يقول المثل مصائب قوة عند قوم فوائد ، و ينطبق هذا المثل على حال المشاركة العربية في نهائيات كأس أمم أفريقيا 2013 المقامة حاليا بجنوب أفريقيا ، فبعدما خرجت المنتخبات الثلاثة للجزائر و المغرب و تونس بخفي حنين من البطولة و ودعتها من دورها الأول فان الرهان سيكون على الصافرة العربية للتألق بوجود ستة حكام هم الجزائريان جمال حيمودي و محمد بنوزة و المغرب بوشعيب لحرش و التونسي سليم جديد و المصري جهاد جريشة و الموريتاني علي المغرافي اختارتهم اللجنة التحكيمية ضمن قائمة من 17 حكما.


ديدا مليود - إيلاف :و تبدو حظوظ تعيين حكم عربي لإدارة المباراة النهائية الأحد المقبل وفيرة جدا لاعتبارات عدة ، ففضلا عن أدائهم المتميز سواء في البطولة الحالية أو الاستحقاقات التي سبقتها ، كما أن خروج المنتخبات العربية يصب في مصلحتهم ما دام أن لوائح الكاف تنص على أن الحكم يسير في عكس اتجاه منتخب بلاده فكلما بقي الأخير في المنافسة خرج هو منها ، ولأن الحكام الذين بإمكانهم منافسة العرب على إدارة النهائي تأهلت منتخبات بلدانهم إلى الدور الثاني على غرار دانييل بنيت من جنوب أفريقيا ، و دوي نوماندياز من ساحل العاج و كومان كوليبالي من مالي ففي هذه الحالة فان الكفة تميل لصالح الحكام العرب لتفادي أي تأويل من قبل احد المنتخبين اللذان سينشطان النهائي ذلك انه في الغالب فان للجنة التحكيمية للكاف تفضل أن يكون حكم النهائي ممن خرج منتخب بلده مبكراً و دون أن دخل في مواجهة مباشرة مع منتخبات أخرى .

و تبدو فرص الحكم الجزائري جمال حيمودي الأكبر لنيل ثقة الكاف خاصة بعدما أسندت إليه إدارة المواجهة بين المنتخبين النيجيري و العاجي في الدور الربع النهائي حيث عدت نهائي قبل الأوان و بالتأكيد فان تجاوزه لهذا الاختبار سيمنحه نقاطا إضافية تعزز من مكانته خاصة انه اختير من قبل الكاف كأفضل حكم في القارة السمراء للعام 2012 كما أن حيمودي متواجد في اللائحة الأولية للحكام المعنيين بنهائيات كاس العالم بالبرازيل 2014 ، و لا تقل فرص بقية الحكام العرب عن فرص حيمودي غير أن عامل الخبرة يصب في صالح الجزائري في حين تبدو حظوظ المصري جهاد جريشة و الجزائري الأخر محمد بنوزة اقل نوعا ما بعد الأخطاء التي اتهما بارتكابها في المباريات التي أسندت لهما في الدور الأول خاصة جريشة في لقاء نيجيريا و بوركينافاسو.و في حال نال حيمودي هذا الشرف سيكون الحكم الجزائري الثاني الذي يحصل عليه بعد عبد القادر عويس.
و كان التونسي مراد الدعمي أخر حكم عربي يدير نهائي كأس أفريقيا في دورة مصر العام 2006 بين المنتخبين المصري و الايفواري و أثار وقتها جدلاً حاداً بعد إعلانه ركلة جزاءللمصريين اعتبرها منتخب ساحل العاج غير شرعية بالمرة أهدرها الصقر أحمد حسن ، و هو نفس الحكم الذي أدار نهائي العام 2000 بين الكاميرون و نيجيريا و أثار وقتها أيضا جدلا بعدما رفض احتساب هدفا تجاوز المرمى الكمروني أثناء تنفيذ الركلات الترجيحية .
و غابت الصافرة العربية عن نهائي الدورات الثلاث الأخيرة غانا و انغولا و الغابون رغم تواجد حكام مميزين.
و قبل الدعمي أدار نهائي هذه البطولة في 12 مرة بداية بالسوداني أحمد يوسف في النسخة الأولى عام 1957 بالخرطوم بين مصر و أثيوبيا ، ثم التونسي هدي بن عبد القادر في دورة 1963 بين غانا و السودان ، و الجزائري شكايمي في نهائي 1965 بين غانا و تونس ، ثم المصري محمد ذياب في نهائي 1968 بين غانا و الكونغو ، و أدار الجزائري عبد القادر عويسي نهائي 1972 بين الكونغو مالي ، و السوداني سعد عمار في نهائي 1974 بين الزائير و زامبيا ، ثم أدار الحكم الليبي يوسف الغول نهائي 1978 بين غانا و أوغندا ، و أدار الحكم التونسي الشهير علي بناصر نهائيين متتاليين عام 1984 بين الكمرون و عام 1986 بين مصر و الكمرون ، و أدار الموريتاني ادريسا سار نهائي 1988 بين الكمرون و نيجيريا ، كما أدار المغربي الراحل سعيد بلقولة نهائي دورة 1998 بين مصر و جنوب أفريقيا .