أكياس ، قطع من البلاستيك ، زجاجات من الكريستال ، بقايا أطعمة ، قطع من الحديد الصدئ ، إطارات وحتى مسابح حمامات كاملة، لكن قد يكون الأمر أسوأ من ذلك: فالنهر الذي يتدرب رياضيو التجديف الأرجنتينيين ملئ بالمفاجآت ، قد تصل إلى انهم يجدون حيوانات نافقة طافية فوق المياه.

ويؤكد سانتياجو فيرنانديز ، أحد أهم متسابقي التجديف في الأرجنتين، خلال مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) في تيجري ، مقر المجرى الوطني للتجديف ، على مسافة 30 كيلومترا شمال بوينس آيرس quot;هذا ليس بمجرى تجديف ، إنه مقلب قمامةquot;.
وقال الرياضي /35 عاما/ الذي سيشارك في لندن للمرة الرابعة على مستوى الدورات الأولمبية quot;مؤخرا تحسنت الأمور بشكل طفيف. لكنني رأيت كل شيء. أبقار نافقة ، جياد ، وحتى الجثث ظهرت إحداها ذات مرةquot;. وتؤكد الصحافة وجود بكتريا طبيعتها غير معروفة داخل المياه.
وكان مجرى التجديف المشار إليه على مدار أعوام رمزا لإهمال الرياضة في البلاد ، ثالث أكبر اقتصاد بأمريكا اللاتينية وعضو مجموعة العشرين.
وبعد استثمارات بالملايين وإزالة خمسة آلاف طن من المخلفات ، يبدو شكل المجرى اليوم أحدث. وسمحت له التجديدات ، في مفاجأة للكثيرين ، بأن يكون في آذار/مارس 2012 مقرا لتصفيات أولمبية لاتينية منحت 23 تذكرة مؤهلة إلى الدورة الأولمبية ، وشارك فيها نحو 100 رياضي تجديف من كافة دول المنطقة. بل إن الحماس ذهب بالمنظمين إلى حد التفكير بإقامة بطولة للعالم هناك.
لكن المشكلة الرئيسية تبقى قائمة في صلاحية المياه. وينتقد فيرنانديز الأمر بقوله quot;ما يوجد بالخارج لا أهمية له بالنسبة لنا ، المهم هو تحسين المياه ، وعلى هذا الصعيد لم يتم القيام بشيء على الإطلاقquot;. فالقمامة لا تزال تصل بشكل دائم من نهر quot;ريكونكيستاquot; المجاور ، أحد أكثر أنهار البلاد تلوثا.
وأكد رئيس الاتحاد الأرجنتيني للتجديف أليخاندرو مويسو للصحافة المحلية أنه تم أيضا القيام ببعض الأعمال في المجرى: quot;أمر جديد رؤية كيف نما ، ليس فقط على مستوى المنشآت ، وإنما أيضا على مستوى العمل الذي تم في الماءquot;.
وكمن الحل الجزئي الذي اتخذه منظمو التصفيات الأولمبية لإقناع الاتحاد الدولي للتجديف ، بين عدة إجراءات ، في وضع سلسلة من حواجز الاحتواء فوق المياه من أجل تقليل حجم المخلفات التي تدخل إليها خلال المنافسات.
ويقر فيرنانديز ، الذي كان قريبا من إحراز ميدالية خلال أولمبياد أثينا عام 2004 بعد احتلاله المركز الرابع في سباق القوارب ذات مجدافين ، نفسه بجدوى الفكرة: quot;لكن لابد من الانتباه إلى أنه كان هناك دائما ما بين ستة إلى عشرة لانشات تقوم دون توقف بإزالة القمامة. وبعد التصفيات الأوليمبية ، عاد إلى حاله الأول: كارثة. يمتلئ بالقمامة عن آخرهquot;.
بل إن فيرنانديز يشكو أنه في بعض النواحي ، بات الوضع quot;أسوأ مما كان عليهquot;، لأنه لم يتم إزالة كل المصدات التي تم وضعها لتحديد السباق خلال التصفيات الأولمبية. ويقول quot;القمامة تعلق الآن في المصداتquot;.
ومثلما يحدث مع رياضيي تجديف أرجنتينيين آخرين ينافسون على المستوى الدولي ، يتدرب فيرنانديز من ثلاث إلى أربع ساعات يوميا في تلك المياه.
ويقول بيأس quot;إنها الخيار الوحيد المتبقي لناquot;، رغم التأثير المحتمل لذلك على صحته quot;لابد من الانتباه لعدم السقوط في المياه. ذلك نادر الحدوث ، لكنه قد يحدثquot;.
ويقول quot;الأمر الوحيد المتبقي للقيام به ، وهو الأكثر أهمية وما كان يجب أن يتم القيام به منذ البداية ، هو قطع رافد نهر ريكونكيستا ، وساعتها يحل كل شيءquot;.
ويمر ريكونكيستا ، الذي يعد ثاني أكثر أنهار الأرجنتين تلوثا ، بالمناطق الأشد فقرا في شمال غربي مقاطعة بوينس آيرس الكبرى. فمخلفات ملايين المنازل التي تفتقد إلى شبكة صرف صحي ، ومئات المصانع القديمة ، ترمى يوميا في النهر ، وكل ذلك دون أي معالجة مسبقة. وأحد روافده هو نهر تيجري ، حيث يوجد المجرى الوطني للتجديف. وكل ذلك يصب في نهر لابلاتا ، الذي يفصل بين الأرجنتين وأوروجواي وهو النهر الأعرض في العالم ، حتى أنه لا يمكن رؤية الضفة المقابلة.
ولا يمثل تحسين المركز مطلبا تاريخيا للرياضيين الأرجنتينيين وحدهم ، وإنما كذلك للجماهير وقاطني المنطقة. وبعض الرياضيين قرروا طواعية المشاركة في يوميات لتنظيف المناطق المحيطة بالسباق. وهناك مقاطع مصورة على شبكة الإنترنت وصفحات الفيسبوك وشبكات اجتماعية أخرى ، تطالب بمجرى تجديف لائق.
ويشعر فيرنانديز ، الذي سينافس بلندن في مياه نظيفة ، بالتشاؤم: quot;لو لم يفعلوا ذلك للتصفيات الأولمبية ، فأملي ضعيف أن يفعلوا ذلك الآنquot;.