انطلق حفل افتتاح الألعاب الأولمبية الصيفية في ريو دي جانيرو الجمعة الساعة الثامنة مساء بالتوقيت المحلي (23 ت غ) في ملعب ماراكانا. وهذه أولى ألعاب تقام في أميركا الجنوبية، في ظل أوضاع سياسية واقتصادية حرجة في البرازيل

ريو دي جانيرو: قال تامر (75 عاما) في كلمة تقليدية مقتضبة "اعلن افتتاح الالعاب الاولمبية"، بحضور 45 رئيس دولة وحكومة ونحو 60 الف متفرج ملأوا 3 جهات من مدرجات ملعب ماراكانا الاسطوري، فيما خصصت الرابعة لفقرات العرض الفني في الاحتفال.

وتقدم الضيوف الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند ورئيس الوزراء الايطالي ماتيو رينتسي والرئيس المجري يوناش آدر ورئيس وزرائه فيكتور اوربان، اضافة الى وزير الخارجية الاميركي جون كيري، وامين عام الامم المتحدة الكوري الجنوبي بان كي مون.

الهدف الرئيس من زيارة هؤلاء الضيوف الترويج لباريس وروما وبودابست ولوس انجليس على التوالي، المدن الاربع المرشحة لاستضافة اولمبياد 2024 قبل عام من اختيار المدينة المضيفة في سبتمبر 2017 خلال اجتماع للجنة الاولمبية الدولية في ليما عاصمة البيرو.

وتظاهر الاف الاشخاص خارج اسوار الملعب منذ ساعات الصباح، وعبر قسم منهم عن دعمهم الرئيسة المجمدة مهامها ديلما روسيف، وطالب القسم الاخر بإقالتها وتنصيب نائبها الرئيس بالوكالة تامر.

وتجمع نحو 3 الاف شخص بالقرب من فندق بالاس اوتيل الفاخر على شاطئ كوباكابانا الساحر واحد افضل المواقع البحرية في العالم، حيث يقيم اعضاء اللجنة الاولمبية الدولية وضيوفهم وحملوا يافطات تعبّر عن معارضتهم تنظيم العرس الاولمبي في البرازيل، واحدة منها كتب عليها "لا للالعاب الاولمبية" تحت نظر نزلاء الفندق الذين راقبوا المحتجين من الفناء العلوي.

يشارك في الدورة 11288 رياضيا (6182 رجلا و5106 سيدات) سيتنافسون على 306 ميداليات ويمثلون 207 دول اوفدت ما مجموعه 14802 شخص بين رياضي ومدرب ورسمي، فضلا عن وفد من اللاجئين برعاية اللجنة الاولمبية الدولية.

ويقوم بتغطية المنافسات نحو 5800 صحافي من مختلف وسائل الاعلام المكتوبة والمرئية والمسموعة ووسائل التواصل الاجتماعي في العالم، وتتوقع البرازيل وصول نحو 500 الف زائر خلال الالعاب فخصصت لحمايتها 47 الف شرطي و38 الف عسكري، فضلا عن مساندة رمزية خارجية من الدول المشاركة والانتربول.

وضع سياسي غير مستقر
وتستضيف ريو دي جانيرو (اكثر من 6 ملايين نسمة) واهم ثاني مدينة بعد ساو باولو (اكثر من 12 مليونا) التي تشتهر بأحياء الصفيح الفقيرة، الالعاب في اجواء ملبدة جدا ووضع سياسي غير مستقر، حيث ستكون الايام الاخيرة من الشهر الحالي حاسمة بالنسبة الى اقالة الرئيسة روسيف.

وقررت ديلما روسيف وسلفها ايناسيو لولا دا سيلفا الذي كان له الباع الطويل في حصول ريو دي جانيرو على شرف الاستضافة، مقاطعة حفل الافتتاح.

وصوّتت امس الخميس عشية افتتاح الالعاب لجنة خاصة في مجلس الشيوخ البرازيلي على اقالة الرئيسة اليسارية، ويمهد هذا التصويت لقرار نهائي في شأن روسيف ينبغي ان يتخذه مجلس الشيوخ برمته في نهاية اغسطس، بعد بضعة ايام من انتهاء الالعاب الاولمبية. 

وعلق مجلس الشيوخ في 12 مايو مهمات الرئيسة اليسارية وعهد الى نائبها السابق ميشال تامر رئاسة البرازيل بالوكالة. وتتهم روسيف التي اعيد انتخابها لولاية ثانية من 4 سنوات نهاية 2014، بالتلاعب بالمال العام وبتوقيع مراسيم انفاق خارج اطار الموازنة من دون موافقة البرلمان المسبقة.

وتظاهر الأحد، قبل 5 أيام من افتتاح الألعاب، آلاف الأشخاص في مدن برازيلية عدة للمطالبة بالرحيل النهائي للرئيسة ديلما روسيف عن السلطة، فيما تظاهر آخرون تأييدا لها، فيما نظمت مسيرات أقل حجما ضد خصمها تامر بدعوة من منظمة تدعى "جبهة الشعب غير الخائف". وتعتبر روسيف أنها ضحية "انقلاب برلماني" يقف خلفه تامر.

وكان الخوف من فيروس زيكا المتنشر في ارجاء البرازيل وحصد نحو 1.5 شخص، عاملا رئيسا واضافيا في عدم الاستقرار ادى الى هروب بعض النجوم خصوصا في رياضة الاغنياء "الغولف" وبعض نجوم كرة المضرب ايضا.

