أعلن الاتحاد الجزائري لكرة القدم صبيحة الأحد عن استقالة مدرب المنتخب الجزائري عبد الحق بن شيخة في أعقاب خسارته أمام نظيره المغربي عشية السبت في الجولة الرابعة من تصفيات كاس أمم أفريقيا 2012 وتقلص حظوظه في التأهل بعدما أصبح يحتل الصف الأخير برصيد أربع نقاط وراء المغرب وجمهورية أفريقيا الوسطى تنزانيا ولم يتبقى أمامهسوى مبارتينواحدة بالجزائر ضد أفريقيا الوسطى والأخرى ضد تنزانيا.

ونشر الاتحاد بيانا مقتضبا أعلن فيه قرار الاستقالة دون توضيح للأسباب أو الخليفة المحتملة رغم أن بعض المصادر أكدت أن رئيسه محمد روراوة وتفادياً للفراغ كان على اتصالات متقدمة مع بعض التقنيين الأجانب للحلول محل الجنرالبغض النظر عن نتيجة مباراة المغرب.

كما أن قرار الاستقالة يأتي بعدما تم تحميل بن شيخة كامل المسؤولية في الهزيمة و أيضا لاحتواء غضب الرأي العام في الجزائر.

وكان بن شيخة قد استلم مقاليد الخضر في أيلول المنصرم خلفا لرابح سعدان بعد التعثر في الجولة الأول من ذات التصفيات أمام تنزانيا و واجهته ظروفا صعبة بعد إصابة بعدد من اللاعبين الأساسيين غير أن الانتصار الذي حققه في عنابة على المغرب أعاد له نوعا من الثقة في إنجاح مهمته.

الصحافة تنتقد بن شيخة و تحمله مسؤولية الخسارة

وعاش الجمهور الرياضي الجزائري ليلة حالكة بعد خسارة المنتخب الوطنيأمام نظيره المغربي برباعية نظيفة قلصت كثيرا من حظوظه في بلوغ نهائيات كاس أمم أفريقيا العام القادم ليلة شبيبة بتلك التي عاشها عقب الهزيمة من المنتخب المصري بذات النتيجة في نصف نهائي أمم أفريقيا مطلع العام 2010 في انغولا.

وعبر محبو الخضر عن حسرتهم و دهشتهم للأداء الهزيل الذي قدمه منتخب مونديالي كان الممثل الوحيد للكرة العربية في كأس العالم الأخيرةفي مباراة كان يفترض أن يخوضوها بروح قتاليةعالية لتحقيق نتيجة طيبة ومما زاد من دهشتهم هو التناقض الواضح بين تصريحات المدرب عبد الحق بن شيخة وأشباله بعد نهاية معسكر اسبانيا الذي راهن عليه لتجهيز أشباله وبين ظهورهم فوق ملعب مراكش حيث كانوا مجرد ظلال لبعضهم البعض وكأنهم يلعبون الكرة لأول مرة .

وما حز في نفوس المحبين أكثر هو أن الانتصارات التي يحققها الخضر تكون بأضعف نتيجة وعندما يخسرونتكون النتيجة ثقيلة جدا و بأداء ضعيف خاصة بعدما وفر الاتحاد كل الظروف المريحة للخضر من إقامة و منح و غيرها خاصة أن المنافس منتخب المغرب مر بأسوأ الظروف قبل المباراة بأيام بعد تعرض عدد من لاعبيه الركائز للاعطاب و مغادرة عادل تعرابت لمعسكر الأسود الذين اضطروا إلى إشراك عدة عناصر بديلة.

وطالب الجزائريون المسئولين عن الكرة بإستيعاب الدرس المغربي جيدا تفاديا لتكراره مستقبلا والتفكير جيدا في الإعداد للاستحقاقات المقبلة حيث يرون انه لا عزاء للخضر بعد هذه الهزيمة سوى التأهل إلى مونديال البرازيل 2014.

