لا حديث للشارع الرياضي سوى زيكو ، ويتمنون أن يرسلوا لزيكو معايدات كثيرة في العيد على الرغم من انه لا يعيّد معهم ولا يعرف شيئًا عن عيد الاضحى، عسى أن يشعر بحب العراقيين لكرة القدم الذي يوازي حب البرازيليين لها، وأن يحس بمدى أهمية أن يصعد المنتخب العراقي إلى نهائيات كأس العالم المقبلة، لكنهم قالوا إن زيكو تركهم وذهب ، فربما يريد أن يحتفل لديه هناك ، لكنهم في تهانيهم لم يغفلوا أن تنالهم سعادة وصول المنتخب إلى البرازيل ليكون أحد المنتخبات المساهمة في المحفل العالمي بعد غياب 36 عاماً عنه .


عبد الجبار العتابي من بغداد :منذ أن خسر المنتخب العراقي مباراته المهمة أمام المنتخب الأسترالي 1 ndash; 2 ضمن الجولة الرابعة للتصفيات الآسيوية المؤهلة إلى مونديال 2014 والجدال محتدم بين الجميع ، من مواطنين عاديين إلى مشجعين إلى لاعبي كرة قدم ورياضيين وإعلاميين، ولا تخلو صحيفة على مدى الأيام الماضية من هجاء لزيكو .. أو نقد أو دفاع عنه أو مديح فيه ، الكل يتغنى بزيكو وبإنجازاته وإخفاقاته ،بتصريحاته السلبية والإيجابية والنارية والثلجية ، بترجمات مترجمه الخاص الصائبة والأخرى الخاطئة ، بجهازه التدريبي ومساعديه الفنيين والإداريين الذين يسعون إلى معاونته أو انفراده بالرأي، وبعلاقته بإتحاد كرة القدم العراقي وتشنجاته معه ، بمحاولاته للسيطرة على المنتخب وتفكيك التكتلات فيه والتداعيات التي يختلقها بإبعاد لاعبين لهم حضور في الشارع العراقي ومكانتهم بين لاعبي المنتخب ، بفكره التدريبي المتوهج والخلاق وخبرته المميزة ، وفكره العادي الذي يستطيع أن ينتج خطة تتميز بالقدرة على تحقيق الفوز، بذهابه المتكرر إلى البرازيل وتواجده في الدول التي يتواجد فيها المنتخب العراقي ما عدا بغداد التي يحلم الحالمون أن يرون زيكو فيها وهو يقود وحدة تدريبية متكاملة ومعه نجوم المنتخب ، برغبته في اللعب على الملاعب الإماراتية وتذمره من الملاعب القطرية ، بقدرته الفائقة في تجاوز الأخطاء السابقة والعودة إلى ساحة المنافسة ، وفشله في قيادة المنتخب وتعريضه لسمعة العراق الرياضية إلى الإساءة ، وهاجسه بالوصول إلى البرازيل مع منتخب العراق ،وهاجسه بالعودة إلى البرازيل لوحده !!.

كل هذه الحكايات هي ما تزخر به الأفكار التي تتناول مسألة المنتخب العراقي ومسيرته على الطريق التي باتت متعثرة بعد إضاعة 10 نقاط من تعادلين مع منتخبي الأردن وعُمان وهزيمتين أمام اليابان وأستراليا ، وبانتظاره 12 نقطة ، ولا أحد يدري إذا ما كان على إستعداد لفقدان نقاط أخرى منها، والجميع يرفع يديه بالدعاء : (نرجو أن لا يحدث ذلك) ، مؤكدين في أحاديثهم التي يبدو عليها اليأس والتشاؤم : ( أما إذا وصلنا إلى نهائيات كأس العالم ، فالشكر لله وحده) .

وإذن .. زيكو هو الشغل الشاغل ، وإذن أيضاً .. هو الذي تختلف فيه الآراء ، هناك من يرى أن في إقالته مصلحة لإنقاذ ما تبقى من بصيص أمل للصعود إلى النهائيات ، فيما يرى البعض أن إقالته ليست فيها مصلحةلصعوبة المهمة التي سيتكفل بها أي مدرب عراقي ، مشيرين إلى أنهم يتمنون أن تكون تهنئة زيكو لهم بالعيد مقرونة بتحقيق الأمنية المونديالية الجميلة .

فالخبير الكروي العراقي المعروف مؤيد البدري قال عن زيكو : لا أريد أن أقلل من مكانة زيكو، وهو بالتأكيد لا يحتاج إلى تقييمي، ولكن الذي أعرفه جيداً بعد أن عايشت عشرات المدربين الأجانب في العراق وخارجه أن المدرب يجب أن يكون مستقراً في البلد الذي يُدرب فيه، قريباً من اللاعبين متعرفاً على مشاكلهم ومعيشتهم لغرض تذليلها لا أن يزور البلد بالمناسبات وقبل أيام عدة من مباراة رسمية مهمة مثل تصفيات كأس العالم كما هو الحال مع مدرب منتخبنا الوطني !

فيما يقول رئيس رابطة المدربين المحترفين أنور جسام : زيكو .. لم يقدم أي شيء للكرة العراقية خلال مدة توليه تدريب الفريق، فلم يكن ثابتاً في التشكيلة إطلاقاً، إذ كان التباين واضحاً، الأمر الذي أثر بشكل أو بآخر في مستوى المنتخب في مباراته أمام أستراليا، فكانت نتيجة الخسارة تحصيلاً حاصلاً، للتخبط والعشوائية اللذين يعمل بهما زيكو الذي يعاب عليه كذلك عدم معرفته الكاملة بإمكانات لاعبي المنتخب الوطني، وفشله في توظيف العناصر بالمراكز التي تصلح للعب فيها.