رافق الوضع غير المستقر في البلد المضيف عدم استقرار على الصعيد الاولمبي في الفترة الاخيرة حيث فرضت المنشطات في الرياضة الروسية نفسها وبات مصير الرياضيين الروس بين أخذ ورد الى ان تم الخميس قبول مشاركة 271 من قائمة اعدتها اللجنة الاولمبية الروسية ضمت 389 رياضيا ورياضية.

حفل لبلسمة القلوب المكلومة 
اعطيت اشارة الانطلاق على وقع موسيقى السامبا لأول دورة تقام في اميركا الجنوبية، في بلد سينسى، ولو موقتا، أزمته السياسية والاقتصادية الحادة.

وحدد المخرج البرازيلي فرناندو ميريلش الهدف "ليكن حفل الافتتاح بلسما لقلوب البرازيليين المكلومة. يمكن للبرازيليين ان ينظروا اليه ليقولوا نحن شعب طيب، نحن لسنا مجموعات عرقية، نحن نعيش معا ونحن لم نرد يوما الحرب. اننا شعب مسالم ونعرف كيف نستمتع بالحياة وان نكون سعداء".

وتنوي البرازيل من خلال استضافة الالعاب محو ذكرى مونديال 2014 الذي استضافته وحلت رابعة فيه بعد نتائج سيئة وغير مسبوقة، ويأمل منتخبها الاولمبي بقيادة نجم برشلونة الاسباني نيمار باحراز اللقب الوحيد الذي لا يزال عصيا عليه بعد ان اقترب مرات عدة من الذهب آخرها في اولمبياد لندن 2012 حيث خسر امام نظيره المكسيكي 1-2 في النهائي.

كلمة رئيس اللجنة الاولمبية الدولية
في ما يلي كلمة الالماني توماس باخ رئيس اللجنة الاولمبية الدولية في افتتاح العاب ريو دي جانيرو الاولمبية الصيفية الجمعة في ملعب ماراكانا:

"هذه لحظة المدينة الرائعة. اولى الألعاب في اميركا الجنوبية، ستنطلق من البرازيل الى العالم اجمع. اللجنة المنظمة، السلطات البرازيلية على كل الاصعدة ستكون فخورة الليلة. مع الالعاب الاولمبية كمحفز، لقد حققتم في 7 سنوات فقط ما كان تحلم به اجيال سابقة قبلكم. لقد حولتم ريو الجميلة الى مدينة حديثة واصبحت اجمل بفضلكم".

تابع: "اعجابنا اكبر لانكم تمكنتم من ذلك في وقت صعب في تاريخ البرازيل. لقد امنا بكم دوما.. شغفكم بالرياضة وحبكم للحياة مصدر الهام لنا. فلنحتفل معا بالالعاب الاولمبية في هذا البلد الكبير، البرازيل".

واضاف: "افضل سفراء لهذه الروح البرازيلية هم الاف المتطوعين. شكرا جزيلا لكم. نعيش في عالم من الازمات، عدم الثقة وعدم اليقين. هذا هي اجابتنا الاولمبية: افضل 10 الاف رياضي في العالم، يتنافسون معا في الوقت نفسه ويعيشون بسلام في القرية الاولمبية، يتشاركون الطعام والمشاعر. في هذا العالم الاولمبي، هناك قانون واحد شامل للجميع. في هذا العالم الاولمبي نحن جميعا على قدم المساواة. في هذا العالم الاولمبي نرى ان القيم الانسانية المشتركة لدينا اقوى واصلب من القوى التي تريد التفريق بيننا".

واضاف: "لذا ادعوكم انتم الرياضيين الاولمبيين: احترموا انفسكم، احترموا الاخرين، احترموا القيم الاولمبية التي تجعل من الالعاب فريدة لكم وللعالم اجمع. نعيش في عالم تسيطر عليه الانانية، ويدعي البعض التفوق على الاخرين. هذه اجابتنا الاولمبية: في روح التضامن الاولمبي ومع فائق الاحترام، نرحب بفريق اللاجئين الاولمبي".

اردف: "اعزائي رياضيي فريق اللاجئين: انتم تبعثون برسالة امل لملايين اللاجئين حول العالم. اضطررتم للسفر من بلادكم بسبب العنف، الجوع، او لانكم فقط مختلفون. الان ومع موهبتكم الرائعة وروحكم الانسانية تساهمون بشكل كبير في المجتمع". وتابع: "في هذا المجتمع الاولمبي لا نتسامح فقط مع التنوع. في هذا العالم الاولمبي نرحب بكم كإثراء لوحدتنا في التنوع.. هناك الملايين حول العالم يساهمون بطرق مختلفة لتحسين عالمنا من خلال الرياضة. لتكريم هذه الشخصيات البارزة الذين يضعون الرياضة في خدمة الانسانية، اطلقت اللجنة الاولمبية الدولية تكريما فريدا من نوعه سيمنح للمرة الأولى".

وختم: "السيدات والسادة، تكريما لانجازاته البارزة في مجال التعليم، الثقافة، التنمية والسلام عبر الرياضة، من خلال الروح الاولمبية الحقيقية، يمنح الغار الاولمبي الى الاولمبي العظيم وفاعل الخير الاولمبي العظيم السيد كيبتشوغ كينو... فلنحتفل كلنا بالالعاب على الطريقة البرازيلية".

شاهد الصور: