سيضطر أعضاء المنتخب الانكليزي لكرة القدم إلى وضع علم الاتحاد الأوروبي على قمصانهم في ظل الخطط المثيرة للجدل التي اقترحها البرلمان الأوروبي.

في الوقت الذي دعم نواب في البرلمان الأوروبي دعوات للمطالبة بوجوب ظهور علمه الأزرق مع نجومه الصُفر في مناسبات رياضية مثل بطولة ويمبلدون المفتوحة للتنس، التي اقيمت على أرضه، فإن الشيء الأكثر إثارة للجدل هو وضع العلم على قمصان المنتخبات الوطنية في كل الرياضات.

وتنص الاقتراحات التي ستنشر مع مطلع الأسبوع إلى اضطرار كل الفرق الرياضية الوطنية، بما فيها كرة القدم والرغبي والكريكيت والمنتخب الأولمبي البريطاني، على وضع شعار الاتحاد الأوروبي على قمصان رياضييهم.

وهذه الفكرة، التي نبذها حزب المحافظين الحاكم في بريطانيا، ووصفها بأنها quot;سخيفة بكل بساطةquot;، وردت في تقرير حول quot;البعد الأوروبي في مجال الرياضةquot; الذي صاغه النائب في الاتحاد الأوروبي عن حزب يمين الوسط الاسباني سانتياغو فياس ايكيسيل والذي سيعرض على البرلمان الأوروبي هذا الأسبوع.

وقال مصدر في المفوضية الأوروبية إنه على رغم أن السلطة التنفيذية حريصة على تعزيز quot;البعد الأوروبيquot; في مجال الرياضة، إلا أن طرح هذه الفكرة سيكون فقط من خلال اتفاق كامل مع الهيئات الوطنية المختصة.

يذكر أن معاهدة لشبونة (هدفت إلى إصلاح مؤسسات الاتحاد الأوروبي وعملية صنع القرار فيه وحلت محل الدستور الأوروبي والذي وقعها قادة الاتحاد الأوروبي الـ27 أو ممثلون عنهم في 13 كانون الأول/ديسمبر 2007 في لشبونة)، أعطت للمرة الأولى صلاحيات واختصاصات للاتحاد الأوروبي في مجال الرياضة. وكانت توصية المفوضية الأوروبية لوضع الشارة على قمصان الرياضيين هو استجابة البرلمان لاقتراحات قدمتها لجنة الاتصالات كورقة بيضاء في مجال الرياضة.

وأيدت لجنة الثقافة في البرلمان الأوروبي هذه الخطة بالفعل. وإذا، كما هو متوقع، دعمها النواب الأوروبيون هذا الأسبوع، فإن التوصية ستعود إلى اللجنة التي ستعد اقتراحات تشريعية رسمية. وعندئذ ستضع الخطة أمام quot;الأغلبية المؤهلة للتوصيتquot; في مجلس الوزراء الأوروبي. ما يعني أنه من الممكن ألا تحصل المملكة المتحدة على غالبية الأصوات بناء على هذا الإجراء، ولا سيما من جانب البلدان الصغيرة التي يمكن أن تستفيد من quot;النهج الأوروبيquot; للحصول على المزيد من البطولات مثل الألعاب الأولمبية.

ودافعت أندرولا فاسيليو، مفوضة اللجنة الثقافية، عن هذا الاقتراح بقولها: quot;تدرك اللجنة جيداً الدور الحاسم الذي تلعبه الرياضة، فضلاً عن أنها تعزز الشعور بالإنتماء، مثل نجاح بطولة quot;كأس رايدرquot; (بطولة الغولف تقام كل سنتين بين منتخبي أوروبا والولايات المتحدة)، التي تشكل مثالاً واضحاً على الفوائد التي يمكن أن يحققه البعد الأوروبي للرياضةquot;.

وفي الوقت الذي قالت النائبة الإيرلندية الاشتراكية نيسا تشايلدرز: quot;إن الأحداث الرياضية تضمن مزيداً من احتمالات القدرة على توحيد الأوروبيين العاديين وتغرس الشعور بالفخر الأوروبي أكثر من كل المعاهدات والتوجهات والأنظمة معاًquot;، فإن إيما ماكلاركين، النائبة عن حزب المحافظين البريطاني، ردت بالقول: quot;إن الرياضة لديها مكانة خاصة في المملكة المتحدة وفرقنا الرياضية تشكل جزءاً أساسياً من هويتنا وتراثنا، وبالتالي لا يمكن للاتحاد الأوروبي أن يتدخل في أعمالنا بوضع شارته على قمصان منتخباتنا الوطنية، الذي هو مجرد مثال واضح للمشروع المغرور في العملquot;.

وأضافت: quot;لا يمكن للاتحاد الأوروبي أن يفرض هوية أوروبية مصطنعة علينا من خلال اجبار رياضيينا على ارتداء شعاره. فلا أحد يمكنه أن يتخيل المهاجم الدولي واين روني أو بطلة العالم وأوروبا في الألعاب السباعية جيسيكا إينيس يظهران على أرض الملعب وعلى صدرهما شعار الاتحاد الأوروبي. ببساطة ان الفكرة سخيفة. وأنني سأكون أول المعارضين عليها عند مناقشتها في البرلمانquot;.