ستعرف نهائيات بطولة أمم أوروبا التي تستضيفها أوكرانيا وبولندا مشاركةسبعة لاعبين ينحدرون من أصول عربية مغاربية بالتحديد يلعبون لمنتخبات فرنسا وألمانيا وهولندا ، وهي منتخبات مرشحة للمنافسة على الأدوار الطلائعية.

كريم بنزيما وسمير نصري وحاتم بن عرفة مع فرنسا

يتطلع سبعة لاعبين من أصول عربية يزينون تشكيلات المنتخبات الأوروبية المشاركة فياليوروإلى تكرار الانجاز الذي حققه النجم زين الدين زيدان الجزائري الأصل مع منتخب فرنسا في العام 2000 في هولندا وبلجيكا عندما قاد الديكة إلى ثاني تتويج لهم باليورو .

ويعتبر هذا العدد الأكبر في تاريخ البطولة بعدما ظل يقتصر على ثلاثة لاعبين أو أقل منذ دورة انكلترا عام 1996 عندما لعب للمنتخب الفرنسي زيدان وصبري العموشي التونسي الأصلوالذي يتولى حاليا تدريب منتخب ساحل العاج.

ويتميز المنتخب الفرنسي بتعدد أصول لاعبيه نظراً لوجود عدد كبير من المهاجرين الأجانب في فرنسا ومنهم المهاجرون العرب خاصة من بلدان المغرب العربي ، واعتماده مبكرا على الأجانب لإثراء تعداده البشري.

ومن ضمن 23 لاعباً استدعى المدرب لوران بلان أربعة أسماء عربية يراهن عليها كثيرا لتدارك إخفاق مونديال 2010 خاصة أن انتصارات الديكة ارتبطت دوما باللاعبين غير الفرنسيين بداية بالأسطورة ميشال بلاتيني الايطالي الأصل .

الاسم العربي الأبرز في المنتخب الفرنسي هو مهاجم ريال مدريد كريم بن زيمة -24 سنة - الجزائري الأصل والمتوج مع ناديه بالدوري الاسباني والذي كان متواجدا مع المنتخب في بطولة 2008 غير انه لم يكنقد بلغ مرحلة النضج التي بلغها الآن واكتفىبمشاركة رمزية لم تتعدّ الدور الأول، لذلك فهو يأمل أن يساهم بخبرته ويوظف نجاحه مع النادي لصالح المنتخب تماما مثلما فعل زيدان الذي يعد مثله الأعلى خاصة أنهما ينحدران من المنطقة نفسها في الجزائر وهي منطقة القبائل ، كما أن مدربه بلان سيمنحه بالتأكيد دورا أكبر داخل الملعب ، دورا يتماشى والمكانة الكبيرة التي أصبح بن زيمة يتمتع بها وسط زملائه بعد نجاحه في الريال.

وإلى جانب بن زيمة سيكون هناك جزائري آخر تألق بشكل لافت هذا الموسم هو متوسط الميدان سمير نصري -25 سنة -لاعب مانشستر سيتي بطل الدوري الانكليزي ، ومثله مثل بن زيمة فان نصري سيكون احد أعمدة منتخب بلانخاصة بعد بروزه في التصفيات ، إذ نال ثقة بلان الذي منحه شارة القائد ليكون اصغر قائد لفرنسا منذ 1910 ، ثقة ازدادت بعد تسجيله هدف التأهل الحاسم ضد جمهورية البوسنة والهرسك في آخر جولة من التصفيات المؤهلة لليورو في شهر نوفمبر المنصرم ، و يتطلع نصري هو الآخر إلى تعويض إخفاقه في اليورو المنصرم وأكثر من ذلك تعويض خيبته في كأس العالم 2010 عندما غاب عن لائحة اللاعبين ال23 الذين استدعاهم الناخب رايمون دومنيك ، ويأمل نصري أن يتوج موسمه الرائع بتتويج هو الأول له على صعيد المنتخب.

كما سيلعب بجانبهما التونسي حاتم بن عرفة ndash; 25 سنة - متوسط ميدان نادي نيوكاستل الانكليزي ، حيث جاء انضمامه للائحة النهائية بعد تألقه في الدوري الانجليزي و استعادته كامل مستواه بعد الإصابات الكثيرة التي اعترضت مسيرته عندما كان في اولمبيك مرسيليا ، و رغم أن بن عرفة ظل يلعب لأكبر واقوى أندية فرنسا مرسيليا و ليون واستدعي لأول مرة للمنتخب في العام 2007 إلا انه لم يسبق له أن شارك مع الديكة في أي نهائيات وظلت مسيرته الدولية متعثرة بل وعاش كابوسا حقيقيا ، فقبيل يورو 2008 كان ضمن اللائحة الموسعة لكن دومنيك أبعده في آخر المطاف والأمر نفسهتكرر قبيل مونديال جنوب أفريقيا ، غير ان السيناريو انعكس مع بلان الذي ضمه إلى كتيبته رغم انه لم يستدعه في المباريات الاقصائية ، وهو ما يمثل دافعا معنويا قويا للاعب التونسي لفرض نفسه وإثبات أحقيته بالتواجد في بطولة تعج بالنجوم.

كما تضم التشكيلة الفرنسيةالمدافع عادل رامي -27 سنة - المغربي الأصل والذي يلعب لنادي فالانسيا الاسباني ، وهو الآخر سيخوض أول نهائيات له مع الديكة بعدما استبعده دومنيك في آخر لحظة عن المونديال الأخير ، و بعد مجيء بلان وضع فيه ثقته ليشكل مع فليب مكسيس ثنائي محور دفاع فرنسا في التصفيات وفي النهائيات ، وسبق للمدرب الفرنسي هنري ميشال أن استدعاه لتمثيل المغرب قبيل نهائيات أمم إفريقيا 2008 غير أن رامي كان واضحا في موقفه حيث أعرب عن أمله في اللعب لفرنسا و انتظار المناداة عليه من اجل إثراء سيرته أكثر و هو ما تم في شباط 2010.

الهولنديان بلحروز وأفيلاي والألماني خضيرة

ويضم تعداد المنتخب الهولندي ثنائيا عربيا آخر من أصل مغربي هما المدافع خالد بولحروز والمهاجم إبراهيم افيلاي اللذان ولدا لأسرتين هاجرتا من المغرب إلى هولندا.

وبالنسبة لبولحروز -30 سنة - مدافع نادي شتوتغارت فان هذه البطولة هي الرابعة التي يشارك فيها رفقة الطواحين بعد مونديال ألمانيا 2006 و جنوب أفريقيا 2010 ويورو 2008 البطولة الأتعس في حياة خالد حيث توفيت ابنته أثناءها ، و سجل خالد مع المنتخب البرتقالي ثري حيث بلغ معه نهائي المونديال الأخير ويلعب بشكل منتظم في التشكيل الأساسي للمدرب.

أما افيلاي -26 سنة - لاعب نادي برشلونة الاسباني فيمكن القول انه الأسعد في هذا اليورو ، ذلك أن استدعاءه جاء بعد موسم ابيض تقريبا قضاه في اسبانيا اثر الإصابة البليغة التي تلقاها في شهر أيلول ، و لم يكن احد يتوقع تعافيه في هذا التوقيت ليكون ضمن المسافرين إلى أوكرانيا و بولندا ليشارك زملاءه في أول بطولة له من هذا النوع.

و كان إبراهيم أفيلاي قد فضل تقمص ألوان منتخب الأراضي المنخفضة تحت ضغط شديد من الاتحاد بعدما كانت هناك مساعٍ من المغرب لضمه إلى اسود الأطلس.

ويضم المنتخب الألماني في صفوفه وجها عربيا آخر هو متوسط ميدان ريال مدريد سامي خضيرة - 25 سنة - التونسي الأصل ، و الذي يلعب للمانشافت منذ إصابة نجمه الأول مايكل بالاك قبيل انطلاق نهائيات مونديال 2010 ، إذ استنجد به جواكيم لوف ليجعل منه احد كوادر المنتخب بفضل مؤهلاته الفنية العالية وانضباطه التكتيكي ليكون خير خلف لخير سلف إذ ساهم في بلوغ ألمانيا نصف نهائي البطولة، ما جعله ينتقل إلى اسبانيا ليلعب مع الريال ، و يقوده هذا الموسم لاسترجاع عرشه بعد أربع سنوات من الصيام و هو ما سينعكس على أدائه بالإيجاب فييورو 2010 ، و يعتبر خضيرة أول لاعب من أصل عربي يلعب للمانشافت منذ التحول الذي عرفه في نهاية القرن العشرين بفتح أبواب المنتخب أمام أبناء المهاجرين الأتراك و العرب و الأفارقة و غيرهم ، بعد النكسة التي عرفتها الكرة الألمانية التي عانت بعد تتويجها بمونديال ايطاليا 1990.

وستكون أنظار الجمهور العربي من الخليج إلى المحيط مصوبة بالأساس نحو هذا السباعي خاصة في المباريات التي سيصطدمون خلالها على أمل تشريفه بثاني بطولة بعد 2000.