استضافت مصر النهائيات القارية للمرة الرابعة في تاريخها بعد اعوام 1959 و1974 و1986، ونجحت في تحقيق انجاز تاريخي باحرازها اللقب للمرة الخامسة في تاريخها بعد اعوام 1957 و1959 و1986 و1998 فانفردت بالرقم القياسي الذي كانت تتقاسمه مع غانا (1963 و1965 و1978 و1982) والكاميرون (1984 و1988 و2000 و2002).

وتدين مصر بانجازها الى حارس مرماها عصام الحضري الذي تألق في المباراة النهائية امام ساحل العاج بتصديه لركلتين ترجيحيتين مكنتا الفراعنة من احراز لقب ابطال النسخة الخامسة والعشرين.

وفازت مصر 4-2 بركلات الترجيح بعد انتهاء الوقتين الاصلي والاضافي بالتعادل السلبي.

وتصدى الحضري لركلتي نجم تشلسي الانكليزي ديدييه دروغبا وكوني باكاري فأكد بذلك أحقية منتخب بلاده باحراز اللقب وأحقيته بنيل لقب أفضل حارس مرمى في البطولة.

وأبقى المنتخب المصري اللقب عربيا حيث خلف المنتخب التونسي الذي ناله للمرة الاولى في تاريخه قبل عامين على ارضه، كما ان الفراعنة نالوا اللقب الثالث على ارضهم في 4 مرات استضافوا فيها الدورة، كما نجحوا في محو خيبة الامل بعدم التأهل الى المونديال وردوا الصاع صاعين للعاجيين الذين هزموهم مرتين في التصفيات 2-1 في الاسكندرية و2-صفر في ابيدجان.

وهي المرة الثانية التي تغلبت فيها مصر على ساحل العاج في دورة 2006 بعدما كانت تغلبت عليها 3-1 في الدور الاول.

ونجح المخضرم أحمد حسن في نيل اللقب الافريقي الثالث في مسيرته الكروية وكان بالتالي مسك ختام مشواره الرائع بعد لقبي 1986 و1998. كما نجح المدرب المصري حسن شحاتة في نيل اللقب القاري الذي عجز عن احرازه كلاعب عندما خرج من دور الاربعة في دورات 1974 في مصر بالذات و1976 في اثيوبيا و1978 في غانا و1980 في نيجيريا.

يذكر انها المرة السادسة التي يحسم فيها اللقب القاري بركلات الترجيح.

في المقابل، فشل المنتخب العاجي في احراز اللقب الثاني في تاريخه بعد الاول عام 1992 في السنغال على حساب غانا في المباراة النهائية المشهودة التي حسمت بركلات الترجيح 11-10 بعدما سددت 24 ركلة ترجيحية وهو رقم قياسي تمت معادلته في ربع نهائي البطولة الحالية بالذات عندما فازت ساحل العاج على الكاميرون 12-11.

وضربت مصر بقوة في الدور الاول بتغلبها على ليبيا 3-صفر، ثم تعادلت مع المغرب صفر-صفر، وفازت على ساحل العاج 3-1.

وفي ربع النهائي، سحقت مصر الكونغو الديموقراطية 4-1، ثم هزمت السنغال 2-1 في دور الاربعة قبل ان تبتسم لها ركلات الترجيح في امام ساحل العاج في المباراة النهائية.

وسجل النيجيري اوبينا نسوفور أسرع هدف في الدقيقة السادسة في مرمى تونس في الدور الربع النهائي.

وتوج الكاميروني صامويل ايتو هدافا للدورة برصيد 5 اهداف، والمصري احمد حسن أحسن لاعب، ومواطنه عصام الحضري احسن حارس مرمى، والنيجيري جون ميكل اوبي أفضل لاعب ناشىء.

وودعت تونس بطلة عام 2004 النهائيات من الدور ربع النهائي بخسارتها امام نيجيريا بركلات الترجيح 5-6 (الوقتان الاصلي والاضافي 1-1).

وبلغت تونس ربع النهائي بفوزها على زامبيا 4-1 وجنوب افريقيا 2-صفر، وخسارتها امام غينيا صفر-3.

وخرج المغرب وصيف بطل عام 2004 من الدور الاول بخسارة امام ساحل العاج صفر-1 وتعادلين مع مصر وليبيا بنتيجة واحدة صفر-صفر.

ولم يكن حال ليبيا افضل من المغرب وودعت بدورها من الدور الاول بخسارتها امام مصر صفر-3 وساحل العاج 1-2 وتعادلها مع المغرب صفر-صفر.

