أثارت صورة فاجعة، تناقلتها صفحات النشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تمثل شاباً يحمل طفلته التي ماتت بفعل إطلاق ناري لمحتفلين بفوز المنتخب العراقي في كرة القدم على المنتخب الإيراني في الربع النهائي من كأس أمم آسيا الجمعة الماضية، ردود أفعال غاضبة استنكرت هذه الظاهرة واستغربت المنطق الغريب للعراقيين الذين حتى بفرحهم .. " يفارقون الحياة " .
&بغداد : فقد ندد العديد من المواطنين العراقيين بعبارات شديدة القسوة بظاهرة إطلاق العيارات النارية التي ترافق فوز المنتخب العراقي في كرة القدم ، مشيرين إلى انه (التخلف) وان (الهمجية قد تتخفى ، لكنها تظهر على شكل عيارات نارية )، فيما اطلق ناشطون مدنيون وإعلاميون حملة إعلامية للتوعية بخطورة هذه الظاهرة ومكافحتها، وذلك تحت عنوان ( المبادرة الوطنية لوقف إطلاق النار العشوائي) &.
&
صورة مؤلمة لطفلة ميتة
&
وقد امتلأت صفحات التواصل الاجتماعي "الفيسبوك" بصورة مؤلمة جداً لشاب يحمل ابنته الصغيرة التي ماتت بفعل إطلاق ناري في الاحتفال بفوز المنتخب العراقي على الإيراني الجمعة الماضية، وجاء في التعليق على الصورة : (رياض الباشا شاب عراقي من منطقة البلديات في بغداد، عانى مع زوجته من مشكلة الإنجاب، حتى رزقهما الله بطفل بعد صبر طويل، وببساطة رصاصة طائشة بسبب إحتفالات الفرح ... مات الطفل !! ... فهل يصحو ضمير المتخلفين ويتوقفون عن إطلاق العيارات النارية للتعبير عن الفرح .. ها هم حولوا فرحنا إلى جريمة بشعة إلى حزن ... لماذا؟ ما ذنب الأم والأب ؟ من أجل فرحة نقتل طفلاً ... شكراً للتخلف !) فيما أجريت عملية قيصرية لإمرأة بسبب إطلاقات العيارات النارية بمناسبة فوز المنتخب بعدما أصيبت الأم بطلق ناري دخل إلى بطنها واخترق الرحم وأصاب الجنين في الأسفل .
&
إحصاءات وزارة الصحة&
&
ومن جهتها، فقد أعلنت وزارة الصحة العراقية عن تسجيل حالتي وفاة و89 إصابة، بينهم أطفال ونساء،&ومن ضمنهن&امرأة حامل، جراء إطلاق العيارات النارية بفوز المنتخب الوطني على نظيره الإيراني، داعية إلى ضرورة تشريع قوانين تحد من هذه الظاهرة.
&
أما وزارة الداخلية فقد أكدت اعتقال عدد ممن أطلقوا عيارات نارية خلال الاحتفالات التي جرت يوم الجمعة في بغداد بمناسبة فوز المنتخب الوطني على نظيره الإيراني، فيما أشارت إلى وجود تعزيزات لدوريات النجدة المنتشرة في العاصمة بمتابعة من يقوم بإطلاق تلك العيارات في مثل هذه المناسبات.
&
المبادرة الوطنية لوقف إطلاق النار العشوائي &
&
إلى ذلك اطلق ناشطون مدنيون ومثقفون عراقيون حملة إعلامية للتوعية بمخاطر هذه الظاهرة ومكافحتها حملت عنوان (مبادرة وطنية لوقف إطلاق النار العشوائي) ، جاء في بيانها الصحافي ما نصه : " تكررت في السنوات الأخيرة ظاهرة تحول أفراحنا بفوز منتخباتنا في كرة القدم في المباريات الدولية إلى مآسٍ بعشرات الضحايا الأبرياء بين قتلى وجرحى، نتيجة إطلاق النار في الهواء، وهي ظاهرة متخلفة تثير رعب المواطنين من الرصاص الأعمى الذي لا يعرف مطلقوه أين سيسقط أو في أي جسد سيستقر ليطفئ الفرح ويصنع مأساة ويسفك دماء بريئة ويوقع خسائر مادية جسيمة".
