بعد نيل شرف تنظيم مونديال 2022، باتت قطر تتطلع الى بناء جيل قوي وقادر على التواجد في العرس الكروي وبلوغ ادوار متقدمة، وبالتالي فان الاهتمام منصب حاليا على منتخبات الفئات العمرية التي تتضمن الناشئين والشباب والاولمبي وصقل لاعبي هذه المنتخبات وتقديمها مستقبلا للمنتخب الاول.
&
واذا ما اعتبرنا ان منتخب الشباب الذي أحرز العام الماضي بطولة كأس آسيا وشارك في مونديال نيوزيلندا، النواة الاساس للمنتخب العنابي في مونديال 2022 ، فلا شك أن المجموعة التي يتكون منها منتخب الناشئين الحالي ستكون أيضا رافدا اساسيا في هذا المنتخب خصوصا ان مستوى السن سيتراوح وقتها بين (21 و22 عاما).
&
ووضع الاتحاد القطري لكرة القدم خريطة طريق للوصول الى الاهداف المنشودة التي يأمل ان يحصد نتائجها في المستقبل القريب، وقد كان اللقب الآسيوي الذي انتزعه عنابي الشباب في "ميانمار 2014" مؤشرا بنّاءً بأن العمل يجري بشكل سليم وتصاعدي، وهذا ما دفع الاتحاد المحلي الى تصعيد منتخب الشباب الى المنتخب الاولمبي وتجديد الثقة بالمدرب الاسباني فيليكس سانشيز رغم الاخفاق الذي تعرض له في مونديال الشباب بعدما خرج خالي الوفاض بثلاث خسارات امام أمام السنغال وكولومبيا والبرتغال توالياً.
&
وفي مواكبة لهذا الاهتمام، جاء قرار الاتحاد القطري تعيين البرتغالي جواو كارلوس بيريرا مدرباً لمنتخب الشباب، والذي يستعد لتصفيات كأس آسيا للشباب التي ستقام في الدوحة في تشرين الثاني/أكتوبر المقبل، ضمن منافسات المجموعة الرابعة، والتي تضم العنابي الى جانب عُمان ولبنان وقرغيزستان .
&
وخاض عنابي الشباب (حامل اللقب الآسيوي) استحقاقا مخيبا للآمال في بطولة الخليج التي أقيمت في الدوحة في أيلول/سبتمبر الجاري حين استقر في المركز السادس والأخير، وهو مركز يخالف التوقعات، ويضاعف من المسؤوليات خصوصا أن التصفيات المؤهلة لكأس آسيا تضمه الى جانب المنتخب العماني الذي توج باللقب الخليجي.
&
وفي هذا السياق ، يأتي أيضا بناء منتخب الناشئين الذي يتطلع في الفترة المقبلة الى التأهل لكأس آسيا المقررة في الهند العام المقبل حيث يستضيف تصفيات المجموعة الثالثة التي تضمه الى طاجيكستان، العراق، وتركمانستان والتي تقام خلال الفترة من 16 الى 20 ايلول/سبتمبر الحالي.
&
وبعدما إكتفى ببلوغ الدور نصف النهائي في بطولة خليجي 12 التي استضافها ستاد قبة اسباير "المغلق والمكيف" ، يتحول الاهتمام الى التصفيات الآسيوية علما ان المنتخبات الـ11 التي تحصل على المركز الأول في مجموعاتها، ستتأهل الى النهائيات إلى جانب أفضل أربعة منتخبات تحصل على المركز الثاني، لتنضم إلى الهند المضيفة التي تأهلت تلقائيا، ليصبح عدد المنتخبات المشاركة في النهائيات 16 منتخبا.
&
وفي حالة حصول الهند على إحدى البطاقات المخصصة للمنتخبات الـ11 التي تتصدر مجموعتها أو أحد أفضل أربعة منتخبات تحصل على المركز الثاني، فإن المنتخب التالي (خامس أفضل منتخب يحصل على المركز الثاني) سوف يتأهل للنهائيات .
&
ويقود "عنابي الناشئين" المدرب الهولندي ارنو بوتونيج الذي سبق له ان قاد فريق الشباب في نادي ريال مايوركا الاسباني الى تحقيق لقب البطولة عام 2013 بعدما قضى هناك 7 سنوات وصفت ب"الناجحة".
&
وينظر بوتونيج بعين الاهمية الى التجربة في قطر حيث أعلن ان اسباب انتقاله الى قطر "هي للمساعدة مع مجموعة من الفنيين على بناء جيل لنهائيات كأس العالم في 2022".
&
ويؤكد بوتونيج ، الذي استلم تدريب "عنابي الناشئين" في أواخر حزيران/يونيو الماضي، أن بطولة الخليج الاخيرة التي اكتفى خلالها العنابي بالوصول الى نصف النهائي، تعد خير اعداد لتصفيات كأس آسيا وهي الهدف الاساسي الذي يطمح الى تحقيقه من خلال خوض غمار البطولة الخليجية.
&
ويقول بوتونيج :" لقد قمنا بفترة اعداد جيدة تسبق البطولة بإقامة معسكرات داخلية وخارجية، وآخر التحضيرات كان في المكسيك من خلال المشاركة في بطولة ودية كان الهدف الاساسي منها هو الاحتكاك بمدارس كروية مختلفة لتحقيق فائدة اكبر وتحسين المستوى الفني للاعبين."
&
ويشير مدرب المنتخب القطري ان معسكر المكسيك مكّنه من الوقوف على العديد من النقاط الايجابية والسلبية للفريق بصفة عامة وعلى الحالة الفنية للاعبين وجاهزيتهم للاستحقاقات القادمة، وهو جاء في سياق التحضير أيضا لتصفيات كأس آسيا.
&
&وحول عدم تمكنه من قيادة المنتخب الى تحقيق لقب "خليجي الناشئين" ، يقول المدرب الهولندي:" كنا نأمل التأهل إلى الدور النهائي لكن أحيانا في كرة القدم تحتاج إلى بعض من الحظ للفوز وهو ما حدث لنا حيث ضيعنا العديد من الفرص، ومن خلال ما لمسته في المباريات التي أديناها أعتقد أننا استفدنا كثيرا من هذه الدورة التي سوف تساعدنا في خوض التصفيات الآسيوية، واللاعبون كسبوا خبرة وثقة في هذه المنافسات".
&
وردا على سؤال اذا ما كان المنتخب سيُدعم بلاعبين جدد استعدادا للدخول في التصفيات الآسيوية &يقول بوتونيج "لا أعتقد ذلك ولا نفكر بهذا الامر لكن كما قلت سابقا حاولنا أيضا تغيير الصورة وأعتقد أننا عالجنا الأخطاء، وكانت هناك خيارات عديدة وأنا سعيد للأداء الذي قدمه جميع اللاعبين، لقد عملنا على تقديم أفضل مستوياتنا والتحكم بالأخطاء والتقليل منها، وقد لجأنا لبعض التغييرات من أجل أن نلامس هذا الهدف وكنا قريبين من ذلك لكن خاننا الحظ" .
&
وكان "عنابي الناشئين" قد ودع البطولة الخليجية بعد خسارته أمام المنتخب العماني (2-3).
&
&