غانا 2008

استضافت غانا النهائيات القارية للمرة الرابعة في تاريخها بعد اعوام 1962 و1978 و2000 مشاركة مع غانا، وكانت كلها امل في احراز اللقب الخامس في تاريخها بعد اعوام 1963 و1965 و1978 و1982، بيد انها فشلت في ذلك امام تألق فرعوني جديد حيث نجح المنتخب المصري في تحقيق انجاز تاريخي جديد باحرازه اللقب الثاني على التوالي والسادس في تاريخه بعد اعوام 1957 و1959 و1986 و1998 و2006.

ويدين المنتخب المصري بفوزه الى نجمه مهاجم الاهلي محمد ابو تريكة الذي سجل هدف الفوز في المباراة النهائية امام الكاميرون مكررا انجازه في النسخة الماضية عندما سدد ركلة الجزاء الترجيحية التي منحت الفراعنة اللقب على حساب ساحل العاج 4-2 في المباراة النهائية في القاهرة.

وأبهر المنتخب المصري المتتبعين بعروضه الرائعة ولقن الدروس والعبر مؤكدا تربعه على عرش الكرة المستديرة في القارة السمراء.

وكشر المنتخب المصري عن انيابه منذ المباراة الاولى من خلال فوزه الساحق على الكاميرون 4-2، ثم اكتسح جاره السوداني 3-صفر، قبل ان تفرمله زامبيا 1-1 في المباراة الثالثة الاخيرة بعدما كان ضامنا تاهله الى الدور الثاني.

وازاحت مصر انغولا في ربع النهائي 2-1، ثم اطاحت بساحل العاج المدججة بالنجوم والمرشحة الاولى للفوز باللقب 4-1، قبل ان تجدد فوزها على الكاميرون في النهائي 1-صفر ويحتفظ باللقب.

ودخل مدرب مصر حسن شحاتة تاريخ كرة القدم المصرية والافريقية من الباب الواسع حيث بات quot;المعلمquot; اول مدرب مصري يقود منتخب بلاده الى لقبين قاريين متتاليين واول مدرب في القارة السمراء يفوز بلقبين متتاليين منذ الغاني تشارلز غيامفي الذي قاد منتخب بلاده الى لقبي 1963 و1965، علما بانه المدرب الوحيد الذي نال ثلاث مرات بعدما قاد غانا الى لقبها الرابع عام 1982 في ليبيا.

واختير لاعب وسط منتخب مصر والاسماعيلي حسني عبد ربه افضل لاعب في البطولة لتألقه اللافت وتسجيله 4 اهداف بينها ثنائية في مرمى الكاميرون (4-2) في الجولة الاولى، كما اختير افضل لاعب اكثر من مرة في المباريات التي خاضها منتخب بلاده في النسخة الحالية.

وخلف عبد ربه مواطنه احمد حسن الذي كان اختير افضل لاعب في النسخة الخامسة والعشرين في مصر قبل عامين.

كما احتفظ حارس المرمى المتألق عصام الحضري على لقب افضل حارس في القارة السمراء.

وكان عزاء الكاميرون التي كانت تطمح الى لقب قاري خامس ومعادلة الرقم القياسي للفراعنة بعد اعوام 1984 و1988 و2000 و2002، تتويج نجمها صامويل ايتو بلقب هداف البطولة برصيد 5 اهداف. وهي المرة الثالثة على التوالي التي يتوج فيها ايتو هدافا للعرس القاري بعد عامي 2004 (4 اهداف) و2006 (5 اهداف)، علما بانه نجح في النسخة الحالية في تحطيم الرقم القياسي في عدد الاهداف المسجلة في تاريخ النهائيات بعدما رفعه الى 16 هدفا ماحيا الرقم السابق الذي كان بحوزة العاجي لوران بوكو.

وفشل المنتخب التونسي حامل اللقب عام 2004 في تخطي حاجز الدور ربع النهائي للمرة الثانية على التوالي بالخسارة امام الكاميرون 2-3 بعد التمديد (الوقت الاصلي 2-2).

في الدور الاول، تعادلت تونس مع السنغال 2-2 وانغولا صفر-صفر وفازت على جنوب افريقيا 3-1.

وكانت تونس فقدت لقبها في النسخة الاخيرة في مصر عام 2006 بخسارتها امام نيجيريا بركلات الترجيح في الدور ربع النهائي ايضا.

وودع المنتخب المغربي البطولة من الدور الاول بعد بداية مدوية اكتسح خلالها ناميبيا 5-1، لكنه خسر امام غينيا 2-3 وغانا صفر-2 وخرج خالي الوفاض.

من جهته، لم تكن عودة المنتخب السوداني الى النهائيات موفقة بعد غياب 32 عاما حيث مني بثلاث هزائم متتالية وبنتيجة واحدة صفر-3 امام منتخبات زامبيا ومصر والكاميرون.

