اختار الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) الجمعة النأي بنفسه عن قضية اندية المستوطنات الاسرائيلية التي تلعب في الضفة الغربية، معلنا انه سيلتزم "الحياد" في القضية، وسط انتقاد فلسطيني وترحيب اسرائيلي.

وبعدما كلف منذ أكثر من عامين لجنة دولية برئاسة الجنوب افريقي طوكيو سيكسويل، رفعت تقريرا بثلاث توصيات لحل القضية التي يطالب فيها الفلسطينيون بوقف ستة أندية تلعب بدعم وادارة من الاتحاد الاسرائيلي، لكونها تلعب على الاراضي المحتلة عام 1967، فضل الفيفا عدم التدخل في مسألة تتسم بـ "تعقيد وحساسية".

وعلى اثر اجتماع لمجلسه في مدينة كالكوتا الهندية، قال الاتحاد في بيان انه "إثر مرحلة استشارات قانونية مطولة، اتفق مجلس الفيفا على موقف بشأن إدارة كرة القدم في مناطق الضفة الغربية".

وأقرت الهيئة بأن "الوضع الحالي، لأسباب لا تتعلق بكرة القدم، يتصف بتعقيد وحساسية استثنائيين وبظروف واقعية معينة لا يمكن تجاهلها أو تغييرها من طرف واحد من قبل المنظمات غير الحكومية".

أضاف "بالنظر إلى أن الوضع النهائي لمناطق الضفة الغربية هو أمر يشغل السلطات القانونية العامة والدولية المختصة، فقد اتفق مجلس فيفا على ان فيفا، عملاً بالمبدأ العام المنصوص عليه في قوانينه، سيلتزم بالحياد فيما يخص الأمور السياسية".

وكان مجلس الاتحاد اعتبر خلال اجتماع له في أيار/مايو الماضي في المنامة، انه "من السابق لأوانه" اتخاذ قرار بشأن القضية.

والجمعة، اعتبر رئيس الاتحاد الدولي السويسري جاني انفانتينو ان القضية "معقدة بشكل استثنائي" على خلفية النزاع في الشرق الأوسط، وتشمل "مسائل قائمة منذ عشرة آلاف عام ولم يتم التوصل الى حل لها بعد، وكرة القدم لن تتوصل الى حل لها أيضا".

ورأى ان "أي تدخل في الستاتيكو القائم في هذه الأراضي، في كل المنطقة، بما يتعلق بكرة القدم، سيكون له أثر مفاقم" للمشكلة.

- مساواة بين "الضحايا والجناة" -

وفي تعليق أولي، اعتبر رئيس الاتحاد الفلسطيني جبريل الرجوب ان القرار يخالف "قوانين الفيفا (...) والقانون الدولي والقانون الانساني الدولي"، وان المجلس "تخلى عن التزامه المعلن تجاه حقوق الانسان".

ورأى المسؤول الفلسطيني انه لا يمكن للفيفا ان يقف "على مسافة واحدة من الضحايا والجناة"، مشددا على ان الاتحاد الفلسطيني "سيواصل نضاله" في القضية التي سبق له رفعها الى محكمة التحكيم الرياضي، والتي يتوقع ان تصدر قرارا بشأنها في كانون الثاني/يناير.

في المقابل، نوه وزير الأمن الداخلي الاسرائيلي جلعاد إردان بقرار يشكل "انتصارا عظيما" للدولة العبرية.

أضاف ان سعي الرجوب "لاستخدام الرياضة كسلاح سياسي ضد اسرائيل فشل وسنواصل العمل لاسقاط مبادرات المقاطعة الفلسطينية".

 وأكد مجلس الفيفا الجمعة انه قرر "الامتناع عن فرض أي عقوبات أو اتخاذ أي إجراءات في حق الاتحاد الإسرائيلي لكرة القدم أو الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم (...) وبذلك يغلق ملف القضية ولن تخضع لأي نقاش إضافي حتى يتغير إطار العمل القانوني/الفعلي".

ويمكن لمحكمة التحكيم الرياضي الطلب من مجلس الفيفا إجراء تصويت على المسألة في اجتماعه المقبل. وأكد انفانتينو ان الاتحاد الدولي سيلتزم بأي قرار صادر عن المحكمة في هذا الصدد.

وأكد مجلس الفيفا ان الاتحاد سيواصل "تسهيل حركة اللاعبين والمسؤولين والمعدات الكروية من وإلى فلسطين – وهو الجانب الذي أولته لجنة مراقبة فيفا إسرائيل-فلسطين اهتماما كبيرا".

وكان الفيفا كلف في 2015 لجنة برئاسة سيكسويل مهمتها الاستماع الى الأطراف المعنية واقتراح حلول. وفي آذار/مارس الماضي، رفعت اللجنة ثلاثة خيارات هي اتخاذ قرار للحفاظ على الوضع الحالي، ومنح فترة 6 أشهر للاتحاد الاسرائيلي "لتصحيح وضع الأندية الستة المعنية"، أو الدعوة لمفاوضات جديدة بين الطرفين.

والجمعة، قال سيكسويل لوكالة فرانس برس ان اللجنة حققت "تقدما ملحوظا" خلال العامين الماضيين، مضيفا "لدي رأي بشأن ما اذا كان المجلس قد اتخذ القرار الصحيح، الا انه غير ذي جدوى حاليا".