&
وناشدت الشخصيات الإعلامية الموقعة على المبادرة، المواطنين بالتوقف عن هذه (الظاهرة الإجرامية، التي تجعل السماء تمطر رصاص الموت في مشهد يزيد الوضع الأمني في البلاد إرتباكًا، ويصب في صالح العصابات الإرهابية والإجرامية، وندعو لنبذ منفذي هذه الممارسة البعيدة عن الروح الرياضية وردعهم بالمحاسبة الشديدة، صونًا للدم العراقي وحفظاً للأرواح البريئة).
&
مضيفين : (نؤكد أن إطلاق الرصاص لا يعبر عن الفرح بل هو حالة إنفعالية تكرس حب السلاح ونشر الفوضى، وثمة وسائل حضارية كثيرة للتعبير عن الفرح).
&
سلوك خطير
&
وحول هذا الامر، فقد اعرب الفنان عزيز خيون، عن أسفه لهذا السلوك الذي وصفه بالخطير، وقال : " في هذا الزمن الصعب صرنا نقتنص الفرح إقتناصًا..فرحتنا كانت جداً كبيرة بفوز وتأهل منتخبنا الوطني لكرة القدم في منافسات الأمم الآسيوية ، وهو جهد وطني من عراقيين شرفاء هدية لنا في ظرف نفتش فيه عن خطف لحظة فرح ".
&
واضاف : "كان ذاك الصباح مميزاً في فرحه...لكن للأسف هناك من أفسد عسل هذه الفرحة من بعض المواطنين حين أضحى تعبيرهم عن أية مناسبة مفرحة لا يمكن أن يتم إلا بإشعال سماء الوطن بإطنان الرصاص ذهب ضحيته عدد من المواطنين لطخت فرحتهم بالدم..بعضهم فارق الحياة والبعض الآخر جرحى "&
&
وتابع : " أقول ألا يوجد هناك قانون سريع يحد من هذا السلوك الخطير الذي بات عادة مستهجنة تهدد حياة المواطن في القرية والمدينة ؟ .. مجرد سؤال ".
&
من يطلق النار .. جبان!&
&
وأكد الاعلامي أحمد الشيخ ماجد، أن الجبناء وحدهم من يطلقون النار ، وقال : " كنتُ في الشارع، ورأيتُ واحداً من القوّات المسلحة، قال لي : صرفت البارحة ٢٥ شاجور عاللعبة!. ناقشته، وعرضت عليه وجهة نظري، وجدتُ أنّه لا يدري ما الجدوى من (الرمي) ، حجته الوحيدة "غير العراق فاز" وحينما يفوز العراق، لا يجد العراقي شيئاً، غير النار! &"&
&
واضاف : " كل من قام بإطلاق النار، لا يفهم شيئاً من سلبيات الرمي، المهم أن يمسك بندقيته ويفتح نارها، لكنه لو جاء إليه أحدهم، وقال : تخيّل أن هذه الطلقات وقعت في رأس طفلتك.. ما تفعل!؟، أرواح الناس ليست رخيصة إلى هذا الحد، المفخخات جداً كافية علينا! " ، وختم كلامه بالقول : " كل من قام بإطلاق النار، أجزم أنه جبان، ويخاف من خياله ".
&
انه الجهل والغباء
&
أما الكاتب جمال الدين الشهرستاني فكتب رسالة عنوانها ( إلى كل المسؤولين الأغبياء ومن يدعون الفهم وإلى كل الشعب العراقي بالإطلاق ( لأن الساكت كالفاعل ) : هل نبقى حميراً أم من الممكن ان تغشانا الإنسانية يوما ما ؟ ، يا عبيد يا جهلة يا من زرعتم في عقولكم الغباء عنوة ، ما ذنب هذه الطفلة التي تم قتلها بنيران فوز منتخب العراق ، في الفرح تقتلون في الحزن تقتلون ، متى لكم الامان ومن يتحمل ذنب قتلها ، كل العراق من شماله إلى جنوبه أنه ثقافة الغباء وعهر المجتمع لا أستثني أحًدا " .
