سيعرف دور المجموعات من مسابقة كأس الكنفدرالية الإفريقية حضوراًعربياً متواضعاًيقتصر على ثلاثة أندية فقط هي شبيبة القبائل الجزائري والمغرب الفاسي المغربي والنادي الإفريقي التونسي التي ستأخذ على عاتقها الآمال العربية في الحفاظ على تاج البطولة الذي ناله الفتح الرباطي المغربي السنة المنصرمة بعد تفوقه في النهائي على الصفاقسي التونسي عن جدارة واستحقاق.

و رغم تواضع التمثيل العربي في هذه المسابقة مقارنة بدوري الأبطال حيث نجد ستة فرق عربية من أصل ثمانية فإن حظوظ الثلاثي العربي تبدو وفيرة لتحقيق الهدف المنشود خاصة أن أندية شمال أفريقيا دأبت علىالسيطرة على هذه البطولة منذ إنشائها حيث فازت بها في 14 مرة بفضل ثمانية أندية غير أن تلك الحظوظ تختلف من فريق لآخر بالنظر إلى جملة من المعطيات الفنية وغير الفنية.

ويبقى أهم عامل يساعد الثلاثي العربي على حجز البطاقات الثلاث من أصل الأربعة المؤهلة للدور قبل الأخير هو تحقيق انطلاقة حسنة و تفادي إهدار النقاط داخل الديار.

شبيبة القبائل الجزائري

يعتبر الأوفر حظاً للظفر بإحدى التأشيرتين المؤهلتين للمربع الذهبي والتتويج باللقب مقارنة بالإفريقي المغرب الفاسي و ذلك لعدة اعتبارات أهمها التجربة الكبيرة التي يتمتع بها الفريق على الصعيد القاري إذ سبق له أن نال ستة ألقاب افريقية منها ثلاثة ألقابمتتالية من كاس الكنفدرالية أعوام 2000 و 2001 و 2002 فضلا عن بلوغه الدور النصف النهائي من دوري الأبطال السنة الماضية قبل أن يخسر من حامل اللقب مازيمبي الكونغولي .

فالكناري كما يحلو لمحبيه يصنف ضمن أفضل أندية القارة السمراء و كان دوما ينافس على الأدوار الطلائعية و يضم في صفوفه خيرة اللاعبين في الدوري الجزائري على غرار الظهير الأيسر المتألق شمس الدين نساخ و متوسطي الميدان سعد تجار و بلال نايلي وصانع الألعاب سيد علي يحيى شريفإضافة إلى المهاجم فارس حميتي الذي سيتم قيده في اللائحة الإفريقية بداية من الدور المقبل بعدما تعذر على الإدارة قيده في اللائحة الأولية . كما باشرت الإدارة القبائلية في عملية الانتدابات حيث تركز على التعاقد مع عناصر بإمكانها سد الثغرات التي لوحظت على الفريق في المباريات السابقة .

كما أن تواجد مدرب بقيمة و خبرة رشيد بلحوث سيزيد من قوة الفريق بما انه سبق له أن شارك في ذات البطولة مع وفاق سطيف عام 2009 عندما بلغ النهائي و خسره أمام الملعب المالي بركلات الترجيح.

وما يميز الشبيبة خلال مشاركاته الخارجية هو تطور أدائه مع مرور الأدوار حيث يصعب إقصائه في الأدوار المتقدمة مما يزيد من طموحاته في المنافسة على التاج كلما وصل إلى دور الثمانية.

و يتواجد الشبيبة في رواق جيد للتأهل إلى النصف النهائي بعدما أوقعته القرعة في مجموعة سهلة نسبيا تضم إلى جانبه المغرب الفاسي و سان شاين ستارز من نيجيريا إضافة إلى الفائز من المواجهة بين موتيبا الكونغولي و سيمبا التنزاني و هي أندية مغمورة قاريا مقارنة بالشبيبة ذائع الصيت فالفريقين المغربي و النيجيري يصلان لهذه المحطة للمرة الأولى في تاريخهما.

كما أن مباريات الكناري في الأدوار السابقة أكدت قوته و قدرته على تجاوز الصعاب كما حدث في مواجهته في الدور الثمن النهائي الأول ضد .

غير أن يعيق الكناري من التغريد بصوت جميل هو ضيق الوقت للراحة طالما أن البطولة ستستأنف في منتصف الشهر المقبل في وقت لا تزال هناك أربع جولات من عمر الدوري الجزائري .

