"مبالغ به"، "فاحش"، "لا يمكن تصوره"... بهذه العبارات عبر بعض الباريسيين من غير متابعي كرة القدم، على مبلغ 222 مليون يورو الذي دفعه نادي المدينة باريس سان جرمان لضم البرازيلي نيمار من برشلونة الاسباني.
ورأى موريس، الباريسي البالغ 72 عاما والذي اعترف "أني لا أعرف شيئا عن كرة القدم"، أن "دفع مبلغ مماثل لرجل واحد، فهذا أمر مبالغ به"، معتبرا أن "الأموال تقتل الرياضة".
وتابع "لاعبو اليوم لا يقاتلون من أجل فريقهم: ينتقلون من فريق الى آخر لزيادة رواتبهم، لم يعد لديهم تعلق بمنتخباتهم الوطنية!"، مقرا في الوقت نفسه بأن قدوم البرازيلي الى فرنسا "سيؤمن على أقله بعض الأموال للخزينة العامة جراء الضرائب".
وكان موقف موريس متوافقا مع ما قاله وزير المالية الفرنسي جيرالد دارمانان الخميس، بترحيبه بانتقال نيمار (25 عاما) الى سان جرمان لما سيوفره من أموال ضرائب للخزينة العامة.
أضاف قبل اتمام الصفقة بشكل رسمي "إذا جاء نيمار الى ناد فرنسي، فستكون وزارة المالية مرحبة بالضرائب التي سيدفعها في فرنسا. من الأفضل (للفرنسيين) أن يدفع هذا اللاعب ضرائبه في فرنسا عوضا عن دفعها في مكان آخر".
وتابع دارمانان لإذاعة "فرانس انتر"، "عندما تكون وزيرا في الجمهورية، فمن واجبنا الدفاع عن مصلحة الدولة وهذا الأمر يقتضي بأن يدفع الناس ضرائبهم في فرنسا".
ووقع نيمار الخميس عقدا لخمسة اعوام مع النادي الباريسي الذي دفع لبرشلونة مبلغا هو الأغلى في تاريخ اللعبة لتحرير اللاعب الذي سيتقاضى راتبا سنويا صافيا قدره 30 مليون يورو بحسب التقديرات.
بالنسبة لربة المنزل ايلودي (35 عاما)، فهي ترى بأن ثمة مبالغة في تناول مسألة انتقال نيمار الى سان جرمان، مضيفة "بصراحة، انتقال نيمار الى باريس سان جرمان ليس خبر العام. يزعجني جدا بأنهم لا يتحدثون سوى عن ذلك في محطات التلفزة، الاذاعات، الهواتف، في كل مكان! كرة القدم على رغم كل شيء ليست أولوية، اليس كذلك؟".
- "نيمار، من؟" -
وإذا كانت ايلودي على معرفة تامة بما يحصل حولها في قضية نيمار، فإن انجيليكا (56 عاما) لا تأبه بما يحصل وحتى تساءلت "نيمار، من؟"، مضيفة مع ابتسامة على محياها "أنتم تعلمون، أنه في مثل هذا العمر، نحن نتابع الأخبار بحسب الأولويات التي تهمنا".
أما الباريسية الشابة ايزابيل، فتؤكد أنه "قبل صبيحة اليوم، لم أكن أعرف من هو!"، معتبرة أن الأموال التي أنفقت لضم المهاجم الدولي "منفصلة عن الواقع"، مضيفة "في غضون خمسة أعوام سيتجاوز أجره مليون مرة الحد الأدنى للأجور، في حين أن البعض منا لا يحقق هذا الأمر سوى مرة بين حين وآخر. انه أمر مخز".
أما مشجع النادي بينروا (22 عاما)، فبرر التعاقد مع نيمار مقابل هذا المبلغ بالقول "هذا ما يحتاجه الأمر"، وذلك أثناء انتظاره في طابور طويل أمام متجر لسان جرمان على جادة الشانزيليزيه لشراء قميص يحمل اسم اللاعب الجديد لنادي العاصمة مقابل 100 يورو.
أضاف "انه حلم. نيمار في باريس، إنه أمر مذهل ببساطة"، متابعا "قمت بالأمر نفسه لدى قدوم (السويدي زلاتان) ابراهيموفيتش".
بالنسبة الى سيريل (48 عاما) فإن "الجميع رفع الصوت ضد الراتب الذي ناله كارلوس غصن عندما عين مديرا لشركة رينو (للسيارات)، لكنه أمن وظائف لمليون شخص، أما نيمار فسينال الملايين لمجرد ركله الكرة".
التعليقات