كسب منتخب الإمارات الرهان بعد تأهله الى الدور نصف النهائي اثر فوزه على البحرين 2-1 امس الثلاثاء في الجولة الثانية من منافسات المجموعة الاولى لدورة كأس الخليج الحادية والعشرين لكرة القدم.

وبات اول المتأهلين الى نصف النهائي قبل جولة من ختام الدور الاول بعدما تصدر المجموعة الاولى برصيد ست نقاط من مباراتين.

وكسب منتخب الامارات او quot;فريق الاحلامquot; كما يطلق عليه بسبب انتماء معظم لاعبيه الى المنتخب الاولمبي الذي حقق انجاز التاهل التاريخي الى اولمبياد لندن 2012 الرهان، كما اكد ان ثقة الشارع الرياضي في الامارات به لم تأت من فراغ.

ويتفاءل الاماراتيون كثيرا بهذا الجيل من اللاعبين الذين اثبتوا تميزهم من خلال الانجازات التي حققوها عندما كانوا في صفوف منتخب الشباب ثم الاولمبي.

وقاد المدرب الحالي مهدي علي هذا الجيل للفوز بلقب كأس اسيا للشباب 2008 في الدمام، والتأهل الى ربع نهائي مونديال 2009 تحت 21 سنة في مصر، واحراز فضية اسياد 2010، قبل ان يحقق معه الانجاز الاضخم في تاريخ الكرة الاماراتية بعد المشاركة في مونديال 1990 بالتأهل الى اولمبياد لندن 2012.

وستكون كأس الخليج التحدي الجديد للجيل الشاب للصعود الى منصة التتويج فيها واضافة لقبها الى مجموعة الالقاب الاخرى التي حصدوها منذ عام 2008، والذي سيكون لو تحقق الثاني للامارات في البطولة بعد الاول عام 2007 في quot;خليجي 18quot; الذي استضافته في ابوظبي.

وقبل انطلاق البطولة رفع منتخب الامارات شعار المشاركة من اجل التحضير للاستحقاقات المقبلة ولا سيما التأهل الى نهائيات كأس اسيا 2015 في استراليا، لكن يبدو ان الامر اصبح مغايرا الان بعدما اثبت quot;الابيضquot; في اول مباراتين له بانه يمكنه الذهاب بعيدا.

نالت الامارات اعجاب وثناء كل المتابعين للبطولة بعد العرض الرائع امام قطر (3-1)، وجاء الفوز على البحرين صاحبة الضيافة ليؤكد قوة تشكيلة المدرب مهدي علي والخيارات المتعددة التي يملكها.

وسجل ماجد حسن هدف الفوز للامارات في الدقيقة 85 بعد نزوله بديلا لعامر عبد الرحمن عندما كانت المباراة تتجه للتعادل 1-1.

وجاء تألق حسن لاعب وسط الاهلي والذي يعتبر احد المواهب الشابة ويقدم مستويات مميزة مع فريقه في الدوري هذا الموسم ليبرهن عن تنوع الخيارات عند مهدي علي، الذي يملك منتخبا يمتاز عن المنتخبات الاخرى بتواجد صف احتياطي يوازي الاساسي من حيث المستوى.

وابقى علي افضل لاعب في الامارات في السنوات العشر الاخيرة اسماعيل مطر على مقاعد الاحتياط في مباراة قطر الاولى ولم يدفع به الا في اخر دقيقتين، كما اشركه في الدقيقة 27 امام البحرين امس.

كما تضم قائمة الاحتياط وليد عباس ومهند العنزي وسعيد الكثيري وحبيب الفردان وعبد العزيز هيكل، وكلها اسماء صاحبة حضور قوي مع فرقها في الدوري المحلي خلال السنوات الاخيرة.

ولاول مرة منذ عام 1996 عندما احرزquot;الابيضquot; المركز الثاني في بطولة كأس اسيا التي اقيمت في ابوظبي يمكن القول ان الامارات تملك منتخبا قادرا على الاقناع وتحقيق طموحات جماهيرها.

كما انه للمرة الاولى منذ فترة طويلة تدخل الامارات بطولة وهي المرشحة الابرز لاحراز لقبها، وذلك بسبب الثقة الكبيرة باللاعبين ومدربهم مهدي علي.

وحتى عندما فازت الامارات بلقب quot;خليجي 18quot; لاول مرة في تاريخها، فانها لم تمتلك نفس النوعية في تشكيلتها، واعتمدت بشكل كلي على مهارة اسماعيل مطر الاستثنائية والذي توج فيها بلقبي افضل لاعب وهداف البطولة برصيد خمسة اهداف.

وامتاز منتخب الامارات في مباراتي قطر والبحرين بامتلاكه شخصية قوية وتحمله للضغوط التي اختبرها عناصره من خلال البطولات الاقليمية والقارية والدولية التي شاركوا فيها مع منتخبي الشباب والاولمبي.

فبعد ان وجدت نفسها متأخرة امام قطر بهدف خلفان ابراهيم في الدقيقة 11، عادلت بعد دقيقتين عبر عمر عبد الرحمن ثم انهت المباراة لصالحها 3-1 بهدفين لعلي مبخوت ومحمد احمد.

واختبر quot;الابيضquot; سيناريو آخر امام البحرين حيث لم يكن الطرف الافضل ورغم ذلك عرف كيف يخرج فائزا باعتماده على مهارة الانتقال السريع من الدفاع الى الهجوم، والاستعمال الصحيح لمهدي علي لاوراقه الرابحة على مقاعد الاحتياط.

وشكل عمر عبد الرحمن خصوصا الحضور الابرز عبر تمريراته الساحرة ومهاراته العالية في التحكم بالكرة، لكن البشرى السارة لمهدي علي جاءت من علي مبخوت الذي سجل هدفين حتى الان معوضا التراجع المخيف في مستوى احمد خليل افضل لاعب شاب في اسيا عام 2008.