ازداد الضغط على الانكليزي سيباستيان كو رئيس الاتحاد الدولي لالعاب القوى بعد ان عرضت محطة "بي بي سي" البريطانية وثائقيا اكدت فيه انه انتخب رئيسا بحصوله على اصوات جيرها له نجل الرئيس السابق السنغالي لامين دياك.

وذهب الوثائقي الذي بث الخميس الى حد اتهام كو بالكذب بشأن تاريخ معرفته بفضيحة المنشطات التي تضرب رياضة العاب القوى.

وانتخب كو في آب/اغسطس الماضي رئيسا للاتحاد الدولي لالعاب القوى بعد منافسة شرسة مع الاوكراني سيرغي بوبكا، وخلف دياك الذي اتهم لاحقا بالفساد وبالتستر على فضائح الفساد وتحديدا الروسية منها.

واوقف دياك عن ممارسة اي نشاط رياضي، وتجري السلطات الفرنسية تحقيقا معه ومع نجله واشخاص آخرين خصوصا في مجال المنشطات اتهموا بغض النظر عن الحالات الايجابية للعدائين الروس.

ويأتي تقرير المحطة البريطانية قبل ساعات من اجتماع هام لمجلس الاتحاد الدولي لالعاب القوى لاتخاذ قرار بالابقاء على ايقاف نظيره الروسي ومنع عدائيه من المشاركة في اولمبياد ريو او رفع الايقاف والسماح لهم بذلك.

وكان الاتحاد الدولي لالعاب القوى اتخذ قرارا بايقاف الاتحاد الروسي موقتا في تشرين الثاني/نوفمبر 2015 ومنع رياضييه من المشاركة في اي بطولة دولية بسبب فضيحة منشطات على نطاق واسع.

وتؤكد المحطة ان كو (59 عاما) انتخب رئيسا في العام الماضي بفضل الاصوات التي جمعها له نجل سلفه لامين دياك، بابا ماساتا دياك، وانه كذب حول التاريخ الذي علم به بفضيحة المنشطات.

واستندت "بي بي سي" في تأكيدها الى تبادل للرسائل النصية بين كو وبابا ماساتا دياك، وايضا نيك ديفيس، المساعد السابق لكو الذي اوقف موقتا الاسبوع الماضي من قبل لجنة الخلاق في اتحاد العاب القوى في اطار فضيحة المنشطات الروسية وتداعياتها.

ونفى الاتحاد الدولي لالعاب القوى في بيان له على الفور اي مخالفات، تماما كما كان نفى ان يكون رئيسه على علم بتفاصيل التنشط المنظم في روسيا قبل انكشاف الفضيحة، وذلك ردا على تقرير بهذا الشأن بثته محطة "اي ار دي" الالمانية في كانون الاول/ديسمبر 2014.

وجاء في البيان "ان فرضية ان يكون سيب كو قد بحث عن نصائح من بابا ماساتا دياك في حملته خاطئة".

وتابع "كما هو الحال في كل حملة، فان اشخاصا كثيرين يعرضون خدماتهم - في حال اردنا ذلك ام لا، وفي حال كانت مؤثرة ام لا. يجب ان تبقى متنبها. انها حالة السيد دياك. لقد ارسل رسائل دعم، في حين انه في الوقت ذاته كان يؤيد مرشحين آخرين ويتهم سيب كو بقيادة حملة في الاعلام البريطاني ضده وضد والده".

وبالنسبة الى فضيحة المنشطات الروسية، فان "بي بي سي" وصحيفة "دايلي ميل" اكدتا وجود بريد الكتروني مرسل من كو يتضمن بيانات مرفقة يشرح فيه نظام الابتزاز والفساد الذي يحيط به، لا سيما في حالة عداءة الماراثون الروسية ليلا شوبوخوفا.

وبشأن علم كو بفضيحة المنشطات قبل اربعة اشهر من الموعد الذي اكد فيه معرفته بالامر في شهادته امام البرلمان البريطاني حول هذا الموضوع، فان الاتحاد الدولي لالعاب القوى دافع مجددا عن رئيسه، مشيرا الى انه تابع هذه الادعاءات من الوقت الذي ابلغته لجنة الاخلاق، المستقلة، بأنها تجري تحقيقات حول هذه الاتهامات.

- الفضيحة الروسية -

وتواجه روسيا فضيحة منشطات كبرى بدأت منذ ذلك الحين مع نشر تقرير للجنة مستقلة شكلتها الوكالة الدولية لمكافحة المنشطات (وادا) واظهرت "تنشطا منظما" في روسيا خصوصا في العاب القوى.

وفضلا عن ايقاف الاتحاد الروسي لالعاب القوى، فان وادا اوقفت العمل بالمختبر الروسي لمكافحة المنشطات بسبب انتهاكات خطيرة للوائحه، قبل ان يتم الاتفاق بين الطرفين بعد أشهر على صيغة عمل جديدة تتطابق مع المعايير الدولية.

وتزاحمت الاحداث منذ قرار الايقاف، وقام وفد وادا والاتحاد الدولي لالعاب القوى بعدة زيارات الى روسيا للبحث في الخطوات المزمع اتخاذها لاعادة الامور الى نصابها، واعتمدت روسيا بالفعل سلسلة من الاجراءات أملا في ابعاد شبح الايقاف عن عدائيها وعداءاتها واتاحة الفرصة لهم بالمشاركة في اولمبياد ريو من 5 الى 21 اغسطس المقبل.

لكن تقريرا لوادا مساء الاربعاء الماضي كشف عن رفض او الغاء الوكالة الدولية 736 فحصا روسيا للمنشطات منذ تشرين الثاني/نوفمبر 2015 لاسباب تبدأ من جمع العينات وصولا الى مكان وجود الرياضيين، ما يؤشر الى استمرار النظرة السلبية تجاه مكافحة المنشطات في روسيا، واحتمال ان ينسحب ذلك على قرار الاتحاد الدولي لالعاب القوى الجمعة بابقاء العقوبة.

وافاد تقرير وادا ان مراقبي المنشطات في روسيا هددوا بالاستبعاد من قبل اجهزة روسية سرية بينما كانوا يحاولون اجراء الفحوصات على رياضيي البلاد.