يبدو ان الدخان الذي تصاعدت خيوطه من جعبة العلاقة بين البرازيلي زيكو مدرب المنتخب العراقي لكرة القدم والاتحاد العراقي ، كان يخفي تحت الرماد شرارات استطاعت تداعيات بطولة كأس العرب التي حصل العراق على المركز الثالث فيها ان تؤججها وتجعل منها حريقا ظهر دخانه الكثيف واندلعت ألسنة اللهب لتضيء الخفايا والاسرار .

فقد كشف زيكو المستور ، واعلن بشكل صريح تفاصيل ما حدث بينه وبين الاتحاد العراقي الى حد قوله : (سمعت وعوداً ووجدت سراباً , ولن أحضر الإجتماع الا بتسديد مستحقاتي المالية) ، وهو بذلك يكون قد أنهى حالة الصمت الذي فضله لأشهر طويلة بخصوص الكثير من الخفايا والملابسات التي تخص تعامله مع إتحاد الكرة العراقي.
وقال زيكو في حديث خاص وحصري لـ quot;معرض الكرة العراقية المصورquot; : أتفقت منذ البداية مع السادة في إتحاد الكرة العراقي على توفير أهم مستلزمات إنجاح مسيرة منتخب يستعد بكل قوة من أجل التأهل لنهائيات كأس العالم ولكني وبكل بصراحة أقولها : وجدت كلاما ووعودا وعهودا ولم نرَ الا سرابا ونسجا من الخيال , فلم يتوفر للمنتخب الإحتياجات الإساسية ولعل من أبرزها المباريات الودية وأنتم تعلمون مع من ْ لعبنا في معسكر تركيا وكم من مشكلة واجهتنا قبل ملاقاة الأردن وعُمان !.
ونفى زيكو المتواجد حالياً في الولايات المتحدة الأميركية تسلمه جميع مستحقاته المالية بل أن ذكر بالحرف الواحد : أريد أن أقول للشعب العراقي عكس ما يتحدث به بعض أعضاء إتحاد الكرة في بلدكم , أنا لم أستلم رواتبي الشهرية منذ أربعة أشهر وأعطيكم معلومة مهمة أخرى : هل تعلمون سرّ غياب مساعدي quot;أيدوquot; ومدرب اللياقة البدنية quot;سانتاناquot; ؟ , إذا قالوا لكم الجواب مع زيكو فأنا أضعكم أمام الحقيقة : quot;أيدو quot; وquot;سانتاناquot; لم يحصلان على مستحقاتهم المادية منذ ثمانية أشهر وكي أكون دقيقاً , مساعدي منذ سبعة أشهر ومدرب اللياقة منذ 8 أشهر ولهذا هما أبتعدا عن الفريق حتى منحهما الحقوق كاملة بلا زيادة أو نقصان , وطبعا هذا الكلام ( زيكو يواصل الحديث بعصبية ) لم تسمعوه من قبل وأنا أردت أن أقول الحقيقة بدلاً من اللف والدوران !.
وزاد زيكو بعصبية : الإتحاد دعاني إلى إجتماع لبحث التجديد وأقولها بكل وضوح : لن أجتمع مع أحد حتى يتم تسديد ما بذمتهم من مستحقات مالية سواء لي أم لكادري المساعد وعلى إتحاد الكرة إيضا أن يجد حلاً لمشاكله الإدارية لأنه تؤثر على إعداد المنتخب الوطني !.
وردّ البرازيلي على تصريحات بعض أعضاء إتحاد الكرة العراقي عندما قالوا إنهم وفرّوا كل مستلزمات النجاح للمنتخب العراقي , فأوضح زيكو بالحرف الواحد : لم يوفروا 20 % بل الأكيد لم يتوفر ليّ حتى 10 % وأنا مسؤول عن كلمة أتحدث بها لأني صادق مع نفسي !.
وأراد زيكو من خلال حوارنا معه أن ينفي ما نـُسب له من كلام لا أساس له من الصحة عندما نـُقل أنه أشهر البطاقة الصفراء بوجه العديد من اللاعبين وسيشهر الحمراء في القريب العاجل , فأشار زيكو إلى أن هذا التصريح غير صحيح ولم يصدر على لسانه بل كل ما تحدث به هو : قلت أنا قلق على وجود لاعبين في المنتخب وهم غير مرتبطين بأندية وهذا ما يجعل مهمتي غير ملائمة لأني عانيت كثيراً من هذه المشكلة خصوصا وأن هناك أكثر من لاعب لا يوجد له فريق !.
وختم زيكو حديثه بالتأكيد على أنه المسؤول الأول والأخير والوحيد حالياً في إختيار لاعبي المنتخب من دون الإعتماد على أحد بما فيهم الكادر المساعد لأنه رأى التؤليفة وسيعمل على منح الفرصة للأجدر في الإستحقاقات المقبلة إذا ما أستمر بعمله كمدرب لمنتخب العراق بعد أن تـُحل جميع المتعلقات مع إتحاد الكرة المحلي !.
وتصريحات زيكو هذه تأتي بعد ان كثرت الشائعات والتقولات من هنا وهناك عن علاقة زيكو بالاتحاد من جهة وعن علاقته بالمنتخب من جهة اخرى ، وكانت الاراء تتباين حول الفائدة التي يقدمها زيكو للمنتخب ، فمهم من يرى انه لم يضف شيئا ، وهو ما استبق الاحداث ليقول لزيكو (باي باي زيكو) ، وهو امر اكده عضو الهيئة العامة لاتحاد الكرة سعد مالح الذي اكد : نرفض تجديد عقد زيكو ولن نصادق على التقريرين الإداري والمالي للاتحاد.
وقال : أن أغلب أعضاء الهيئة العامة لاتحاد كرة القدم يرفضون تجديد عقد مدرب المنتخب الوطني البرازيلي زيكو، عازيا ذلك إلى أن زيكو لم يضف شيئا للكرة العراقية ولن يتمكن من تأهيل المنتخب لنهائيات كأس العالم.
يذكر أن اتحاد الكرة كان قد اعلن ان في نيته عقد اجتماع مع مدرب المنتخب الوطني البرازيلي زيكو لتحديد مستجدات بنود العقد المبرم بين الطرفين.