رد سائق مرسيدس البريطاني لويس هاميلتون بأدائه على حلبة سيلفرستون ضمن جائزة بريطانيا الكبرى، المرحلة العاشرة من بطولة العالم للفورمولا واحد، على منتقديه على خلفية غيابه عن حدث ترويجي للبطولة أقيم في لندن الأسبوع الماضي.

وفاز هاميلتون الأحد بسباق الجائزة الكبرى لبلاده للمرة الرابعة على التوالي والخامسة في مسيرته، معززا حظوظه في بطولة العالم التي يسعى لإحراز لقبها للمرة الرابعة.

وانطلق بطل العالم ثلاث مرات من المركز الأول للمرة السابعة والستين في مسيرته، وحقق فوزه السابع والخمسين، ليقترب بفارق نقطة واحدة فقط من متصدر ترتيب البطولة سائق فيراري الألماني سيباستيان فيتل الذي تعرض لثقب في إطار سيارته في اللفة الأخيرة من سباق الأحد، وأنهاه في المركز السابع بدلا من الثالث.

الا ان هاميلتون تعرض قبل انطلاق السباق لموجة كبيرة من الانتقادات، بعدما فضل السفر مع صديقته الى جزيرة ميكونوس اليونانية، بدلا من المشاركة مع السائقين الآخرين في حدث ترويجي هو الأضخم لبطولة الفورمولا واحد، أقيم الأربعاء في شوارع لندن.

ولم يكن المدير النمسوي لفريق مرسيدس توتو وولف راضيا عن الانتقادات وصافرات الاستهجان بحق هاميلتون، قائلا "أعتقد أنه يحتاج في بعض الأحيان الى الدافع الصحيح لكي يقدم أفضل ما لديه من أداء. أعتقد أنه (الفوز) كان على الأرجح ردا على الانتقادات".

أضاف "ما زلت لا أفهم لماذا توجه الصفعات للبطل البريطاني قبل السباق. هذا الأمر جعله على الأرجح أكثر تصميما لكي يظهر لمشجعيه الطريقة التي يقود بها، ويا لها من طريقة للقيادة...".

وينظر الى هاميلتون على نطاق واسع على انه أحد أكثر سائقي البطولة موهبة وقدرة على القيادة بسرعة في مختلف الظروف، الا انه يتعرض للكثير من الانتقادات على خلفية أسلوب حياته غير التقليدي في عالم الفورمولا واحد، والقرارات الشخصية التي يتخذها.

- "لا يعلى عليه" -

وفي رياضة غالبا ما نظر اليها على انها "محافظة" و"نخوبوية" بعد عقود من هيمنة مالك الحقوق البريطاني بيرني ايكلستون عليها، كان هاميلتون علامة فارقة بين السائقين، ويلائم بشكل مثالي تطلعات المالكين الجدد للبطولة، مجموعة "ليبرتي ميديا" الاميركية.

فالبريطاني هو أول سائق ذي بشرة سوداء في تاريخ سباقات الفئة الأولى، ولا يزال الوحيد بعد عشرة أعوام على بدء مسيرته، باستثناء فترة قصيرة كان "يتشارك" ذلك مع سائق جوردن الهندي ناراين كارتيخيان.

كما ان السائق البريطاني يحب السفر، الموسيقى، قضاء الوقت في الولايات المتحدة والقيام بأمور خاصة به.

عاد هاميلتون الأحد الى الدرجة الأولى لمنصة التتويج بعد غياب عنها في السباقين الماضيين لأسباب خارجة عن إدارته، وتحول صافرات الاستهجان الى احتفال وتمجيد به من قبل 125 ألف متفرج احتشدوا لمتابعة السباق، وقد حمل على الأكف بعدما كان عرضة للانتقادات.

وبما ان التواضع ليس من سمات هاميلتون، كان تصريحه بعد السباق معبرا عن موقفه. وقال "عدد انطلاقاتي من المركز الأول أكثر من معظم السائقين. من الواضح انني أضيف انتصارا تلو الآخر الى سجلي. أدائي لا يعلى عليه. وإذا كنت لا تعرف الآن بأن استعداداتي في مكانها غالبية الوقت، فأعتقد بأنك لن تعرف ذلك أبدا...".

ويشدد هاميلتون على انه الأدرى بمصلحته، أكان لجهة السلوك أو الاستعدادات، وإذا كان ذلك يعني قضاء بعض الوقت على شاطىء البحر في جزيرة يونانية، فليكن.

ويؤكد السائق البريطاني لدى سؤاله عن مخططاته بالنسبة للسباق المقبلة المقرر في 30 الشهر الحالي على حلبة هنغارورينغ المجرية، بأنه "سأتمرن بجهد كبير الأسبوع المقبل - في مواقع مختلفة، كما حالي دائما. سأعمل وأركز طوال الأسبوع وبعد ذلك سأكون في المملكة المتحدة لمدة يومين على الأقل حيث سأكون في المصنع (مقر مرسيدس) ثم سأذهب الى السباق".

على حلبة هنغارورينغ البطيئة، سيكون عزم هاميلتون واضحا من جديد، لاسيما انه يحمل الرقم القياسي لعدد الانتصارات عليها، والبالغ خمسة انتصارات آخرها عام 2016.

وسيكون البريطاني أمام فرصة معادلة رقم قياسي آخر هو عدد مرات الانطلاق من المركز الأول الذي يحمله السائق الاسطوري الالماني ميكايل شوماخر (68 انطلاقا)، وفرصة إزاحة فيتل عن صدارة ترتيب البطولة قبل بدء العطلة الصيفية الممتدة حتى 27 آب/اغسطس.