لا تزال حصيلة منتخبات شمال إفريقيا من كاس أمم إفريقيا متواضعة بل ضعيفة مقارنة مع حضورها شبه الدائم في هذه البطولة وهو ما يكشفه عدد الألقاب التي نالتها المنتخبات الأربعة التي شاركت في المنافسة و هي منتخبات الجزائر و المغرب و تونس و ليبيا بينما لم يسبق لمنتخب موريتانيا أن بلغ النهائيات حتى الآن.

ولغاية الدورة الثلاثين المنصرمة التي أقيمت عام 2015 بغينيا الاستوائية بلغ إجمالي مشاركة المنتخبات المغاربية الأربعة 51 مشاركة بعدما خاض المنتخب الجزائري النهائيات 16 مرة و شارك منتخب المغرب 15 مرة و ثلاث مشاركات لمنتخب ليبيا بينما شارك منتخب تونس 17 مرة و هو الأكثر حضورا في نهائيات الكان .

ورغم هذا الحضور إلا أن خزائن المنتخبات المغاربية لا تضم سوى ثلاثة ألقاب من كاس أمم إفريقيا حصلت عليها منتخبات اسود الأطلس في دورة 1976 و منتخب الخضر عام 1990 ثم منتخب نسور قرطاج عام 2004 بينما لم ينجح فرسان المتوسط بعد في نيل اللقب القاري بعد و يضاف إليها حصولها على لقب الوصافة ست مرات بعدما خسر المغرب نهائي دورة 2004 من تونس و خسرت الجزائر نهائي دورة 1980 من نيجيريا و خسرت ليبيا نهائي نسخة 1982 من غانا بينما خسرت تونس نهائي نسختي 1965 من غانا و 1996 من جنوب إفريقيا .

وبإجراء مقارنة بسيطة بين حصيلة المنتخبات الأربعة و حصيلة منتخب مصر لوحده يتضح الفارق الواسع بينهما إذ أن المنتخب المصري توج باللقب الإفريقي سبع مرات من خلال 22 مشاركة في النهائيات.

و رغم أن منتخبات شمال إفريقيا غالبا ما تخوض نهائيات الكان بأقوى ما لديها من نجوم خاصة المحترفين بالنسبة لمنتخبي الجزائر و المغرب و نجوم الترجي و الإفريقي و الساحلي بالنسبة لنسور قرطا ج إلا أن النتائج المحققة تبقى سلبية حيث تكتفي بالمشاركة و الخروج المبكر أو بلوغ الدور الثاني في أحسن الأحوال .

واللافت انه في الوقت الذي نجح ممثلو الجزائر و المغرب و بالأخص تونس في فرض هيمنة على كؤوس إفريقيا للأندية إلا أن ذلك لم يصاحبه سيطرة موازية لمنتخباتها على الكان حيث بقيت السيطرة تحت أقدام منتخب مصر و منتخبات إفريقيا السوداء نيجيريا و الكمرون و بعدها غانا و ساحل العاج و جنوب إفريقيا.

 واصطدمت المنتخبات المغاربية بعراقيل عديدة خلال حضورها نهائيات كاس أمم إفريقيا منها سوء التحكيم و تعرضها لظلم قضاة الكان فضلا عن فشلها في تقديم نفس المردود الفني عندما يتعلق الأمر بالنهائيات في شكل بطولة مجمعة عكس مباريات التصفيات كما أن هذه المنتخبات و خاصة المغرب و الجزائر تشبعت بالفكرة المونديالية مما جعلها تتعالى على كاس إفريقيا و تشارك من اجل تأدية الواجب ليس إلا خاصة في الدورات التي كانت تقام في نفس العام مع نهائيات كاس العالم حيث أصبح اللاعبون و الجمهور يفضلان تركيز الجهود على المونديال و بلوغ النهائيات أفضل من إحراز بطولة أو وصافة كاس إفريقيا و هي الثقافة التي سادت و شاعت في الملاعب المغاربية منذ أن تألق الخضر في مونديال اسبانيا 1982 و تألق الأسود في مونديال مكسيكو عام 1986.

و تشارك منتخبات المغرب و تونس و الجزائر في الدورة ال31 من نهائيات كاس إفريقيا التي تنطلق السبت بالغابون و كلها أمل لتحقيق نتائج ايجابية ترضي الجماهير التي تحلم بان يعود التاج الإفريقي إلى احد المنتخبات الثلاثة بعدما صامت عنه منذ العام 2004 تاريخ إحرازه من قبل تونس على الرغم من المعطيات الأولية التي تسبق بداية النهائيات لا تبشر بخير بعد الأداء المتواضع الذي قدمته المنتخبات الثلاثة في الوديات فضلا عن غياب الاستقرار على مستوى أجهزتها الفنية بعدما عدمت إلى تغيير أطقمها الفنية خلال التصفيات.