عبد الاله مجيد: تتصاعد قضية الاعتداءات الجنسية في لعبة كرة القدم البريطانية مهددة باستهداف أندية أخرى بينها نادي نيوكاسل، بعد أن اتصل لاعب كرة سابق آخر بالشرطة قائلًا إنه ضحية اعتداء جنسي. ويأتي هذا وسط مخاوف متزايدة من وجود شبكة منحرفين في اللعبة. 

وكرّت السبحة

قالت صحيفة غارديان أن لاعب كرة القدم السابق الذي لا تريد كشف اسمه ذكر بالاسم الشخص الذي اتهمه بالاعتداء، قائلًا أن الذي اعتدى عليه جنسيًا رجل محكوم بالسجن ست سنوات لارتكابه سلسلة من الاعتداءات على صبيان من قسم تدريب الناشئين في نادي نيوكاسل على امتداد 24 عامًا. 

واكد لاعب الكرة السابق أن ما شجعه على الإبلاغ عن تعرضه لاعتداء جنسي هو التقارير الصحفية التي سلطت الضوء على وقوع مثل هذه الاعتداءات وضحاياها من اللاعبين السابقين في أماكن أخرى. 

وبدأ رفع الغطاء على هذه الاعتداءات عندما قرر لاعب الكرة السابق آندي وودواردر اعلان اسمه وكشف وقائع مروعة من الاعتداء الجنسي الذي تعرض اليه على يد المدرب المنحرف ذي السوابق المتعددة باري بينيل. واعقبه اللاعب السابق ستيف وولترز الذي روى لصحيفة غارديان حادثة مماثلة كان هو ضحيتها. 

تقدم لاحقًا اللاعب ديفيد وايت، مهاجم مانشستر ستي السابق، ليكشف أنه ضحية أخرى من ضحايا المدرب بينيل. وقال اللاعب الدولي السابق في منتخب انكلترا بول ستيوارت أن مدربًا غير بينيل كان يعمل مع الكرويين الناشئين في مانشستر اعتدى عليه. وكشف ستيوارت لصحيفة «ديلي ميرور» أن هذا المدرب بقي يعتدي عليه جنسيًا اربع سنوات إلى أن بلغ الخامسة عشرة.

اللاعب ديفيد وايت، مهاجم مانشستر ستي السابق، يكشف أنه ضحية أخرى من ضحايا المدرب بينيل

 

مئات الضحايا

قال متحدث باسم الشرطة في شمال انكلترا لصحيفة «غارديان» إن الشرطة تلقت إبلاغًا بشأن وقوع اعتداءات جنسية خلال فترات سابقة في نيوكاسل، وتعمل بصورة وثيقة مع الضحية وتقدم له المساعدة، مشيرًا إلى أن التحقيق مستمر في القضية. 

وقال لاعب الكرة السابق لصحيفة غارديان أن المعتدي عليه هو جورج أورموند الذي وصفه القاضي في محكمة نيوكاسل بأنه منحرف مريض حين سُجن في عام 2002 في ختام محاكمة كُشف فيها كيف أن رجلا كان يعتبر مدربًا محترمًا في أوساط الناشئين استخدم مكانته للاعتداء جنسيًا على صبيان بعد السيطرة عليهم. وتشترك هذه القضية بأوجه شبه مع قضايا اعتداء جنسي في أندية أخرى.

ويقدر اللاعب السابق وودوارد أن هناك مئات الضحايا، مشيرًا إلى أن الخط الساخن الذي فتحته الجمعية الوطنية لمنع القسوة ضد الأطفال تلقى أكثر من 50 اتصالًا في الساعتين الأولين. 

