هدفين في غضون خمس دقائق فقط بسبب تواضع اداء ثنائي قلب الدفاع البرازيلي لوسيو والارجنتيني وولتر صامويل.

quot;لم يكن احد يتخيل انطلاقة بهذا المستوى، يصعب علي حتى مجرد تحليل الوضع، لا شك ان هناك مجموعة من العوامل. يؤسفني هذا التراجع من جديد، خصوصا بعد ان تداركنا الموقف في مباراتنا امام بولونيا وفي موسكو. علينا ان نستعيد حماسنا لمواجهة الوضعquot;، هذا كان لسان حال الارجنتيني استيبان كامبياسو بعد مباراة السبت التي كان خلالها صاحب هدف فريقه.

يعاني انتر ميلان من مشكلة حقيقية في خط دفاعه لا تنحصر ببطء لوسيو وصامويل الذي اصيب السبت واستبدل بالروماني كريستيان شيفو، اذ ينسى الظهير الياباني يوتو ناغاموتو ان يتولى مهام الرقابة الموكلة اليه، فيما ينجرف الظهير البرازيلي دوغلاس مايكون في توغلاته الهجومية ولا يحبذ ان يتولى مهام الرقابة اللصيقة على احد مهاجمي الخصم.

كما يلعب عامل التقدم بالعمر دوره ايضا في معاناة انتر ميلان، رغم ان احدا لا يشك بالجهود التي يبذلها القائد الرائع الارجنتيني خافيير زانيتي (37 عاما) ومواطنه كامبياسو (31 عاما).

ويرى رانييري ان المشكلة لا تنحصر فقط في الخط الخلفي بل بخط الوسط ايضا لان الدفاع يبدأ من منتصف الملعب، مضيفا quot;يجب على الفريق ان يكون مدمجا بشكل اكبر وان لا يترك هذا الكم من المساحاتquot;.

وقد يواجه انتر ميلان مشكلة حقيقية في هذه المساحات عندما يلتقي مضيفه ليل الفرنسي غدا الثلاثاء في الجولة الثالثة من مسابقة دوري ابطال اوروبا، لان مضيفه يملك في صفوفه لاعبا مميزا من طراز البلجيكي ادين هازار.

وتتعدد اوجه المشكلة التي يعاني منها quot;نيراتزوريquot; منذ بداية الموسم، اذ يعجز عن التعامل مع الضغط المعنوي عندما تهتز شباكه ويظهر لاعبوه سريعا بوادر الاحباط، وهذا ما اشار اليه رئيس موراتي بعد مباراة كاتانيا، مضيفا quot;عندما سجل كاتانيا بدا وكأن الفريق (انتر) قد تبخر، كأنه وصل الى حدوده البدنية والنفسيةquot;.

ومن جهته علق القائد زانيتي على وضع الفريق بعد مباراة السبت قائلا quot;انها هزيمة اخرى واهداف اخرى دخلت مرمانا. هذا ليس هو انتر ميلان الذي نعرفه. علينا تغيير عقليتنا. لم يكن احد منا يتوقع بداية بهذا الشكل. نشعر بخيبة الامل والحزن شأننا شأن بقية الجمهور نيراتزوري، لكن علينا ان نبقى متحدين وعلينا ان نسعى الى النهوض من كبوتنا لان هذا الفريق ما زال لديه الكثير ليقولهquot;.

ويبقى ان نرى اذا كانت رسالة الquot;كابيتانوquot; ستعطي مفعولها انطلاقا من مباراة الغد امام ليل، ام سيكون رانييري ضحية اخرى من ضحايا موراتي!.