يعتبر مدرب منتخب ويلز كريس كولمان صانع الحلم الويلزي الذي يتمثل بالمشاركة في اول بطولة كبرى منذ عام 1958، لكن هذا الانجاز اللافت جاء من رحم المأساة.
ذلك ان كولمان (45 عاما) استلم منصبه بعد انتحار اقرب صديق له وزميله السابق في منتخب ويلز غاري سبيد في تشرين الثاني/نوفمبر 2011 خلال توليه الاشراف على منتخب بلاده.
وصف كولمان تلك الحادثة بانها "اسوأ، اسوأ، اسوأ يوم في حياتي"، وعندما نجح في قيادة ويلز الى النهائيات في تشرين الاول/اكتوبر الماضي كانت افكاره تجاه صديقه السابق "اريد تحية صديقي الرائع غاري سبيد الذي لم يعد بيننا لكنه سيبقى دائما في بالي".
واضاف "لعب غاري سبيد دورا كبيرا في عملية بناء هذا الفريق".
ولد كولمان في سوانسي جنوب ويلز في 10 حزيران/يونيو عام 1970 وكان من اشد انصار ليفربول لكنه انضم الى صفوف الفئات العمرية في مانشستر سيتي قبل ان يتركه لاشتياقه الى مدينته.
عاد الى نادي مسقط رأسه سوانسي سيتي قبل ان يدافع عن الوان اندية كريستال بالاس، بلاكبيرن روفرز وفولهام بالاضافة الى تمثيله بلاده في 32 مباراة دولية قبل ان يصاب بكسر في ساقه في حادث سير ليعتزل مبكرا وتحديدا في تشرين الاول/اكتوبر عام 2002.
عمل مساعدا للمدرب جان تيغانا في فولهام قبل ان يحل بدلا من الفرنسي في نيسان/ابريل عام 2003 وخالف التوقعات بقيادته النادي الطموح الى المركز التاسع في الدوري الانكليزي الممتاز في اول موسم له بين الكبار.
لكن على لارغم من تثبيت وضعية فولهام بين اندية النخبة، لم يتمكن من المحافظة على النجاحات ذاتها قبل ان يقال من منصبه في نيسان/ابريل عام 2007.
اشرف بعدها على اندية ريال سوسييداد الاسباني، كوفنتري سيتي ولاريسا اليوناني قبل ان يستلم تدريب منتخب بلاده خلفا لسبيد في شباط/فبراير عام 2012.
لم يكن خيار كولمان شعبيا بين انصار المنتخب وكانت بدايته سيئة للغاية في اول مباراة رسمية له بسقوط فريقه امام صربيا 1-6 في تصفيات كأس العالم في ايلول/سبتمبر عام 2012 وكان يفكر رسميا بالاستقالة من منصبه.
لكن الامور تغيرت كليا مع بداية تصفيات كأس اوروبا 2016 حيث نجح في بناء فريق صلب في الخط الخلفي معتمدا على الهجمات المرتدة بفضل سرعة النفاثة غاريث بايل.
كان المنتخب البلجيكي المنافس الابرز في التصفيات لكن ويلز نجحت في انتزاع اربع نقاط منه لتضمن اول مشاركة لها في بطولة كبرى وتحديدا منذ كأس العالم عام 1958.
ويؤكد كولمان بان منتخب بلاده لن يكون متواجدا في النهائيات المقررة في فرنسا كزيادة عدد ويقول في هذا الصدد "لن نذهب الى هناك من اجل السياحة والاستمتاع بالمناظر الجميلة. اعتقد باننا نملك اللاعبين القادرين على التغلب على اي منتخب".
يبقى ان يضع كلامه موضع التنفيذ خلال النهائيات القارية.
التعليقات