&سجل نادي برشلونة في عام 2014 أسوأ حصيلة له في العشرية الأخيرة عندما خرج خالي الوفاض من كافة البطولات المحلية و القارية التي شارك فيها رافقها أداء باهت وفشل نجومه في الحصول على الجوائز الفردية التي اعتادوا عليها فضلا عن غياب الإستقرار على المستوى الإداري.

&ولم يكن النادي ليمر بهذه الوضعية السيئة التي ادخلته في عنق الزجاجة لولا الأخطاء الجسيمة التي وقع فيها والتي وصفتها التقارير الإعلامية الاسبانية التي اوردتها بالخطايا وعددها " 7 " .
&
صحيفة " إيلاف " تستعرض و بإسهاب تلك خطايا السبع التي وقع فيها البارسا &في عام 2014 و يعمل على تفاديها في عام 2015 ، وهي خطايا بعضها مرتبط بالجانب الفني و يتحمل مسؤوليتها الجهاز الفني و اللاعبين وآخرى مرتبطة بالجانب الإداري و يتحمل مسؤوليتها مجلس إدارة النادي .
&
1 – تداعيات صفقة نيمار :
&
الخطيئة الأولى التي وقع فيها برشلونة تتعلق بالضجة التي احدثتها صفقة المهاجم البرازيلي نيمار دا سيلفا ، وكأنها زلزال قوي &ضرب " النو كامب " بسبب المخالفات القانونية التي عرفتها الصفقة بعدما اخفت الإدارة بعض الأرقام المتعلقة بالصفقة تهربا من الضرائب ، حيث لم تعرف إدارة الرئيس ساندرو روسيل كيفة التعامل معها ليلجأ إلى الاستقالة في شهر يناير تاركا منصبه لنائبه جوسيب بارتوميو.
&
وهكذا تحولت الصفقة من نعمة إلى نقمة ، وبعدما كانت جماهير البلوغرانا تراهن على نيمار القادم من سانتوس لقيادة هجوم الفريق تحولت صفقته إلى قضية شغلت الرأي العام الكتالوني عن استحقاته الفنية ، ومما زاد من تفاقمها ان نيمار لم يقدم المردود الفني الذي كان ينشده جمهور البارسا.
&
2- تراجع أداء ميسي :
&
الخطيئة الثانية تتعلق بتراجع الأداء الفني لنجم الفريق المهاجم الأرجنتيني ليونيل ميسي بسبب لعنة الإصابة و بسبب تأثرها بالحملة الإعلامية التي شنت ضده و ضد عائلته بسبب قضية تهربه الضريبي و وورود أسم والده في قضية تبييض أموال المخدرات.&
&
و عرف عام 2014 بروز تقارير تتحدث عن رحيل ميسي عن برشلونة دون تحديد الدوافع الحقيقية و التي تؤكد بأن هناك غموضا ما يحتاج إلى توضيح بشأنه ، و الحقيقة ان عام 2014 اثبت بما لا يدع اي مجال للشك أن البارسا في الوقت الحالي مصيره مرهون بمستوى البرغوث و تحقيقه للبطولات و الألقاب مرتبط بالجوائز التي يحصلها " البولغا " و خاصة جائزته المفضلة " الكرة الذهبية ".
&
3- تهميش كرويف و التفريط في فالديس :
&
الخطيئة الثالثة تتعلق بتعمد الإدارة الحالية برئاسة بارتوميو تهميش أسطورة البارسا اللاعب و المدرب السابق للنادي الهولندي يوهان كرويف الذي ظل على مدار عقود من الزمن مستشاراً النادي ، و دائما ما تجد &انتقاداته آذانا صاغية له عند مسؤولي النادي بالنظر إلى معرفته بخبايا الفريق الفنية كونه احد مهندسي أسلوب اللعب الذي اشتهر به .
&
كما فرطت إدارة بارتوميو في افضل حارس في تاريخ الليغا فيكتور فالديس و تركته يرحل عن النادي و لم تقم بمحاولات جادة لإقناعه بتمديد عقده و تحسين راتبه ، لتقوم بالبحث عن البديل الانسب له رغم علمها بأن السوق " يشح " من الحراس المميزين خاصة أن الخبراء يؤكدون بأن أداء &اشبال المدرب تاتا مارتينو تراجع كثيراً بعد غياب فالديس عنهم بسبب الإصابة الخطيرة التي تعرض لها في الرباط الصليبي في شهر مارس من عام &2014.