واعرب واين روني لاعب انكلترا ومانشستر يونايتد وسفير الجمعية الوطنية لمنع القسوة ضد الأطفال عن "الارتياع لما عاناه بعض زملائي وهم يمارسون الرياضة التي اعشقها ويعشقونها". واشاد روني بشجاعتهم داعيًا كل من تعرض إلى اعتداء جنسي إلى الاتصال على الخط الساخن للجمعية، "فمن المهم أن يكون معروفًا بأن لا ضير في كشف هؤلاء اللاعبين عما حدث لهم، وأن هناك مساعدة متوافرة لهم ويجب ألا يستمروا في المعاناة بصمت". 

قال اللاعب بول ستيوارت أن مدربًا غير بينيل كان يعمل مع الكرويين الناشئين في مانشستر اعتدى عليه

 

سمعة كرة القدم!

كان لاعبان سابقان كشفا لصحيفة غاريان بصورة منفصلة عن رجل آخر في عالم كرة القدم اعتدى عليهما. وقالت شرطة مقاطعة تشاير شمال غرب انكلترا أن 11 شخصًا اتصلوا بها لتقديم إفادات عن قضية المدرب بينيل. وذكرت صحيفة غارديان أن كثيرين آخرين من ضحايا هذه الاعتداءات اختاروا التزام الصمت بينهم ضحية، قال انه لن يتحدث خوفًا من تأثير ما سيقوله على أمه الطاعنة في السن.

وقالت الجمعية الوطنية لمنع القسوة ضد الأطفال أن الذين اتصلوا بها اعربوا عن القلق على الأطفال الآن وفي السابق، وانها تتوقع أن يتقدم المزيد للكشف عن هذه الحوادث. 

وُفتح الخط الساخن بعد أن كشف اللاعبون السابقون ديفيد وايت وآندي وودوارد وستيف وولترز وبول ستيوارت انهم تعرضوا إلى اعتدءات جنسية حين كانوا يافعين.

واعلنت وزيرة الرياضة ترايسي كراوتش أن هؤلاء اللاعبين ابدوا "شجاعة فائقة" بحديثهم عما جرى لهم. كما حذرت وزيرة الرياضة في حكومة الظل الدكتورة روزينا ألين خان من أن الفضيحة يمكن أن تلحق "ضررًا فادحًا بسمعة كرة القدم" في بريطانيا. وأضافت أن التدقيق في سيرة المدربين "لا يكفي" مطالبة اتحاد الكرة الانكليزي بأن "يتدراس فورًا ما يستطيع اتخاذه من اجراءات تضمن أن اطفالنا لا يدربهم ويشرف عليهم إلا اشخاص يحرصون أشد الحرص على مصالحهم". ولاحظت أن الآباء يتابعون بقلق هذه الوقائع التي يكشف عنها.

اتحاد الكرة الإنكليزي يلتزم بدعم الضحايا ودعمهم


ما أباحوا

شدد بيتر وانليس، رئيس الجمعية الوطنية لمنع القسوة ضد الأطفال، على انه يجب ألا يكون هناك مكان يختفي فيه المعتدون، مشيرًا هو الآخر إلى أن هناك كثيرين عانوا هذه الاعتداءات حين كانوا لاعبين ناشئين لكنهم صمتوا ولم يبوحوا لأحد بما قاسوه. 

واضاف: "بعد ما كُشف عنه خلال هذا الاسبوع يجب أن يتمكن الضحايا من الكلام ونيل المساعدة التي يحتاجونها، ونحن نعرف أن هذا يمكن أن يكون في أحيان كثيرة صعبًا على الرجال والصبيان". 

ورحب رئيس الجمعية بالتزام اتحاد الكرة مساعدة الضحايا ودعمهم. 

وقالت الجمعية أن احتمالات أن يتحدث الصبيان عن تعرضهم إلى اعتداء جنسي تقل خمس مرات عن البنات. 

 

 

اعدت "ايلاف" هذا التقرير بتصرف عن "غارديان" و"بي بي سي". المادتان الأصليتان منشورتان على الرابطين الآتيين:

https://www.theguardian.com/football/2016/nov/24/george-ormond

http://www.bbc.co.uk/sport/