مع تجربة نادرة باشرافه على تدريب الفرق الثلاثة الكبيرة في البرتغال، بورتو وبنفيكا وسبورتينغ لشبونة، فان فرناندو سانتوس عاد من "منفاه" في اليونان لمحاولة الفوز مع منتخب بلاده بأول لقب دولي له في كأس اوروبا 2016 في فرنسا.

ورغم عقوبة الايقاف لثماني مباريات، خفضت لمباراتين بعد الاستئناف، بسبب تهجمه على المسؤولين عقب خسارة اليونان امام كوستاريكا بركلات الترجيح في مونديال البرازيل 2014، فان الاتحاد البرتغالي لم يتردد في التعاقد معه لقيادة المنتخب خلفا لباولو بنتو.

نجح سانتوس تماما في التصفيات حيث تصدر منتخب البرتغال ترتيب المجموعة السابعة برصيد 21 نقطة من ثماني مباريات، فحقق المنتخب تحت اشرافه سبعة انتصارات بعد الخسارة الوحيدة التي كان تعرض لها تحت اشراف بنتو امام البانيا في عقر داره.

المهمة الرئيسية لسانتوس (61 عاما)، كما كان حال اسلافه، بنتو وكارلوس كيروش والبرازيلي لويز فيليبي سكولاري، هي استخراج الافضل من افضل لاعب في العالم ثلاث مرات كريستيانو رونالدو على الصعيد الدولي.

واذا كان رونالدو اصبح الهداف التاريخي لبلاده، فانه يتعين عليه ان يترك بصمته مع المنتخب في بطولة دولية كبيرة كما فعل على صعيد الاندية حيث سجل نحو 600 هدف مع فريقه الحالي ريال مدريد الاسباني والسابق مانشستر يونايتد الانكليزي.

ويملك منتخب البرتغال بوجود رونالدو فرصة سانحة خاصة انه وقع في مجموعة سهلة نسبيا هي الثامنة الى جانب النمسا والمجر وايسلندا التي تشارك في النهائيات للمرة الاولى.

ويؤمن سانتوس ان مفتاح النجاح يتمثل بتخفيف العبء عن رونالدو من خلال بناء الفريق من حوله.

ويقول "ابحث عن حل لتعزيز قوة كريستيانو من خلال مميزات لاعبي فريقي"، مضيفا "لا يمكنك ان تطلب من كريستيانو ان يلعب كجناح في الدفاع لانه يبذل جهدا واضحا في الهجوم، كونه افضل لاعب في العالم، وأكثر اللاعبين غزارة في الاهداف، فانه لا يمكنه ان يكون مدافعا".

وعلى النقيض من ذلك، فان انجازات سانتوس نجح في قيادة منتخب اليونان، صاحب المهارات الاقل على الصعيد الفردي مما سيتوفر له في فرنسا مع منتخب بلاده، الى الادوار الاقصائية في كأس اوروبا 2012 ومونديال 2014، هي أكبر مما حققه في مسيرته التدريبية الطويلة على صعيد الاندية.

ويبقى مفتاح النجاح بالنسبة الى البرتغال في امكانية تطبيقه نفس التنظيم والتكتيك الدفاعي كما طبق مع منتخب اليونان، خصوصا ان الخط الخلفي في منتخب البرتغال يعتبر من نقاط الضعف بسبب تقدم عناصره في السن مع دخول لاعبي ريال مدريد الاسباني وفنربغشة التركي بيبي وبرون الفيش على التوالي نادي الثلاثين، ومعهما المخضرم ريكاردو كارفاليو وهو في الثامنة والثلاثين.

نبذة شخصية

ولد سانتوس في لشبونة عام 1954، وكان تجربته كلاعب متواضعة في مركز الجناح الايسر بين 1971 و1975 في فريقي ماريتيمو واستوريل-برايا. ولكن سجله التدريبي يمتد قرابة ثلاثين عاما، فبدأ مع استوريل بين 1987 و1994، وتولى لاحقا تدريب فرق استريلا دا امادورا وبورتو وسبورتينغ وبنفيكا في بلاده، وكانت له علاقة قوية مع اليونان فاشرف على ايك اثينا (2001-2002 ثم 2004-2006) وباناثينايكوس (2002-2003) وباوك سالونيكي (2007-2010) ومنتخب اليونان (2010-2014).

ويتولى منذ 2014 تدريب منتخب البرتغال.