تبددت في شباط الماضي أي شكوك عالقة بشأن تحسن أداء منتخب فرنسا بإدارة لوران بلان عندما فاز فريقه 2-1 على المانيا في مباراة مثيرة للإعجاب، ليمدد سجله الخالي من الهزائم إلى 18 مباراة.

وتحسنت نتائج الفريق الأزرق بشكل كبير منذ أن حل بلان محل ريمون دومينيك في أعقاب فضائح نهائي كأس العالم 2010. ومع ذلك فما تزال هناك بعض المشاكل خارج الملعب التي أصبحت واضحة ومألوفة.

وتثبيت بلان في منصبه لم تكن سهلة ونزهة سعيدة. فالخلاف المستر حول عقد المدرب (46 عاماً) مع نويل لو غرييت، رئيس الاتحاد الفرنسي لكرة القدم، يهدد بكبح جماح حملة فرنسا في يورو 2012.

فقد كان على المدافع السابق لمانشستر يونايتد أن يتعامل مع مجموعة متنوعة من القضايا منذ تعيينه مدرباً قبل عامين.

وفي الواقع، اعترف بلان أنه كان على وشك الاستقالة في العالم الماضي بعدما أصبح متورطاً بما يسمى quot;فضيحة الكوتاquot; التي هزت كرة القدم الفرنسية باعتبارها عنصرية.

وفي الآونة الأخيرة فالدور الذي يلعبه جان بيير بيرنس وكيل أعمال بلان، أصبح موضع تساؤل. فإضافة إلى المدرب، فإن بيرنس يمثل مجموعة كبيرة من اللاعبين الدوليين وتشهد قائمة موكله توسعاً سريعاً، مما أثارت مزاعم عن تضارب المصالح.

ولكن حتى الآن يمكن اعتبار المواجهة بين بلان ورئيس الاتحاد الملحمة الأكثر اضراراً للجميع.

وعندما وافق الفائز بكأس العالم وبطولة الأمم الأوروبية على عقد مع جان بيير أسكاليت، سلف غرييت، لمدة عامين في 2010، حرص على إدراج بند ينص على أنه يجب تمديد هذه الصفقة في حال نجاحه في حملة التأهيلات. ومع ذلك تجاهل غرييت هذا الشرط.

وبناء على ذلك، فمن المقرر أن تنتهي ولاية بلان بعد نهائيات يورو 2012. ويعتبر حالياً حراً للتوقيع مع أي فريق آخر والبدء في العمل معه اعتباراً من تموز.

وبما أنه شخصية تحظى باحترام كبير بسبب مسيرته الكروية الرائعة، وفاز بالفعل بلقب الدوري المحلي عندما كان مدرباً لبوردو، فإن احتمال توافر بلان تثير الكثير من اهتمام تشلسي وانتر ميلان وبرشلونة، إضافة إلى أندية أوروبية أخرى تم ربطها بالفرنسي.

وبما أنه عازم على خفض التكاليف، فإن غرييت يبدو سعيداً للمراهنة على مستقبل بلان. فبعد وقت قصير من تعيينه في حزيران الماضي، أبلغ غرييت مدرب المنتخب أن المحادثات حول اتفاق جديد لن تبدأ إلا إذا كان أداء فرنسا جيداً ومقنعاً هذا الصيف.

وكانت استجابة بلان الأولى في تشرين الأول الماضي سريعة وواضحة: quot;أنا سأبقى فقط في حال تمديد عقدي قبل انطلاق يورو 2012quot;.

وعلى رغم أن موقف المدرب يبدو أنه قد تليّن في الآونة الأحيرة، إلا أن تقارير تدعي أن العلاقة بين أهم شخصيتين في كرة القدم الفرنسية لاتزال متوترة، خصوصاً أن غرييت يعتبر المفاوض الأكثر صرامة.

وفُهم أن غرييت غير راضٍ عن حجم الجهاز الفني التابع لبلان، الذي يضم 23 شخصاً، من ملحقين صحافيين إلى أطباء نفسانيين ومساعدين، بالإضافة إلى توظيف معارفه مثل زميليه السابقين آلن بوغوسيان وجان لويس غاسيت.

وقد اصطدم رجل الأعمال الصارم الرئيس السابق للدوري الفرنسي، مع بلان في مسائل عدة. فعلى سبيل المثال، رفض غرييت طلباً للمدرب لإقامة معسكر تدريبي خارج البلاد قبل انطلاق يورو 2012. وأصر أيضاً على أن اقامة منتخب فرنسا يجب أن تكون في فندق متواضع نسبياً في دونيتسك الشهر المقبل، بدلاً من الرضوخ لتفضيل بلان مكان بولندي أكثر ترفاً.

وقد تتسم تسوية الصراع على السلطة من خلال نتائج فرنسا في بولندا وأوكرانيا. فإذا نجحت حملة بلان، فإنه سيكون في موقف أقوى للتفاوض وسيبرر وجود هذا العدد الكبير من الموظفين. أما إذا حصل العكس، فسيطلق غرييت الرصاصة الأولى.

وعلى عكس الكثير من المشجعين الفرنسيين، فإن بعض النقاد لا يعتقد بأن بلان سيترك منصبه، خصوصاً أنه يريد أن يقود فرنسا في نهائيات كأس العالم 2014 التي ستنطلق في البرازيل، لأن كرة القدم الدولية تناسبه.

أما آخرون فليسوا متأكدين من ذلك. فقد حذر مساعد المدرب بوغوسيان أن بلان يصر على مطالبه ويقترح أن وضعه التعاقدي ينبغي تسويته بسرعة، فيما أكد الفائز الآخر بكأس العالم كريستوف دوغاري أن صديقه بلان quot;لم يعد يثقquot; برئيس الاتحاد الفرنسي.

ومن المثير للإهتمام أن دراسة نشرت في مجلة quot;فرانس فوتبولquot; كشفت أن 72 في المئة من الجماهير تعتقد بأن غرييت على حق.

وذكريات دومينيك لفترة طويلة كمدرب لفرنسا لاتزال طازجة. فقد تم تجديد عقده لمدة أربع سنوات بعد توجيه فرنسا إلى نهائيات كأس العالم 2006. وفي وقت لاحق تشبث بوظيفته على رغم حملته اليائسة في يورو 2008.

علاوة على ذلك، لا يقدم التاريخ أي دليل على أن اللاعبين سيتأثرون بوضع بلان.

في عام 2002 تم تمديد عقد مدرب المنتخب روجيه لومير قبيل انطلق نهائيات كأس العالم. ومع ذلك، كان أداء حامل اللقب سيئاً للغاية. وقبل أربع سنوات من ذلك فاز الفريق باللقب العالمي على رغم معرفته المسبقة بأن مدربه ايميه جاكيه سيتخلى عن منصبه بعد ذلك.

وإذا وجب أن تمتع بلان بحظوظ مماثلة لجاكيه، فإنه سيكون قادراً على العودة إلى طاولة المفاوضات مع السيطرة من أي وقت مضى. أو أنه، بكل بساطة، سيقرر الرحيل.

مواعيد فرنسا في المجموعة الرابعة

8 حزيران، ضد انكلترا في دونيتسك
15 حزيران، ضد أوكرانيا في دونيتسك
19 حزيران، ضد السويد في كييف