أصبحت حكاية الشد والجذب بين الإتحاد العراقي لكرة القدم ومدرب المنتخب الوطني العراقي زيكو مليئة بالغموض ومحاطة بالألغاز ، وليس هناك وجهات نظر متطابقة فيما يذهب إليه الإتحاد او زيكو في تحديد المقصر أو الملام في القضية ، اذ ان الطرفين يظهران على الملأ أوراقهما ولكن المتابعين يقولون من نصدق؟ ، وما الغاية وراء هذا التصعيد الإعلامي أو المهاترات ؟ فهل وراءها فعلاً (مافيا) كما قال أحد اعضاء إتحاد الكرة العراقي ؟
بغداد :قراءة في أوراق القضية تشير إلى ما بعد بطولة كأس العرب التي اقيمت في مدينة جدة السعودية وحصل فيها المنتخب العراقي على المركز الثالث ، حيث اعلن زيكو انه لم يستلم رواتبه المالية ولا مساعده شقيقه ايدو ولا مدرب اللياقة ، بعد ان اعرب عن عدم رضاه عن المستوى الذي قدمه المنتخب ومنتقدا العديد من اللاعبين ، واعتبر الاتحاد كلام زيكو حول عدم استلامه مستحقاته غير صحيح ، وراح يظهر وثائق ثبوتية تؤكد هذا وطلب ممن لا يصدقون المجيء إلى مقر الإتحاد للاطلاع بشكل مباشر على هذه الوثائق ، إلا ان البعض لم يصدق فيما انتابت البعض الاخر الحيرة ، لماذا يحدث كل هذا ؟ لماذا ينفي زيكو استلام مستحقاته ؟ ولماذا ينفي الإتحاد عدم استلامه لمستحقاته ، بل إن الأمر اخذ مديات أوسع من هذا وتم التطرق بعبارة صريحة إلى ان زيكو (يريد الهروب بجلده) ولا يريد التورط مع منتخب لا يمتلك البدلاء فيما إتحاده غير قادر على توفير مستلزمات النجاح في مهمته الصعبة من أجل الوصول إلى نهائيات كأس العالم ، هناك من يرى ان زيكو بدأ يتعرض إلى ضغوطات من جهات غير معلومة من أجل عدم تأهل المنتخب العراقي ولأسباب غير معروفة ، أو يقال ان هناك من قدم له عروضاً كبيرة .
ومع ان كل ما يقال يدخل في التكهنات والقراءات الانطباعية ، فأن القضية التي ما زالت تشكل الخطورة في العلاقة ما بين الإتحاد وزيكو هي المستحقات المالية التي يتجادل حولها الطرفان ، فهذا يقول : لم أستلم ، وذاك يقول : سلمناه ، ومع كثرة التصريحات من هنا وهناك على مدى الأسابيع الماضية ، جاء حديث زيكو بشكل واضح ومباشر عبر قناة العربية ليؤكد انه لم يتسلم رواتبه منذ خمسة أشهر بالرغم من ان هناك بندا في العقد الذي ابرمه مع إتحاد الكرة يشير إلى تسلمه راتبه الشهري في العاشر من كل شهر.
وقال زيكو للقناة : لم اتسلم اي مبلغ مالي من الإتحاد العراقي لكرة القدم طيلة الأشهر الخمسة الماضية بالرغم من ان هناك بندا أساسياً يضمه العقد الموقع بيننا يتضمن تسلمي راتبي الشهري في العاشر من كل شهر وهو ما تم الإخلال به من الجانب العراقي اذ لم اتسلم رواتبي منذ شهر اذار الماضي، وان شقيقي المدرب ايدو لم يتسلم رواتبه للأشهر الستة الماضية والحال ذاته ينطبق على مدرب اللياقة البدنية سانتانا الذي لم يتسلم رواتبه منذ تسعة أشهر وهذا الأمر غير معقول.
وابدى زيكو أستغرابه من أقوال رئيس إتحاد الكرة العراقي التي اشار فيها إلى ان زيكو استلم مستحقاته ، فقال زيكو : عليه اثباتها لان جميع المستندات التي بحوزتي جاهزة وتؤكد عدم تسلمي اي مبلغ مالي من اتحاده طيلة الأشهر الخمسة الماضية فضلاً على وصولات الإيداع في حسابي المصرفي كون الإتحاد أظهر الوثائق التي تؤكد تسلمي للمبالغ وتؤكد أقوالي وعليهم اثبات العكس لأنهم يقولون الأكاذيب.
وافاد زيكو قائلاً: ان المراسلات والوثائق التي تم نشرها على موقع إتحاد الكرة تؤكد أني تسلمت الرواتب حتى شهر مارس وهذا شيء صحيح، إلا اني أطالب بالرواتب بعد شهر مارس التي لم اتسلمها وليس لي اية ثقة بالذين اتعامل معهم ولن اعمل مع إتحاد الكرة مستقبلاً ، فعلاقتي مقطوعة معهم الان كونهم لم يذكروا الحقيقة ولم يكونوا صادقين في تعاملهم معي فمن جهتي أديت عملي وكل ما طلب مني.