&
ضحايا وجرحى
&
أما الإعلامية شيماء المياحي فقد أكدت انه لا قيمة للسعادة أمام سقوط ابرياء ، وقالت: " يفترض بنا كشعب ذاق كل الويلات وعانى اشكال المعاناة وعايش الحروب والكروب والحصار والدكتاتورية وداعش و ازهقت أمام أعيننا آلاف الأرواح ان نعرف قيمة الحياة ومعنى السلامة واﻷمان ونقدسها ﻻ أن نحتفي بفوز المنتخب بالمسدسات والبنادق مخلفين ضحايا وجرحى " .
&
&واضافت : " اتق الله يا اخي السعيد بفوز المنتخب واترك فوراً هذا الأسلوب المتخلف القاتل للتعبير عن الفرح وتذكر بأن رصاصتك ربما تخترق جسداً بريئاً سبقت داعش بإزهاق روحه .. اتعظ لنفرح جميعاً بأسلوب حضاري بمنتخبنا ، وأن لم تتعظ فأسمح لنا ان ﻻ نتمنى فوز المنتخب .. فعلاً فرح بالمنتخب وﻻ قيمة للسعادة امام سقوط أجساد اﻻبرياء بين قتيل وجريح " ..
&
&تعليقات فيسبوكية&
&
&ابومحمد الفضل كتب يقول : " التعبير عن الفرح ليس بواسطة إطلاق العيارات النارية بل بتوزيع الحلويات على الأصدقاء والجيران ونحو ذلك، وكذا التعبير عن الحزن بفقد الاحبة بالصدقات كبذل الطعام واكساء الفقراء ونحو ذلك ، &اما هدر إطلاق العيارات النارية في الهواء دون فائدة تذكر فضلاً عن المحظور الشرعي والتبذير غير المبرر وعدم المبالاة بحقوق الآخرين فهو خلاف الذوق السليم وفيه اذية للآخرين ويدل على الجهل والتخلف".
&
أما ابو فراس الحمداني قد علق :" &المصيبة في العصبية والقيم العشائرية التي تنتشر في المدن هذه الايام ،، التي نقلت ثقافة الريف إلى المدينة ،،، دعوة للجميع للابتعاد عن هذه الممارسة الخطيرة التي تسرق الفرحة وتحولها الى مأساة "&
&
أما ليث عبد الكريم فقد كتب :" هذا دليل على ضعف الأجهزة الامنية وعدم قدرتها على حماية الناس وليست لها سلطة الا&على الضعفاء وأكبر دليل على ذلك انعدام الوعي والجهل المطبق ، حيث كان بالامكان الاحتفال بالرقص ولكن الذين تسببوا بقتل الكثير من الأبرياء يحللون القتل ويحرمون الفرحة والرقص ".
&
فيما كتب كريم السيد :" &قضية العيارات حلها سهل جداً ، وهو بإصدار قرار من وزارة الداخلية بالمنع والتحذير لجميع المواطنين، مع تفعيل لفتوى المرجعية، فيما يتم الإتصال براضي شنيشل حتى يجعل اللاعبين يتشحون بالسواد حداداً على شهداء مباراة إيران، وتقوم قناة (نهرين) بتغيير شريطها من اسم شريكتي وبرجي إلى التحذير من إطلاق العيارات النارية .. وكلمن يطلق يشيلوه من خلال تفعيل القانون".&
&
فيما يتوجب على قناة العراقية الرياضية بدل ما تبث مباراة قديمة تقوم بحملة توعية ، أنه منطق غريب والله، بكل العالم لا توجد هكذا قضية، حتى بفرحكم تموتون يا أهل العراق ؟&
التعليقات