يعتزم المدير الإداري الجديد لبطولة العالم في الفورمولا واحد البريطاني روس براون إنشاء لجنة مستقلة من الخبراء بهدف تطوير الرؤية المستقبلية لسباقات الفئة الأولى.
وتعيش الفورمولا واحد مرحلة حساسة مع تراجع نسبة المشاهدين، أكان على مدرجات الحلبات او على الشاشات.
ويعاني منظمو السباقات لجمع الاموال اللازمة لنيل حق الاستضافة السباقات، كما ان هيمنة فريق مرسيدس على مجريات البطولة في المواسم الثلاثة الاخيرة اثر سلبا على شعبية هذه الرياضة.
وللحد من التراجع، يرغب المالكون الجدد لبطولة العالم شركة "ليبرتي ميديا" في تطبيق رؤيتها التسويقية ويعتزمون زيادة عدد السباقات خصوصا في الولايات المتحدة التي تستضيف سباقا واحدا من اصل 20 مدرجة على روزنامة 2017 (تكساس في تشرين الاول/اكتوبر).
ومن اجل تعزيز قدراتها في مستهل مشوارها في البطولة، لجأت المجموعة الاميركية التي أنهت حقبة إمتدت حوالي 40 عاما بقيادة "العراب" بيرني ايكليستون، الى خبرات براون، المدير التقني السابق لفرق بينيتون وفيراري والمدير السابق لفرق هوندا وبروان جي بي ومرسيدس، ومنحته منصب المدير الاداري لرياضة المحركات في فورمولا واحد.
ووضع براون رؤيته الخاصة لمستقبل البطولة على الأمد الطويل بهدف تحسين عاملي الاستعراض والاستقطاب الجماهيري، ولهذا السبب يعتزم إنشاء لجنة مستقلة مصغرة من الخبراء لتساعده في تقديم المقترحات التي يمكن أن تساعد في إعادة الإثارة الى السباقات.
وأمضى براون الأسابيع الأخيرة وهو يناقش الخطوط العريضة لرؤيته المستقبلية، وعقدت "ليبرتي ميديا" خلال الأسبوع الحالي اجتماعا مع الفرق لإعلامها بخطواتها التالية، وذلك قبل أسبوع من افتتاح الموسم الجديد الذي ينطلق الأحد المقبل من حلبة ملبورن الأسترالية.
وقال براون لموقع "اوتوسبورت" المتخصص برياضة المحركات "سيكون لدينا بعض الخبراء. أشخاص معروفون في هذه الصناعة، للعمل مع إدارة فورمولا واحد +فوم+. أشخاص يحظون باحترام الناس بحسب تقييمي".
وواصل "لن يكون فريقا كبيرا، بل سيتكون من خمسة أو ستة أشخاص فقط، لكن ستكون هناك القدرات الكافية بحسب خبرتي ومعرفتي للتمكن من خلق وتقديم المقترحات المنطقية لما نريد القيام به، ولتقديم المعطيات الخاصة بهذه العملية".
- تركيز على التجاوز في السباقات -
وتابع بروان الذي ادى دورا محوريا في احراز بينيتون وفيراري و"براون جي بي" بطولة العالم في مراحل مختلفة، "ما أريد الحرص عليه مع الوقت، هو أن يؤخذ في الاعتبار على الدوام نوعية الاستعراض والتسابق والتكاليف".
وتوقع براون أن يكون هناك كالعادة معارضين لبعض القرارات خصوصا في ما يتعلق بالتكلفة المادية، مشيرا في الوقت ذاته الى أن أعضاء من اللجنة المستقلة سيركزون في عملهم على كيفية تحسين التجاوز خلال السباقات، وهي المسألة التي شغلت الكثيرين عشية انطلاق الموسم الجديد.
واعتقد الكثيرون أن التعديلات الجذرية التي أدخلها الاتحاد الدولي للسيارات "فيا" على النواحي الانسيابية في سيارات 2017، ستساعد في إعادة الإثارة والحماس الى السباقات وستسمح بالمزيد من التجاوزات على الحلبة.