من جهتها الصحافة الجزائرية لم تكن رحيمة بالمدرب عبد الحق بن شيخة و لا أشباله و تحول الثناء والمدح الذي كان قبل مباراة مراكش إلى توبيخ و نقذ لاذع بعد نهايتهاوحملت المسؤولية الكاملة لهذه الخسارة التي أجمعت على أنها كانت فضيحة في حق الشعب والكرة الجزائرية للناخب الوطني الذي فشل حسبها في تجهيز لاعبيه وشككت حتى في تصريحاته حول نجاح معسكر اسبانيا واعتبرتها مجرد كلام للاستهلاك و لتنويم محبي الخضر وجعلهم يطمعون أكثر في العودة بالنقاط الثلاث.

كما انتقدت الخطة الهجومية التي اختارها لمواجهة أسود الأطلس رغم إفتقاره لمهاجمين في المستوى و فشله الذريع في التغييرات التي أجراها في الشوط الثاني .

و طالبت جل الصحف الصادرة اليوم الأحد بإحداث ثورة في صفوف المنتخب وإبعاد الجميع سواء أعضاء الطاقم الفني أو اللاعبين الذين تسببوا في إهانة شعب بأكمله لم يدخر جهدا في تشجيعهم أينما حلوا وارتحلوا رغم الظروف الاجتماعية الصعبة التي يعيشها.

وتفننت الصحف الجزائرية في توبيخ بن شيخة ولاعبيه بعناوينبالبنط العريض حيث كتبت صحيفة الخبر الرياضي تحت عنوان quot;بن شيخة يهين 40 مليون جزائريquot;.

و أضافت صحيفة الخبر بالقول الجنرال يقود الكتيبة الخضراء إلى هزيمة نكراء وواصلت بكتابةquot;ارحلوا جميعاquot; أما الشروقفكتبت في صفحتها الأولى quot;الشعب يريد إسقاط الجنرالquot; و لاعبي الملايير في إشارة إلى السخاء الذي تميز به الاتحاد الجزائري مع زملاء مجيد بوقرة و طالبت بمعاقبة و محاسبة كل من كان له ضلعا في هذه الفضيحة التي لا تغتفر.

أما صحيفة الخبر و تحت عنوان لامع فكتبت تقول لا جنرال ولا محاربون و لا هم يحزنون أما الفجر فكتبت الأسود يفترسون الافناك.

وبالمقابل تحلت الصحافة الجزائرية بالروح الرياضية و أشادت بالأداء الجيد الذي قدمه اسود الأطلس و قدرة مدربهم البلجيكي إيريكغيريتس على قراءة المباراة بشكل صحيح و اختيار الخطة المناسبة لقهر المحاربين.

الخضر يعترفون بالهزيمة

من جانب آخر أقر مدرب ولاعبو المنتخب الجزائري بالخسارة أمام المغرب حيث اعترف المدرب المستقيل بن شيخة بمسؤوليته عن الخسارة غير المتوقعة من حيث النتيجة و قال عقب المباراة أن الهدف الأول اخلط أوراقي التكتيكية وأعفى اللاعبين من أي مسؤولية في هذه الهزيمة و قدم اعتذاره للجمهور الجزائري.

أما المدافع مجيد بوقرة فقال بالحرف الواحد لم افهم ماحدث لنا في مراكش خاصة بعد البداية الموفقة لكنه احتفظ ببصيص من الأمل حول التأهل حيث قال بأنه حسابيا لا تزال الأمور قابلة للتصحيح من الناحية الحسابية.

من جهته قال الظهير الأيسر جمال مصباح الذي كان أفضل عنصر في تشكيلة الخضر انه يصعب تصديق ما حدث في مراكش و أردف قائلا أن الإحباط يسيطر على نفسية جميع البعثة الجزائرية.

و بدوره خالد لموشية متوسط الميدان الذي لم يظهر بنفس الوجه الذي ظهر به في عنابة اعترف بقوة المنافس خاصة من حيث الانسجام و وصف الهزيمة بالمشؤومة.