نشرت صحيفة "الغارديان" البريطانية التشكيلة المثالية، المكونة من 20 لاعباً، لأفضل المواهب الصاعدة في بطولة كأس العالم بروسيا 2018 ، والتي ضمت حارس المنتخب التونسي الجديد معز حسن صاحب 23 ربيعاً ، الذي لفت الأنظار رغم مشاركته في دقائق معدودات من اللقاء الأول أمام منتخب إنكلترا حينما غادر الملعب متأثرا بإصابة حادة تمثلت في خلع على مستوى الكتف في الدقيقة 14 من الشوط الأول.&

وكانت تصديات حسن قد خطفت الأضواء خصوصًا أمام رأسية المدافع الإنكليزي هاري ماغوير، التي اعتبرت من أفضل التصديات في المونديال الروسي.

ولم يتأثر الحارس الشاب معز حسن بقيمة المنافس الأوروبي أو بقيمة الرهان العالمي في أول ظهور أساسي له مع تشكيلة "نسور قرطاج" حينما قدم أداء مقنعاً في أقل من 15 دقيقة ، حيث أبدع في التصدي لـ 3 كرات خطيرة أمام هجوم منتخب "الأسود الثلاثة".

وأعرب الجمهور التونسي عن سعادته البالغة بتألق حارسه الجديد معز حسن في الدقائق الذي ظهر فيها أساسيًا للمرة الأولى في لقاء إنكلترا بفضل تصدياته الحاسمة، حيث انتشرت صوره بشكل لافت عبر صفحات التواصل الاجتماعي، ووجد دعماً غير مسبوق من عشاق "نسور قرطاج".

هذا وخضع معز حسن لعملية جراحية في مركز باستور الجامعي بنيس كللت بالنجاح، حيث أكد قائلا : " العملية الجراحية جرت في أحسن الظروف .. أشكر الجميع على دعمكم ". وأكدت إدارة النادي الفرنسي أن حارسه سيركن للراحة لمدة 4 أشهر سيتلقى خلالها العلاج اللازم.

وعلق مدرب المنتخب التونسي السابق نبيل معلول عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، بعد إصابة معز حسن ونهاية مشواره في المونديال ، حيث كتب مغرداً :"شكرًا على كل ما قدمته للمنتخب رغم الفترة الوجيزة، شكرًا على انضباطك، شكرًا على احترافيتك العالية، شكرًا على كل شيء، شكرًا معز وقدر الله وما شاء فعل".

مسيرة لولادة حارس كبير&

بدأ الحارس معز حسن مسيرته الكروية في عام 2005 في سن 10 سنوات مع ناديه الأول ستاد رافاييل الذي قضى معه 4 سنوات في الفئات العمرية الشابة. قبل إنتقاله &لنادي سانت رافاييل سنة 2009، وبقي&في صفوفه موسما واحداً فقط.

سنة 2010 هي البداية الحقيقية للحارس معز حسن، حينما التحق بصفوف نادي نيس الفرنسي ليبدأ مسيرة الاحتراف مع أحد أشهر الأندية هناك ، حيث قضى 3 سنوات أولى ضمن الفرق الصغرى ثم التحق بالفريق الأول في سنة 2013 في سن 18 عاماً.

شارك حسن في 54 لقاء كأساسي مع الفريق الأول بنادي نيس في 4 مواسم بين 2013 و 2017 ، لينال ثقة الجميع ويصبح رقما صعبًا في فريقه ، ثم يتلقى عرضا جاداً للانتقال للعب في الدوري الإنكليزي لنصف موسم على سبيل الإعارة لنادي ساوثهامبتون ، حيث ظل حبيساً في دكة الاحتياط .

على مستوى المشاركات الدولية سبق لمعز حسن حراسة شباك المنتخب الفرنسي في 14 لقاءً ضمن الفئات السنية وصولاً للمنتخب الأولمبي.

ومنحت إدارة نيس الضوء الأخضر لحسن للبحث عن فترة إعارة ثانية ، وأمضى لمدة موسم في الدرجة الثانية مع نادي شاتورو، حيث شارك في 34 لقاءً رسمياً ليلفت أنظار مدرب المنتخب التونسي نبيل معلول واتحاد الكرة الذي&سعى&إلى الحصول على خدماته.

تلقى حسن بداية هذا العام دعوة رسمية من المنتخب التونسي لتمثيل المنتخب الأول الذي يعاني أزمة في حراسة المرمى&التي باتت معضلة كبيرة وعائقاً في مسيرة "النسور" ، حيث وافق معز حسن على فكرة الانضمام للمنتخب التونسي قائلاً : " إنه إختيار القلب، أحب بلادي لذلك اخترت تونس بكل بساطة ".

معز حسن أكد قائلاً : " لقد تواصل معي إداريو المنتخب التونسي ، و لم أتردد في اختيار تونس على حساب فرنسا رغم صعوبة القرار بإعتبار أنني&شاركت في عدد كبير من اللقاءات في الفئات السنية مع الديوك &، مع العلم ان والدي كان وراء إختياري الانضمام إلى منتخب تونس ".

معز حسن وفك عقدة حراسة المرمى&بنسور قرطاج&

تمثل حراسة المرمى عائقاً كبيراً أمام المنتخب التونسي في السنوات الأخيرة. حيث باتت إحدى نقاط ضعف "نسور قرطاج" والتي ظهرت خصوصًا في اللقاءات الحاسمة من بطولات كأس أفريقيا الماضية، وهي نقطة ضعف أشار إليها بشدة الفنيون والمدربون، إذ أكدوا في عديد المناسبات على ضرورة إيجاد بديل جديد للأسماء الحالية.

في السنوات الماضية، لاحظ الجميع تراجع إمكانيات حراس الدوري التونسي وعجزه&على تصدير أسماء جديدة نحو أوروبا ، حتى بات الدوري المحلي قبلة للحراس الأجانب على غرار السنغالي الشيخ ساك و العاجي جون جاك تيزي مع الترجي و النيجيري أوستين مع النجم الساحلي.

مدرب حراس النادي الإفريقي السابق، صلاح الفاسي، أكد قائلاً : " إذا لم يكن تكوين حارس المرمى منذ البداية على أسس سليمة و صحيحة فمن الصعب أن يدرك مسيرة متميزة من منطلق خبرتي في العمل مع النادي الافريقي، فضلاً عن ذلك فإن اختيار مدرب الحراس في الأصناف الشابة له دور هام ، فهذه المهمة لا يمكن أن تسند لأي كان ".&

قدوم معز حسن لتشكيلة المنتخب التونسي وظهوره الأول في مونديال روسيا خلفا ارتياحا كبيرا لدى التونسيين لتعويض الحراس السابقين. أشادت به وسائل الإعلام العالمية، ما جعل من الفنيين يدركون أن معضلة حراسة المرمى&باتت على أبواب الحلحلة.

فمعز حسن يحمل أمل تونس الوحيد في الفترة المقبلة لتجاوز هذا العائق ليكون الحارس الأول خصوصًا في كأس أمم أفريقيا الكاميرون 2019 التي تعتبر أهم محطة لتونس في الفترة القادمة، والتي يعول عليها التونسيون لتجاوز خيبة المونديال الروسي، وكسر عقدة الدور ربع النهائي في هذا المحفل الأفريقي.

ويقول الصحافي الرياضي، مراد بلحاج عمارة، إن معز حسن قادر على كسب الرهان ليكون مفاجأة نسور قرطاج.
&