&
4- الفشل في انتداب لاعبين كبار:
&
راهنت إدارة بارتوميو على عملية الإحلال في التركيبة البشرية للفريق من أجل احتواء غضب الجماهير نتيجة الفشل في الصعود لمنصات التتويج ، لكن هذه الخطة باءت بالفشل بعدما اخفقت في التعاقد مع اللاعبين الذين وضعتهم في الصف الأول خاصة على مستوى خط الدفاع على غرار البرازيلي دافيد لويز الذي فضل باريس سان جيرمان الفرنسي ، و الظهير الكولومبي خوادرادو و ايضا متوسط الميدان الاسباني كوكو الذي اثر الاستمرار مع الروخي بلانكوس ، و ذلك &بسبب بخلها و بسبب بطئها &في وقت كان يفترض على المدير الرياضي اندوني زوبيزاريتا استعجال التفاوض بالنظر إلى حاجة الفريق لهؤلاء النجوم من جهة و من جهة آخرى العقوبة التي سلطها " الفيفا " على النادي بمنعه من التسوق قبل أن تعلق و تمنح فرصة للنادي لتقديمه إستئنافه .
&
5- فشل الصفقات المبرمة :
&
الخطيئة الخامسة هي خطيئة مزدوجة و مرتبطة بالخطيئة الرابعة ، فإدارة البارسا لم تفشل فقط في تدعيم التعداد البشري للفريق بلاعبي الصف الأول في الميركاتو الصيفي بل انها تعاقدت مع لاعبين آخرين كشفت مباريات النصف الأول من الموسم تواضع مستواهم وأن المشروع الرياضي للمدرب لويس انريكي يصعب تحققه ، بل وربما يستحيل انجاحه و تنفيذه بهؤلاء اللاعبين .
&
فالمهاجم الأوروغواني لويس سواريز القادم من ليفربول بـ 81 مليون يورو انتدب و هو موقوف لإربعة أشهر و لحد الآن سجل هدفا واحداً في الدوري رغم خوضه 8 مباريات مع الفريق ، أما المدافع الفرنسي جيريمي ماثيو فقد تم التعاقد معه من فالنسيا بـ 20 مليون يورو ، و قد اثبت لحد الآن انه لم يكن ليلعب في النيوكامب حتى بالمجان لو كانت هناك إدارة جيدة شأنه شأن لاعب الوسط الكرواتي ايفان راكيتش الذي فرض على انريكي إعادة المخضرم تشافي هرنانديز إلى التشكيل الأساسي فضلا عن الصفقة الفاشلة مع المدافع البلجيكي توماس فيرمايلن المصاب وأيضا البرازيلي دوغلاس.
&
6- قضية مدرسة النادي " لاماسيا " :
&
الخطئية السادسة تتعلق بالمخالفات التي ارتكبتها إدارة البارسا في التعاقد مع لاعبي " لاماسيا " التابعة للنادي و التي بسببها تعرض لعقوبة " الفيفا " بحرمانه من التعاقدات لغاية عام 2016 في وقت يعتبر البارسا من أكثر الأندية الأوروبية احتياجا للاعبين جدد ، و بغض النظر عن القرار النهائي الذي سيصدر عن محكمة لوزان الرياضية الدولية فأن هذه المخالفات تؤكد بأن مسؤولي البارسا لم يكونوا على قدر من المسؤولية .
&
7- غياب البطولات :
&
الخطيئة السابعة تتعلق بفشل الفريق مع المدرب تاتا مارتينو في التتويج بأي لقب أو بطولة محلية أو قارية لأول مرة منذ عام 2008 ، و مما زاد من مرارة هذا الفشل أن البارسا بلغ العين ولم يشرب و ترك غريميه ريال مدريد و اتلتيكو مدريد قطبا العاصمة يصنعان مجديهما على حسابه بعدما خسر أمام الأول نهائي كأس الملك على ملعب محايد بالرغم من أن زملاء ميسي فازوا في كلاسيكو الدوري ذهاباً و اياباً ، ثم &خسروا عرش الليغا امام أتلتيكو مدريد في الجولة الأخيرة على أرض الكامب نيو بعدما كان الفوز بأي نتيجة كفيلاً بتتويجهم ، وثم اقصوا من المهمة الأوروبية مع نفس المنافس" أتليتكو مدريد " &دون ان يخسروا بعدما تعادلوا معه إيجاباً في برشلونة و سلباً في مدريد.
&
ولو كتب لبرشلونة أن احرز احدة البطولات الثلاث خاصة لقب الدوري لتغيرت الكثير من المعطيات التي تخص مستقبل الفريق الذي أصبح غامضا في ظل المعطيات الحالية.