النادي الافريقي التونسي

لم تكن القرعة رحيمة بممثل ثورة الياسمين عندما وضعته في مجوعة حديدية تضم إلى جانبه ثلاثة أندية من الأندية التي خرجت من ثمن نهائي دوري الأبطال و تحولت إلى الكنفدرالية فهناك اسيك ميموزا من ساحل العاج صاحب الباع الطويل في أفريقيا و بطلها عام 1998 و هناك انتر كلوب الانغولي الذي بدا يزاحم كبار القارة في المواسم القليلة الماضية و أيضا نادي كادونا النيجيري الذي اخرج وفاق سطيف بكل سهولة.

و رغم تاريخه العريق إلا أن الإفريقي لا يحتكم سوى للقب إفريقي وحيد يزين خزائنه هو دوري الأبطال الذي ناله عام 1991 نهائي كاس الكؤوس الذي خسره عام 1999 لذلك يأمل محبوه و في الذكرى العشرين لهذا الانجاز أن يتألق أبناء باب سويقة لإثراء سجلهم القاري رغم أن المشاركات القارية الأخيرة للإفريقي ميزها السلبية و الخروج المبكر باستثناء تتويجه بكاس أبطال اتحاد شمال أفريقيا على حساب مولودية الجزائر .

كما أن المتتبع لمسيرة الإفريقي هذا العام على الصعيد القاري يكون بالتأكيد قد لاحظ عليه عيوبا كثيرة رغم تعدادي البشري الثري وحنكة المدربين الذين تداولوا عليه خاصة على مستوى خط الدفاع الذي اظهر هشاشة و عدم تماسك كاد يؤدي به إلى الخروج خالي الوفاض هذا العام محليا و قاريا بتلقيه أهداف كثيرة داخل و خارج ملعبه و ربما لهذا السبب لا تزال إدارته تقاتل ضد الترجي من اجل الظفر بخدمات المدافع المحوري المالي ادريسا كوليبالي اللاعب الأسبق لشبيبة القبائل .

و بات على ربانه الثالث هذا الموسم فوزي البنزرتي الإسراع في معالجة النقائص الفادحة التي ظهرت على الفريق إذا ما أراد مواصلة المغامرة حتى النهاية من خلال انتدابات وازنة تعيد له توازنه.

المغرب الفاسي

يعتبر بلوغه لهذه الدور مفاجأة من العيار الثقيل بالنسبة لبعض المتتبعين نظرا لقلة خبرته في مثل هذه المنافسات غير أن البعض الآخر يرى بان الفريق يتجه بخطوات ثابتة نحو الاستمرار في صنع المفاجأة و السير على منوال مواطنه الفتح ألرباطي الذي توج بطلا لذات المسابقة دون أن يرشحه احد خاصة في ظل المجموعة السهلة التي يتواجد فيها .

فالفريق و تحت قيادة مدربه الوطني الخبير رشيد الطاوسي حقق نتائج باهرة هذا الموسم ليس فقط في كاس الكنفدرالية بل أيضا في الدوري المغربي حيث حل وصيفا للبطل الرجاء البيضاوي على حساب أندية تفوقه خبرة و إمكانيات مثل الوداد البيضاوي و الجيش الملكي ليضمن لنفسه مشاركة في دوري الأبطال السنة القادمة ليؤكد قدرته على تغيير موازين القوى في الكرة المغربية.

ولتكرار انجاز الفتح فان ممثل العاصمة العلمية و الحضارية مطالب بالحفاظ على استقراره و الاحتفاظ بالطاوسي و بركائز النادي الذين أصبحوا مستهدفين من قبل عدة أندية محلية و خليجية خاصة بعد رحيل العيساني إلى قطر.

وعلى عكس الشبيبة و الإفريقي سيستفيد المغرب الفاسي من أفضلية حصوله على راحة بعدما انتهى الدوري في المغرب قبل عدة أسابيع مما يمنح مدربه و إدارته متسعا من الوقت لتقييم الوضع واستخلاص الثغرات لسدها بعناصر جديدة .

ويستهل الفاسيون الدور بلقاء كبير سيجمعهم بالشقيق الجزائري شبيبة القبائل في منتصف يوليو على ملعب فاس.