وافق الاتحاد الدولي للسيارات quot;فياquot; خلال اجتماع مجلسه العالمي الجمعة في برشلونة على استخدام المحرك الصديق للبيئة خلال موسم 2013 من بطولة العالم لسباقات فورمولا واحد لكنه ابقى الباب مفتوحا امام تعديل موعد استخدامه من خلال التصويت الذي ستقوم به الفرق المشاركة في البطولة والشركات المصنعة للمحركات.

وسيشهد موسم 2013 ثورة تقنية اخرى في بطولة العالم لسباقات فورمولا واحد من خلال الاعتماد على محرك من اربع اسطوانات سعة 6ر1 ليتر مع شاحن هوائي quot;توربوquot;، عوضا عن المحرك الحالي (8 اسطوانات سعة 4ر2 ليتر).

وفتح الاتحاد الدولي quot;فياquot; الباب امام الشركات المهتمة بتحضير المحركات، للعمل على محرك صديق للبيئة يخفف من حجم الانفاق المالي على سيارات الفئة الاولى ويقلل من حجم انبعاث ثاني اوكسيد الكاربون المضر بالبيئة.

وكان مدير فريق بار سابقا كريغ بولوك اول من تلقف مخطط الاتحاد الدولي واسس شركة quot;بيورquot; التي تسعى لان تكون اول المصنعين للمحرك الهجين الصديق للبيئة، وهو كشف مؤخرا ان تصميم المحرك في مسار متقدم وسيتم اختباره في وقت لاحق من العام الحالي.

ويأتي اعتماد المحرك quot;الاخضرquot; استنادا الى سياسة الاتحاد الدولي للسيارات الساعي الى تخفضة التكلفة العالية التي تتكبدها الفرق والاخذ بعين الاعتبار المسائل البيئية، وقد عمل في الاعوام الاخيرة من اجل الوصول الى مبتغاه من خلال تعديلات كثيرة ادخلها على انظمة البطولة.

ومن المؤكد ان الجميع اعتقد بان زمن الشاحن الهوائي قد ولى (استعمل للمرة الاخيرة عام 1988) لان متابعي رياضة الفئة الاولى ما زالوا يتذكرون ضجيج محركات رينو وبرابهام بي ام دبليو والاحصنة الهائلة التي كانت تتمتع بها (1500 حصان) والانبعاثات التي كانت تصدر منها وتسبب بذرف دموع الاشخاص المتواجدين على بعد 100 متر من هذه السيارات.

لكن الاتحاد الدولي وفريقه التقني وجدا طريقة للاستفادة من عودة الquot;توربوquot;، لكن هذه المرة بهدف استعمال قوة حصانية بديلة ومدروسة ستساهم في تخفيف انبعاثات ثاني اوكسيد الكاربون مع المحافظة على السرعة.

وستحدد سرعة دوران المحرك ب12 الاف دورة في الدقيقة عوضا عن 18 الف حاليا، الى جانب استعمال وقود بديل يقلص استهلاك الوقود بحوالي 35 بالمئة مع المحافظة على قوة حصانية عالية.

من المؤكد ان الناحية البيئية اصبحت في الاعوام الاخيرة من هواجس القيمين على سباقات الفئة الاولى، خصوصا ان رياضة المحركات بشكل عام تشكل هدفا سهلا لناشطي البيئة وذلك لان سيارات الانتاج المستعملة يوميا تعتبر السبب الاساسي في المشاكل البيئية التي تؤثر على طبقة الاوزون وتسبب بارتفاع حرارة الارض.

ويبقى السؤال ما مدى تأثير هذه التعديلات على مستوى رياضة الفئة الاولى وسرعة سياراتها ونسبة التنافس؟

التاريخ يؤكد ان هذه الرياضة لم تتأثر بالتعديلات التي طرأت عليها منذ انطلاق البطولة بشكل رسمي على حلبة سيلفرستون البريطانية عام 1950، والدليل الابرز على ذلك هو ان تحول المحركات من 12 اسطوانة الى 10 ثم 8 مع تحجيم سعتها، لم يؤثر على السرعة والتنافس وهي ما تظهره الازمنة المسجلة على كل حلبة، اذ ان سيارات اليوم تحقق الزمن نفسه ان لم يكن افضل من تلك الذي حققته سيارات محرك ال10 اسطوانات في السابق او المحركات المزودة بشاحن هوائي.

وقد يكون الضجيج الذي يصدره محرك 4 اسطوانات سعة 6ر1 ليتر اقل من ذلك الذي يصدره المحرك الحالي او الذي سبقه، الا ان ذلك لن يؤثر على متابعي السباقات لان واقع الامور يشير الا ان مشاهد سباقات اليوم لا يتذكر او يقارن بين ضجيج محرك ال10 اسطوانات ومحرك ال8 اسطوانات والحالة نفسها ستنطبق على محرك 2013 في حال وافقت الفرق المشاركة في البطولة والشركات المصنعة للمحركات (كوزوورث ورينو وفيراري ومرسيدس) على تطبيق التعديلات او تأجيلها.