ردت روسيا بغضب على تأييد محكمة التحكيم الرياضية للقرار الذي أصدرته سابقا الجنة الدولية لذوي الاحتياجات الخاصة (البارالمبية) بحظر مشاركة كل الرياضيين الروس في أولمبياد ذوي الاحتياجات الخاصة المقررة الشهر المقبل في ريو دي جانيرو بالبرازيل.

ووصف رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيديف الحظر، الذي فُرض بسبب اتهامات تتعلق بالمنشطات، بأنه "قرار مُغرض".

وكانت محكمة التحكيم الرياضية أيدت الثلاثاء القرار الذي أصدرته اللجنة الدولية لذوي الاحتياجات الخاصة (IPC) بحظر مشاركة كل الرياضيين الروس في هذه الأولمبياد.

وقد اتخذت اللجنة قرارها بناء على ما توصل إليه تقرير مكلارين، الذي كشف عن وجود برنامج للمنشطات ترعاه الدولة الروسية.

وقال ميدفيديف إن "حظر لاعبينا من المشاركة في أولمبياد ذوي الاحتياجات الخاصة في ريو 2016 هو قرار مُغرض تدفعه رغبة في التخلص من منافسين أقوياء".

وقال اندريه ستروكين الأمين العام للجنة الأولمبية الروسية لذوي الاحتياجات الخاصة إن معنويات اللاعبين انخفضت "لأن (هذه الألعاب) في أغلب الأحيان تمثل للشخص المعاق الفرصة الوحيدة لإدراك الذات وتحقيق شيء في الحياة".

ووصف رومان بيتوشكوف، وهو بطل روسي شارك في أولمبياد ذوي الاحتياجات الخاصة ست مرات، القرار بأنه "غير إنساني" و"عار".

وقال لاعب الوثب الطويل فاديم اليوشكن إن الرياضيين هم فقط "بيادق في لعبة كبيرة ليس لنا دخل فيها".

لكن كارين بيكرنغ، وهي بطلة بريطانية شاركت في الأولمبياد أربع مرات وبطلة عالم لأربع مرات أيضا، أشادت بالقرار.

وقالت: "هناك رغبة حقيقة الآن بين الرياضيين بأننا لا نريد (تكرار) أي من حوادث الخداع السابقة بشأن المنشطات في الألعاب الأولمبية".

مارغريتا غونوتشاروفا الحائزة على ميدالية ذهبية ثلاث مرات في الأولمبياد البارالمبية من بين الرياضيين الروس الذين يطالهم الحظر ولن تشارك في ريو

وقال كريغ سبينس عضو اللجنة الدولية الأولمبية لذوي الاحتياجات الخاصة إن اللجنة لديها "تعاطف كبير" مع الرياضيين الروس، وقال إن القرار جاء مدفوعا بأدلة على وجود نظام للمنشطات ترعاه الدولة.

ولم تقدم اللجنة الروسية الأولمبية لذوي الاحتياجات الخاصة أي أدلة تنفي الوقائع التي قدمتها اللجنة الدولية لذوي الاحتياجات الخاصة.

موقف مختلف

وجاء قرار اللجنة الأولمبية الدولية لذوي الاحتياجات الخاصة مناقضا لقرار اللجنة الأولمبية الدولية التي فضلت عدم فرض حظر شامل على جميع اللاعبين الروس في الألعاب الأولمبية.

وتعرضت اللجنة الأولمبية الدولية لانتقادات واسعة بسبب تجاهلها للتوصية التي تقدمت بها الوكالة الدولية لمكافحة المنشطات "وادا" بفرض حظر شامل على روسيا.

وفي مقابل ذلك، جرى تفويض كل اتحاد رياضي بصلاحية تحديد السماح بمشاركة اللاعبين الروس أم لا، وتقوم بعدها لجنة تضم ثلاثة أشخاص تابعة للجنة الدولية الأولمبية بالفصل النهائي في المشاركة من عدمها.

وفي نهاية المطاف، سمح لأكثر من 270 من الرياضيين الروس بالمشاركة في الاولمبياد مما نتج عنه فوز روسيا بـ 56 وساما.

وكانت روسيا تنوي المشاركة بـ 267 من رياضييها المعاقين في 18 مجالا. وجاء في منطوق قرار محكمة التحكيم الرياضية انها (اي المحكمة) لم تأخذ بنظر الاعتبار "حقوق العدالة الطبيعية او الحقوق الشخصية" للرياضيين الروس عندما توصلت الى قرارها.

وأكد محامي الفريق البارالمبي الروسي اليكسي كاربينكو ان قرار المحكمة يعد نهائيا، وقال إن اللجنة البارالمبية الروسية قد تسعى الى استئناف القرار امام المحكمة السويسرية العليا ولكن ذلك سيستغرق وقتا طويلا قد يصل الى سنتين.

وقال "لذا لن يشارك الرياضيون الروس في اولمبياد المعاقين في كل الاحوال".

روسيا نالت 80 ميدالية بينها 30 ذهبية في أولمبياد سوتشي لذوي الاحتياجات الخاصة، وهو أفضل إنجاز على الإطلاق يتحقق في دورة بارالمبية شتوية

أمل في التغيير

وكان رئيس اللجنة البارالمبية الدولية، البريطاني السير فليب كريفن، وصف نظام منع تناول المنشطات المعمول به في روسيا بأنه "فاسد وغير صالح ومفضوح بالكامل"، قائلا إن ذلك النظام "يضع الاوسمة فوق الاخلاق".

وقال كريفن إن اليوم "ليس يوما للاحتفال"، مضيفا بأنه "يشعر بالكثير من التعاطف مع الرياضيين الروس الذين سيتغيبون عن الاولمبياد".

وأضاف بأن هذا القرار يمثل "يوما حزينا للحركة البارالمبية، ولكن نأمل في أن يكون أيضا يوم ولادة جديدة. نأمل في أن يكون هذا القرار عاملا مساعدا للتغيير في روسيا وأن نتمكن من الترحيب مجددا باللجنة البارالمبية الروسية في عضوية اللجنة الدولية مع اطمئناننا بأنها تنفذ التزاماتها فيما يتعلق عدالة المسابقات بالنسبة للجميع".

سبب الحظر

كان أستاذ القانون الكندي ريتشارد ماكلارين نشر تقريرا مستقلا للوكالة الدولية لمكافحة المنشطات "وادا" توصل إلى أن وزارة الرياضة الروسية تلاعبت بعينات من البول تخص لاعبيها بين عامي 2011 و2015.

وحدد التقرير بالضبط 27 عينة تتعلق بثمان رياضات لذوي الاحتياجات الخاصة من بينها خمس رياضات صيفية وبعضها تقع تحت سلطة اللجنة الدولية لذوي الاحتياجات الخاصة.