يسجل التاريخ للاميركي جيمس براندون كونولي انه اول بطل اولمبي في العصر الحديث، وخلف بالتالي الارميني فاراسداتيز آخر متوج في الالعاب القديمة عام 396.

ولد كونولي في جنوب بوسطن عام 1870، وحصد اللقب الاولمبي بتاريخ 6 نيسان/ابريل عام 1896، اذ سجل في الوثبة الثلاثية 71ر13 م متقدما على الفرنسي الكسندر توفير بفارق اكثر من متر (70ر12م)، و19ر1م عن الثالث اليوناني اينوس بيرساكيس.

وطبعا، لم يهضم اصحاب الضيافة جيدا ان يتفوق هذا القادم من خلف المحيط على ابن بلدهم. لكن كونولي كان من ضمن quot;الباقة الاميركية المميزةquot; التي حققت نتائج quot;مذهلةquot; مبرهنة ان شوطا كبيرا يفصل بين مستوى اولاد quot;العالم القديمquot; وquot;العالم الجديدquot;.

وانتصار كونولي quot;المدويquot; جاء من رحم معاناة، فالطالب في جامعة هارفرد واجه رفض مسؤوليه في الحصول على اجازة ليشارك في الالعاب، لكن دعم ناديه quot;سوفولك اثليتيك كلوبquot; وبيعه الحلوى في حيه مكنا هذا المهاجر الايرلندي من تمويل رحلته الى اليونان.

استغرقت رحلة كونولي 13 يوما ونصف اليوم على متن باخرة ابحرت من الولايات المتحدة الى نابولي، ثم استقل قطارا وصل به الى اثينا يوم 5 نيسان عند التاسعة مساء من دون امتعته التي سرقت.

واستيقظ كونولي عند الرابعة صباحا وفوجئ بان المسابقة مقررة بعد ظهر اليوم نفسه وليس بعد 12 يوما كما خيل له، وذلك لاختلاف في التقويم الشرقي (الارثوذكسي المتبع في اليونان) والتقويم الغربي.

غير ان كونولي تفوق باسلوبه غير المألوف لكن quot;القانونيquot; رغم كل شيء في التحفز والارتقاء والوثب. وعقب الفوز ابرق الى مواطنيه قائلا: quot;اليونان (الاغريق) قهروا اوروبا وفازوا عليها... وانا قهرت العالم كلهquot;.

والى الفوز بالوثبة الثلاثية، حل كونولي ثانيا في الوثب العالي (65ر1م) خلف مواطنه ايليري كلارك ومتقدما على مواطنه الآخر روبرت غارين. كما حل ثالثاً في الوثب الطويل (84ر5م) خلفهما.

وكان نصيب الفائز الاول في quot;اثينا 1896quot; ميدالية فضية واكليلا من الغار، ومنح الثاني ميدالية فضية، ولم يحصل الثالث على اي تنويه عيني.

واصبح كونولي صحافيا وكاتبا ذائع الصيت وحاز على جائزة quot;بوليترزquot;.