بعد مسيرة متواضعة كلاعب ومدرب، يقدم أحمد أحمد رئيس اتحاد مدغشقر لكرة القدم منذ عام 2003، نفسه كمرشح "جريء" في انتخابات رئاسة الاتحاد الافريقي بمواجهة الكاميروني عيسى حياتو.

وفي حوار مع وكالة فرانس برس في شباط/فبراير الماضي، قال أحمد (57 عاما) "انا الوحيد الذي يجرؤ على تحدي السيد حياتو".

اضاف "شعرت بالحاجة الى التغيير، واذا كنا نريد التغيير، فليس هناك خيار سوى ترشيحي"، مؤكدا رغبته في "شفافية في الادارة وتغيير الممارسات التي عفا عليها الزمن. يجب اصلاح الكاف (الاتحاد الافريقي) لتجنب تدخل السياسة في تنظيم الاتحاد القاري".

شكل ترشح أحمد مفاجأة في أوساط الاتحاد الافريقي، لاسيما انه يأتي في مواجهة حياتو (70 عاما) الممسك بزمام كرة القدم القارية منذ عام 1988، والساعي الى ولاية ثامنة على رأس الاتحاد القاري.

ومنذ توليه رئاسة اتحاد بلاده، لم يفرض أحمد المتحدر من شمال شرق مدغشقر، نفسه بشكل قوي على الساحة الكروية الافريقية.

ويقول مصدر مقرب من الاتحاد الافريقي فضل عدم كشف اسمه لفرانس برس، ان أحمد المعروف بطبعه الكتوم، "هو رجل يتحدث بشكل مقتضب خلال اجتماعات اللجنة التنفيذية للكاف".

ويحظى أحمد بتأييد معلن من الدول الـ 14 في اتحاد افريقيا الجنوبية (كوسافا)، علما ان الاتحاد الافريقي يضم 54 عضوا.

- وزير سابق للصيد -

على رغم ذلك، لا تبدو محاولة أحمد لزعزعة سطوة حياتو سهلة.

فالأخير يعد من أقوى الشخصيات النافذة في عالم كرة القدم، وصاحب باع طويل على الساحة الافريقية.

ويقول مصدر مقرب من الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) ان "حياتو يتعب الكثير من الناس. لكن بشكل عام، الاتحادات الافريقية ستقوم بدعمه مجددا".

الا ان أحمد يبدو واثقا من قدرته على المنافسة.

ويقول ان الحديث عن تأييد مطلق للأخير افريقيا هو "حجج لتثبيط عزيمتي، لكن انظروا الى رئيسي الاتحادين الآسيوي والأميركي، هما من البحرين وكندا"، في اشارة الى دولتين لا تعدان "كبيرتين" كرويا.

ومما يمكن ان يساهم في تعزيز حظوظ أحمد، الدعم غير المعلن من رئيس الاتحاد الدولي السويسري جاني انفانتينو، وشبكة علاقاته السياسية في بلاده، اذ شغل سابقا منصب وزير الصيد، ويتولى منصب نائب رئيس مجلس الشيوخ.

ورفع المرشح خلال حملته، شعارات اصلاحية أهمها "التغيير" و"الشفافية" في الادارة ووضع حد للممارسات "التي عفا عليها الزمن".

وفي حين واجه حياتو خلال مسيرته الطويلة اتهامات بالفساد وتلقي الرشى، الا ان سمعة أحمد ليست أفضل حالا بكثير.

فاسمه أوردته وسائل اعلام انكليزية على خلفية اتهامات الفساد والرشى في منح قطر شرف استضافة مونديال 2022. وبحسب صحيفة "صنداي تايمز"، نال أحمد ما بين 30 ألف دولار و100 ألف للتصويت لصالح الدولة الخليجية.

الا ان أحمد يشدد على ان الاتهامات "لا معنى لها"، مشيرا الى انه قام فقط "بطلب مساعدة مالية لتنظيم انتخابات اتحاد الكرة" في بلاده.

كما ان قدراته الادارية لم تحظ بتقدير واسع في الأوساط الافريقية. ففي كانون الثاني/يناير، سحب الاتحاد الافريقي من مدغشقر حق استضافة بطولة كأس الأمم الافريقية لما دون 17 عاما بسبب سوء التحضير والاستعداد، في خطوة اعتبر أحمد انها ذات أبعاد انتخابية.

وقال لفرانس برس لشهر الماضي "هناك علامة استفهام حول حقيقة انهم سحبوا منا التنظيم في الوقت الذي اعلنت فيه ترشيحي لرئاسة الكاف. لن افعل ذلك في حال كنت رئيسا للاتحاد الافريقي. مدغشقر كانت على استعداد لاستضافة المسابقة، الحكومة اعتمدت الميزانية الخاصة بها وطمأنت كاف بشأن استعدادها لتنظيم البطولة".

وعلى عكس التوقعات التي تشير الى اقتراب حياتو من ولاية ثامنة في الانتخابات المقررة في العاصمة الاثيوبية أديس ابابا الخميس، يبدو أحمد مقتنعا بأن أفول عهد الكاميروني بات قريبا، مراهنا على اقرار الاتحاد الافريقي مؤخرا حصر مدة الرئاسة بثلاث ولايات فقط، علما ان هذا القرار لن يدخل حيز التنفيذ قبل انتخابات الخميس.

وقال أحمد "اذا كان رؤساء الاتحادات صوتوا بالاجماع على حد اقصى من ثلاث ولايات في رئاسة الكاف، فهذا يعني ان لا احد مقتنع ان الرئيس يمكن ان يكون فعالا في حال تخطى هذه المدة".

اضاف "اذا كان جميع الرؤساء الذين صوتوا من اجل هذه الاصلاحات منسجمين، فليس هناك ضرورة للتفكير بالامر".