وعلى الرغم من هذا الكلام الواضح والدقيق لزيكو ، إلا ان الإتحاد كان له رأي اخر في الرد على ما اتى به زيكو ، فقال أمين سر الإتحاد المركزي لكرة القدم، طارق احمد : ان المدرب البرازيلي تسلم جميع مستحقاته المالية المترتبة بذمة إتحاد الكرة، وليست هنالك اية مشكلة معه ، وهو ما يدعونا للتأكيد بان البرازيلي زيكو سيكون حاضراًٍ في العاصمة بغداد برفقة محاميه الخاص ومترجمه سلام العبيدي للشروع بعمله بتجميع لاعبي المنتخب الوطني في ملعب الشعب الدولي في السابع من الشهر الجاري قبل مواجهة المنتخب الياباني في التصفياتالآسيويةالمؤهلة لمونديال البرازيل.
واضاف : لدينا كل الامور التي تثبت ان إتحادنا قام بتسليم كل المبالغ للمدرب زيكو وملاكه المساعد عبر المراسلات والوثائق التي تم نشرها على موقع إتحاد الكرة وبامكان الجميع الاطلاع عليها قبل ان يشكك بان الامر نسج من الخيال !!!.
من جانبه ، وازاء هذه التداعيات الجديدة في العلاقة ما بين زيكو والإتحاد ، أكد عضو الإتحاد العراقي لكرة القدم كامل زغير إن ما يتعرض له الإتحاد الان من موجة تهدف إلى تصعيد العلاقة بينه وبين المدير الفني للمنتخب ، البرازيلي زيكو هو جزء من مخطط لـ (مافيا) في الداخل تستهدف الرياضة العراقية بشكل عام والإتحاد العراقي بشكل خاص، سأكشف عنها وأسماء مَن تورط فيها لأن الأمر يتعلق بالكرة العراقية وهذا جانب وطني في وقت لاحق ، واكشف عن دوافعها والأهداف التي تريد أن تعمل من اجل تحقيقها من أجل الإيقاع بالإتحاد العراقي ومهامه.
وأضاف : مما يزيد من قناعتنا بان هذه المافيا الداخلية تتحرك بهذا الاتجاه ، ان هذه الأهداف والتحركات تأتي في وقت يستعد فيه المنتخب إلى مرحلة حساسة من مراحل التصفيات المونديالية المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم في البرازيل عام 2014 .
وتابع : كل الكشوفات المالية تشير إلى تسديد الإتحاد المستحقات المالية بذمته تجاه المدرب زيكو وهناك إجراء ينتهجه الإتحاد بدفع رواتب زيكو قبل موعدها ، اي ان الإتحاد الان يستعد لدفع راتب شهر آب قبل انتهائه وهكذا بالنسبة لبقية الأشهر حيث صرفت رواتبه وفق هذه الطريقة وهناك بنوك تم التعامل معها لإيصال تلك المستحقات. .
إلى ذلك قال خالد جاسم ، رئيس تحرير جريدة الملاعب، ورئيس إتحاد الصحافة الرياضة : ماتزال قضية المدير الفني لمنتخبنا الوطني لكرة القدم السيد زيكو أشبه باللغم الموقوت الذي ينفجر بين الحين والاخر مسببا لنا جميعاً (وفي المقدمة طبعا المنتخب الوطني نفسه ) أضرارا كبيرة لها إنعكاساتها السلبية في أكثر من اتجاه في الوقت الذي ننتظر فيه ومع إنطلاق العد التنازلي لموعد مباراتنا المهمة بل والحاسمة مع الساموراي الياباني في المشوار الصعب والعصيب لتصفيات كأس العالم أن تركز الجهود وتوظف الإمكانات وتسخر القدرات في صالح التحضير الصحيح والمتناسب مع صعوبة المهة لأسود الرافدين وليس أن ننشغل جميعا في حرب التصريحات المتضاربة وحمى التناقضات الصريحة بين مايصدر عن اتحاد الكرة ومايقابله من المدير الفني للمنتخب الوطني حيث توضحت أمامنا جميعا صورة سوداوية ومتشائمة لواقع حال العلاقة بين الطرفين حتى ان أستندت الأزمة القائمة على منطق المال وتحديداً قضية المرتبات الشهرية لزيكو ومساعديه (ايدو وسانتانا ) طالما ان الرجل وليس دفاعا عنه هو مدرب محترف أولا وأخيراً وبموجب العقد المبرم معه فله استحقاقات مالية معينة من واجب إتحاد الكرة الأيفاء بها وفقا لبند أساسي ذكره الرجل في حديثه مع قناة (العربية) مساء