جاء اختيار الاتحاد الإنكليزي للمدرب سام الاردايس لتولي الجهاز الفني لمنتخب الأسود الثلاثة في ظروف عسيرة يمر بها المنتخب، بعد إقصائه مبكراً من بطولة أمم كاس أوروبا 2016، والذي تسبب هذا الخروج في استقالة الناخب روي هودجسون قبل عامين عن إنقضاء عقده مع إتحاد منتخب بلاده.

وبسبب هذه الظروف التي تمر بها الكرة الإنكليزية على مستوى منتخبها الأول، فإن الناخب الجديد&الاردايس يستعد لخوض هذه التجربة، التي توصف بالمغامرة المحفوفة المخاطر بالنظر إلى التحديات الصعبة التي تواجهه في مستهل مشواره مع الأسود الثلاثة.
&
التحدي الأول:
العمل على تجاوز فشل بطولة أمم أوروبا 2016 بشكل سريع، ثم إعادة الثقة بلاعبي المنتخب&من خلال تحقيق نتائج إيجابية في تصفيات مونديال روسيا 2018 ، يساهمان في بلوغه النهائيات رغم أن المهمة لن تكون سهلة في ظل قوة المنتخبات التي تتواجد في مجموعته، والتي تضم منتخبات اسكتلندا وسلوفاكيا وسلوفينيا وليتوانيا ومالطا، خاصة أن المنتخب الإنكليزي أصبح يعاني من عقدة المنتخبات المغمورة غير المرشحة، مثلما حدث في يورو 2016 عندما تعرض للإقصاء من البطولة على يد الوافد الجديد على البطولة المنتخب الآيسلندي .
&
ويتعين على منتخب الأسود الثلاثة بإشراف المدرب سام الاردايس عدم الإكتفاء بالنتائج بل العمل على تقديم أداء راقٍ.
&
التحدي الثاني:
إنهاء حالة الصيام التي يمر بها المنتخب الإنكليزي عن التتويج بألقاب البطولات الكبرى منذ 50 عاماً، أي منذ إحرازه اللقب الوحيد في تاريخه عندما توج بلقب كأس العالم 1966 التي أقيمت على أراضيه، فضلاً عن فشله في بلوغ المربع الذهبي لأي بطولة خاضها منذ مونديال 1990 بإيطاليا، وبطولة أمم أوروبا 1996 بإنكلترا.
&
&وأصبح يتعين على سام الاردايس قيادة الإنكليز لتحقيق نتيجة جيدة في مونديال 2018 بروسيا، وليس الاكتفاء ببلوغ النهائيات فقط، مثلما تعودت عليه الجماهير الإنكليزية التواقة لرؤية الأسود يصعدون إلى منصات التتويج واستعادة المنتخب قوته وقدرته على منافسة المنتخبات الكبيرة على غرار ألمانيا وإسبانيا والأرجنتين و البرازيل.
&
التحدي الثالث:
يلزم على الاردايس إقناع كافة المنتمين للكرة الإنكليزية سواء وسائل الإعلام أو الجماهير، وخاصة إتحاد الكرة بجودة العمل الذي يقوم به على رأس الجهاز الفني لمنتخب الأسود الثلاثية، من أجل نيل ثقتها، والاستمرار في منصبه لأطول فترة ممكنة، حتى يعود الاستقرار للإدارة التقنية للمنتخب الإنكليزي الذي فقدوه في السنوات العشر الأخيرة، بعدما لجأ الاتحاد إلى تغيير الناخب الوطني خمس مرات، حيث يعتبر السويدي زفين غوران ايريكسون آخر مدرب استمر على رأس الجهاز الفني للمنتخب ستة أعوام من عام 2000 وحتى عام &2006.&
&
ولتحقيق ذلك يحتاج الاردايس أولا إلى تسجيل نتائج إيجابية في الاستحقاقات الرسمية، بالإضافه إلى وضعه إستراتيجية للنهوض بالكرة الإنكليزية التي تراجعت نتائجها سواء على مستوى المنتخب الأول أو المنتخبات السنية، مع تطويع الطفرة التي يعيشها الدوري الممتاز لصالح المنتخب.
&
التحدي الرابع:
هو ضرورة التوظيف الجيد للجيل الذهبي الذي تتوفر عليه إنكلترا في الوقت الحالي، من أجل بلوغ الهدف المنشود، فمنتخب الأسود الثلاثة يتوفر على مجموعة هامة من العناصر اللامعة حالياً، في صورة جيمي فاردي وهاري كين وديلي ألي وماركوس راشفورد ورحيم ستيرلينغ و دانييل ستوريدج وأسماء أخرى فرضت نفسها مع أنديتها في الدوري الإنكليزي الممتاز، رغم الغزو الأجنبي لمسابقة البريميرليغ.&
&
وقد اثبت هؤلاء اللاعبون أنهم جيدون، ويحتاجون فقط للتوظيف الإيجابي من قبل الناخب الوطني، وهي المهمة التي فشل فيها روي هودجسون، حيث لا يرغب الجمهور الإنكليزي التفريط في هذا الجيل بعدما تم التفريط في الجيل الذهبي الذي سبقه&بقيادة فرانك لامبارد وستيفن جيرارد وآشلي كول وواين روني وجون تيري وآخرين.
&
التحدي الخامس:
يتعلق بأسلوب لعب المنتخب الإنكليزي الذي يمثل الهوية التكتيكية التي يعرف بها، بعدما فقدها في نهائيات كأس أمم أوروبا 2016 ، عندما خاض روي هودجسون منافسات البطولة بالاعتماد على أسلوب عقيم &يقوم على الاستحواذ على الكرة بوتيرة بطيئة دون قدرة على نقل الخطورة إلى مرمى الفريق المنافس، وهو الأسلوب الذي لاقى انتقادات كثيرة من قبل الخبراء والإعلام والجماهير في إنكلترا، وكان أحد أهم أسباب الإقصاء.
&
وأصبح سام الاردايس مطالبًا الآن بإستعادة هوية الكرة الإنكليزية التي تجسدت في منتخبها، والتي تعتمد باللعب المباشر ورفع وتيرة التحضير للهجمات والاعتماد على الكرات الطويلة لإرباك المنافس، وهو الأسلوب الذي يجيده اللاعب الإنكليزي لأنه يتعلمه منذ بداية مشواره الكروي، ليصبح المدرب الجديد عليه لزامًا تحديد واختيار الأسلوب التكتيكي الذي يلائم مهارات وقدرات اللاعبين، ويساعدهم على تقديم أفضل أداء فني ممكن من أجل تحقيق أحسن النتائج.