وأضاف : زيكو حطم اللاعبين نفسياً وفنياً، لذلك أشك كثيرًا في قدرات هذا المدرب للوصول بالمنتخب إلى نهائيات كأس العالم المقبلة.

أما الحارس الدولي السابق فتاح نصيف فقال : ما فائدة الإقالة في الوقت الحالي، ومن هو المدرب الذي يستطيع أن يعمل المعجزة في هذا الوقت الضيق ؟ ،ومن من المدربين سيقبل بهذه المهمة الصعبة والمعقدة بعدما ضاع الخيط والعصفور وأصبح تأهلنا إلى مونديال البرازيل صعباً جداً . ، سبق وأن قلت في أكثر من مناسبة أن المدرب البرازيلي زيكو لم يضف شيئاً للمنتخب الوطني العراقي منذ أن تسلم مهمته لأكثر من عام في السابق، وبعيداً عن الأمور الفنية فإن المدرب البرازيلي دائماً ما يكون متناقضاً في تصريحاته فتارة يقول إن منتخب العراق هو برازيل آسيا وتارة أخرى يقول إن العراق يحتاج إلى وقت كبير من أجل الوصول إلى العالمية ولكن على زيكو أن يسمع ويعي جيداً أن المنتخب العراقي وصل إلى العالمية منذ حقبة الثمانينيات حيث سبق وأن شارك العراق في الأولمبياد الذي أقيم في موسكو 1980 ولوس أنجلوس 1984 وسيئول 1988 وأيضاً في نهائيات كأس العالم بالمكسيك عام 1986 لذلك أقول لزيكو إن العراق أكبر منك ومن الجميع .

وقال الدولي السابق ومدرب فريق الزوراء راضي شنيشل : أنا لا أتفق جملة وتفصيلاً مع المطالبين بإقالة زيكو، لأنه ليس نقطة الخلل في مسيرة المنتخب التي تعد أزلية ، بل لأنه أستطاع أن يفكك تكتلات اللاعبين الذين أطاحوا بأغلب المدربين الذين أشرفوا على تدريب المنتخب سواء كانوا محليين أو أجانب وبدأ يفرض شخصيته القوية ومنح البقاء للأفضل بغض النظر عن اسمه وتاريخه، لذا سعى نفر من لاعبينا في المنتخب إلى إفساد فرحة الجماهير والظهور بمستوى متراخٍ للضغط على الإتحاد وإقالة زيكو لأنهم لا يرغبون بمدرب إلا عدنان حمد!

أما الصحافي خالد جاسم فقال: لست بموضع المدافع هنا عن المدرب البرازيلي، وربما أكون أكثر شخص كتب ضد زيكو، كما جددت إنتقاداتي له في مرات متعددة مثلما لا تنكر الأخطاء التي وقع بها، والثغرات الصريحة التي سجلت عليه ومنها على سبيل المثال لا الحصر تغيبه عن الحضور إلى بغداد، وتكرار حالات عدم مصداقيته، وتغيّر مواقفه، لكن كل تلك المؤشرات السلبية والنقاط المؤذية في ما لو قورنت من منظور منطقي مع ظرف المنتخب الوطني، وفداحة الضرر الناتج عن أية عملية تغيير لمدربه لا ترتقي إلى مستوى إتخاذ قرار خاطئ من حيث التوقيت، وما يتبع ذلك من تداعيات ونتائج سلبية لاتخدم المنتخب الوطني وتحضيره بالشكل الصحيح، والمطمئن لما تبقى من مشوار التصفيات الحاسم. ومرة أخرى أجدد تقديري لكل الآراء والاطروحات التي صدرت من مدربينا، لأنها تحمل حساً وطنياً مخلصاً، وحرصًا صادقاً على إعلاء كلمة الكرة العراقية وسمعتها دولياً، لكن مسألة التغيير في الهرم التدريبي للمنتخب الوطني، تكاد تكون خطوة في غير محلها إطلاقاً في مثل هذه الظروف والأحوال التي يمر بها منتخبنا الوطني ليس إلا.

وقال الصحافي حسين سلمان رئيس التحرير جريدة مونديال : أصبحت قضية زيكو أكثر إرهاباً على الشارع العراقي لاسيما الكروي من موضوعة أبو مصعب الزرقاوي التي إنتهت في عام2006 بطلعة أميركية أغلقت هذا الملف الذي أصبح طي النسيان ، لذا فنحن بحاجة إلى معونة لوجستية أميركية للقضاء على زيكو وأعوانه .

وأضاف : لم يبقَ لنا سوى بصيص الأمل الذي دخل في حسابات معقدة، لا بل أن الأغلبية تسرب إلى نفوسها اليأس من خطف البطاقة الوحيدة بعد أن أصبحت الأولى بحكم المؤكد لليابان وأن لأستراليا ثلاث مباريات في ملعبها تستغل من خلالها عاملي الأرض والجمهور ولها حق المنافسة على البطاقة الثانية، ومع أن الحقيقة قد تزعج الآخرين وتسمّي مَن يتحدث بها بالخائن للعراق والعروبة، أمام هذه التداعيات ، لم نستفد من اسم زيكو ونجوميته التاريخية ولم يستفد هو الآخر من تجربة العراق التي كان يحلم من خلالها الإنطلاق نحو الخليج بعروض قد تصل أضعاف العقد العراقي.