الأثنين الماضي وينص على تسديد إتحاد الكرة مرتبه الشهري في العاشر من كل شهر كي لا نمنح هذا المدرب فرصة التملص أو المناورة أو التلاعب في الأستحقاقات الأخرى الأهم وهي تأدية ماعليه من واجبات فنية وإدارية مع المنتخب الوطني الذي هو بكل تأكيد أول وأكبر الخاسرين من أزمة المرتبات ومايترتب عليها بين مديره الفني وبين إتحاد الكرة الذي لم يتردد زيكو في القول صراحة ان علاقته مقطوعة بالإتحاد أساسا مع اتهامه الأخير بالكذب لأن بحوزته المستندات التي تثبت عدم تسلمه هو ومساعداه وهما من أبناء جلدته ( ايدو شقيقه وسانتانا مدرب اللياقة) مرتباته منذ خمسة شهور (وسانتانا منذ تسعة شهور) في الوقت الذي نشر فيه موقع إتحاد الكرة وثائق ومستندات قال فيها الإتحاد انه أدى ماعليه من التزامات مالية تجاه المدير الفني للمنتخب الوطني ومايزال بعض الاخوة في إتحاد الكرة مصرين في تصريحاتهم على ان الإتحاد أدى ماعليه من التزامات مالية تجاه المدرب الذي كثرت التكهنات ومن خلال التسريبات الإعلامية المتجددة انه ربما يهدف لأشياء أخرى من خلال استثماره قضية عدم تسلمه ومساعديه مستحقاتهم المالية .
واضاف : لسنا بصدد أستعراض نيات مبيتة أو غايات ليست مرئية في دواخل نفس زيكو نفسه ومنها تلقيه عروضاً دسمة من أندية ومنتخبات أو محاولته افتعال أزمة يتملص من خلالها من مهمة قيادة منتخبنا الوطني أو فرض شروط وامتيازات مالية جديدة أو سعيه لفض العقد من خلال تحميل إتحاد الكرة الإخلال ببنود هذا العقد ومايترتب على ذلك من شرط جزائي يقال انه يتعدى المليون دولار لكننا بصدد قضية على إتحاد الكرة التصدي لها بقوة وشجاعة وبشفافية عالية من خلال كشف تفاصيل العقد الذي لا أحد يعلم شيئا عنه مع زيكو والسقف الزمني الحقيقي لمهمة المدرب مع منتخبنا الوطني كي تتضح الحقيقة كاملة أمام الرأي العام
من جانبه قال الصحافي ،محمد ابراهيم : إن أصعب ما في القضية ان كلا من الطرفين صاحبي الشأن، ونقصد بذلك إتحاد الكرة والبرازيلي زيكو يصر على سلامة موقفه وعلى امتلاكه الوثائق والاسانيد والحجج التي تبرهن على إن الحق في جانبه، فاتحاد الكرة الذي أكد في غير تصريح انه دفع مستحقات زيكو، وترك الباب مفتوحا لمن يريد التثبت من الوثائق التي تؤكد صحة ذلك، هذا في الوقت الذي عرضت قناة العربية تصريحا لزيكو اتهم فيه مسؤولي إتحاد الكرة العراقي بعدم صرف مرتبه الشهري منذ آذار الماضي، ان هذه الإشكالية باتت مبعث قلق حقيقي لا بسبب الاخذ والرد بين اتحاد الكرة وزيكو، وانما على التاثيرات السلبية التي سيتركها هذا الأمر في إستعدادات منتخبنا الوطني لمرحلة تعد الأهم في تصفيات كأس العالم، ذلك انه ينتظر مواجهة غاية في الأهمية مع المنتخب الياباني متصدر فرق المجموعة الثانية في ملعبه وأمام جمهوره، تعد مفترق طرق لمنتخبنا المتطلع لتحقيق حلم التأهل لنهائيات كأس العالم للمرة الثانية في تاريخ الكرة العراقية، واذا كان منتخبنا قد عجز عن تحقيق الفوز في اي من مباراتيه الأولى أمام الأردن والثانية أمام عُمان وفي ظل ظروف طبيعية فان إشكالية المستحقات لابد ان تأكل من جرف الإستعداد لمواجهة المنافس القوي الذي يرشحه الكثيرون لبلوغ النهائيات متصدراً لفرق المجموعة تأسيساً على ما قدمه من عروض قوية توجها بنتائج متميزة لاسيما الفوز الباهر على الأردن بسداسية.
واضاف : أصبح لزاما ان يضع اتحاد الكرة حدا لهذا المسلسل الذي سيزداد تأثيره السلبي تبعا لزيادة عدد حلقاته، هذا اذا اردنا ان نفكر بتحقيق حلم التأهل إلى مونديال البرازيل.
التعليقات