الا ان التعديلات الجديدة قد لا تحقق الهدف المرجو منها بحسب ما ألمح سائق مرسيدس البريطاني لويس هاميلتون وعدد من المعنيين في عالم الفئة الأولى.
ورأى هاميلتون، المتوج بطلا للعالم مع مرسيدس عامي 2014 و2015 قبل ان ينحني العام الماضي أمام زميله الألماني نيكو روزبرغ الذي اعتزل بشكل مفاجىء بعد التتويج، انه "عندما نشرت القوانين المتعلقة بالموسم الحالي، قال المهندسون بأن ذلك سيجعل السيارات أسرع ويمنحنها المزيد من قوة الدفع العمودي، لكنها ستجعل عملية اللحاق بالسيارات الأمامية أكثر صعوبة".
وتحدث هاميلتون من برشلونة حيث أقيمت الأسبوع الماضي الجولة الثانية من التجارب الشتوية استعدادا لانطلاق الموسم الجديد، عن تأثير القوانين الجديدة المتعلقة بانسيابية السيارة التي اصبحت بعرض مترين تقريبا من الجهة الخلفية من دون احتساب الاطارات، متطرقا الى التفاوت في شعور القيادة على الحلبة من قسم الى آخر.
وتابع "عندما تكون في الخلف (خلف سيارة) يكون الشعور مختلفا ثم تواجه الهواء القادم نحوك فتخسر السيطرة على مقدمة السيارة، وهذا الأمر يدفعك الى تخفيف سرعتك وبالتالي لن تقترب بما فيه الكفاية (من السائق أمامك). وجدت نفسي في هذا الوضع مرات عدة (خلال تجارب برشلونة) ولم يكن الوضع سهلا على الإطلاق".
- تحقيق التوازن بين التماسك والسرعة -
ورأى براون أن موضوع التجاوزات على الحلبة "مشكلة معقدة. لا نريد أن تكون السيارات بطيئة. نحن نريد أن نحافظ على مستوى التماسك الموجود حاليا، لكننا نريده بطريقة لا تؤثر سلبا على السيارة القادمة من الخلف".
وواصل "إذا وضعنا الأشخاص المناسبين لتولي هذه المهمة (البحث في تحسين التجاوز) ومنحناهم سنة، 18 شهرا، لإيجاد الحل، فهل سننجح في تصميم سيارات فورمولا واحد بطريقة تسمح للسيارة القادمة من الخلف بأن تلحق (بالسيارة الموجودة أمامها)؟".
وأجاب على تساؤله قائلا "أعلم بأنه علينا العمل على هذه المشكلة مع مجموعة العمل الخاصة بالتجاوز على الحلبة، لكني لا أعتقد بأننا نملك المعرفة والقدرة اللتين تتمتع بهما الفرق"، متحدثا عن الدور الإيجابي الذي لعبه الإعتماد على حركيات الموائع الحسابية، أو ما يعرف بـ"سي أف دي" أي "كومبيوتاشينل فلويد دايناميكس".
وتستخدم "سي أف دي" الطرق العددية والخوارزيمات لحل المسائل التي تتضمن سريان الموائع وتحليل نتائج المحاكاة ويتم استخدام الحواسيب لإجراء ملايين الحسابات اللازمة لمحاكاة التفاعل والتأثير المتبادل بين الموائع والأسطح المختلفة، وفي فورمولا واحد هذه الأسطح هي هياكل السيارات.
واعتبر بروان أن "سي أف دي" تمنح فورمولا واحد الآن فرصا جديدة لتحليل كيفية تحسين التجاوز على الحلبة، متحدثا عن إمكانية الوصول الى التوازن اللازم بين التماسك الانسيابي والسرعة رغم تشكيك الكثيرين بالقدرة على تحقيق هذا الأمر.
التعليقات