انغولا 2010

كتب المنتخب المصري تاريخا جديدا لكأس الامم الافريقية عندما توج بلقبها الثالث على التوالي والسابع في تاريخه بتغلبه على غانا 1-صفر في المباراة النهائية للنسخة السابعة والعشرين التي اقيمت للمرة الاولى في أنغولا.

ومرة اخرى أبهر المنتخب المصري بعروضه الرائعة ولقن الدروس والعبر الى جميع منافسيه خصوصا الموندياليين الاربعة نيجيريا والكاميرون والجزائر وغانا، مؤكدا تربعه على عرش الكرة المستديرة في القارة السمراء في الاعوام الستة الاخيرة.

ضرب المنتخب المصري عصافير عدة بحجر واحد، فهو أسكت منتقديه بعدم قدرته على الاحتفاظ بالكأس واستبعاده من دائرة المنافسة على اللقب حيث ان اشد المتفائلين لم يكن يتوقع تخطيه الدور الاول بسبب المعنويات المهزوزة عقب الفشل في التأهل الى المونديال بالاضافة الى غياب ابرز عناصره محمد ابو تريكة ومحمد بركات وعمرو زكي ومحمد شوقي ومحمد حمص واحمد حسام quot;ميدوquot;.

لكن هذه الظروف الصعبة وكالعادة كانت بمثابة حافز كبير امام لاعبي المنتخب المصري ومديرهم الفني حسن شحاتة للتفوق على انفسهم فلفتوا الانظار منذ المباراة الاولى امام نيجيريا عندما حولوا تخلفهم صفر-1 الى فوز كبير 3-1، الى المباراة النهائية عندما تغلبوا على غانا 1-صفر، مؤكدين عن جدارة واستحقاق احقيتهم بالوجود في العرس العالمي الصيف المقبل.

وما بين المباراة الاولى والنهائية، حقق الفراعنة ارقاما قياسية ستتحدث عنهم فترة طويلة، من ستة انتصارات متتالية الى سجل خال من الخسارة في المباريات ال19 الاخيرة في العرس القاري وفوز اول على نيجيريا منذ 1977، واول على الجزائر خارج القواعد وبرباعية نظيفة، وتجديد التفوق على الكاميرون وصيفته 3-1 بعد التمديد في ربع النهائي، ولقب ثالث على التوالي وسابع في التاريخ، وثالث تواليا بقيادة مديره الفني حسن شحاتة الذي بات اول مدرب في العالم يحرز 3 القاب قارية متتالية، ولقب رابع لقائده احمد حسن وحارس مرماه عصام الحضري.

وتوج احمد حسن بلقب افضل لاعب في البطولة وذلك للمرة الثانية بعد عام 2006، علما بأن لقب عام 2008 كان من نصيب مواطنه حسني عبد ربه، والحضري بلقب افضل حارس مرمى للمرة الثالثة على التوالي، ومحمد ناجي جدو بلقب هداف البطولة برصيد 5 اهداف.

وضمت التشكيلة المثالية للنهائيات مرة اخرى 5 لاعبين مصريين هم الحضري ووائل جمعة واحمد فتحي واحمد حسن وزيدان، علما بأن التشكيلة المثالية للنسخة الاخيرة ضمت الحضري وجمعة وحسني عبد ربه وابو تريكة وعمرو زكي.

وحلت الجزائر رابعة بخسارتها امام نيجيريا صفر-1، وذلك بعدما فجرت مفاجأة من العيار الثقيل بتخطيها ساحل العاج التي كانت مرشحة بقوة الى اللقب، في الدور ربع النهائي بالفوز عليها 3-2 بعد التمديد، لكنها منيت بهزيمة نكراء امام الفراعنة في دور الاربعة برباعية نظيفة، وردت الاخير الاعتبار لخسارتها امام الجزائر صفر-1 في المباراة الفاصلة المؤهلة الى مونديال جنوب افريقيا.

في المقابل، توقف مشوار تونس الممثلة الثالثة للعرب في العرس القاري، في الدور الاول حيث لم تذق طعم الفوز واكتفت بثلاث تعادلات مع زامبيا 1-1 والغابون صفر-صفر والكاميرون 2-2.

وانسحبت توغو من النهائيات بسبب تعرض الحافلة التي كانت تقل لاعبي منتخب بلادها لهجوم مسلح تبنته منظمة تحرير ولاية كابيندا، وذلك عند الحدود الانغولية الكونغولية واودى بحياة الملحق الصحافي ستانيسلاس اكلو والمدرب المساعد ابالو اميليتيه بالاضافة الى اصابة تسعة اشخاص اخرين بينهم لاعبان هما المدافع سيرج اكاكبو وحارس المرمى كودجوفي اوبيلالي.