أعاد المهاجم سعد بقير فريقه الترجي التونسي الى عرش كرة القدم الإفريقية للمرة الأولى منذ 2011، بتسجيله هدفين من ثلاثية ثمينة في مرمى ضيفه الأهلي المصري في إياب الدور النهائي الجمعة.
وأمام مدرجات شبه ممتلئة على ملعب 7 نوفمبر في رادس بضواحي العاصمة، والذي يتسع لنحو 60 ألف متفرج، قلب الترجي تخلفه ذهابا على ملعب برج العرب في الإسكندرية 1-3 الأسبوع الماضي، في مباراة شهدت توترا وانتقادات تونسية واسعة للحكم الجزائري مهدي عبيد شارف.
وأحرز الترجي اللقب الثالث له بعد 1994 و2011. في المقابل، فشل الأهلي للموسم الثاني تواليا في تعزيز رقمه القياسي وإحراز اللقب التاسع، بعدما خسر نهائي 2017 أمام الوداد البيضاوي المغربي.
وقال مدرب الترجي معين الشعباني "الحمدلله المشوار لم يكن سهلا منذ البداية، تعبنا كثيرا ومع مرور المباريات بدأ الحلم يكبر وساعدتنا أيضا ثقة الإدارة ومساندة الجمهور، وفي النهاية توجنا باللقب".
أضاف دامعا وبتأثر "قهرنا قهرة كبيرة بعد مباراة الذهاب (...) ثمة أشخاص فارقوني في الحياة كنت أتمنى أن يكونوا هنا اليوم".
وسجل بقير ثنائيته في الدقيقتين (45+1 و54) وأضاف أنيس البدري (86) الهدف الثالث منحه لقب هداف المسابقة مع ثمانية أهداف.
وقال بقير (24 عاما) في تصريحات بعد المباراة لإذاعة "موزاييك أف أم" التونسية "هذا انتصار سيبقى في تاريخي أهديه للجمهور ولخالد بن يحيى"، المدرب السابق الذي أعلن النادي رحيله في تشرين الأول/أكتوبر بعد سلسلة من النتائج السيئة، وسط تقارير عن إقالته.
وحجز الترجي مكانه في كأس العالم للأندية التي تقام في الإمارات في كانون الأول/ديسمبر. وأتى اللقب الإفريقي الثالث للترجي على حساب فريق عربي أيضا، بعدما توج في 1994 على حساب الزمالك المصري، وفي 2011 على حساب الوداد. وثأر الترجي لخسارته نهائي 2012 أمام الأهلي بتعادلهما 1-1 ذهابا في القاهرة وفوز الفريق المصري 2-1 إيابا.
وتمكن الترجي من تحقيق "ريمونتادا" مذهلة للمرة الثانية تواليا، بعدما قلب في إياب نصف النهائي على ملعب رادس، خسارته صفر-1 ذهابا أمام بريميرو دي أغوستو الأنغولي، الى فوز غال 4-2.
وتسلم لاعبوه الكأس والميداليات من مسؤولين يتقدمهم رئيس الحكومة التونسية يوسف الشاهد ورئيس الاتحاد الدولي للعبة (فيفا) جاني إنفانتينو ورئيس الاتحاد الإفريقي أحمد أحمد.
- صحوة للترجي ومحاولة يتيمة للأهلي -&
وكان هدف بقير الأول نقطة التحول في المباراة لأنه جاء في توقيت قاتل وعوض الأداء المخيب للفريق طيلة الشوط الأول، قبل أن يعزز اللاعب نفسه بالثاني ويمنح زملاءه دفعة معنوية كبيرة ترجموها إلى هدف ثالث قاتل كان بمثابة ضربة قاضية للفريق المصري الذي كان عقيما هجوميا.
وبدا واضحا تأثر الترجي بداية بغياب لاعب وسطه الكاميروني فرانك كوم بسبب الإيقاف، حيث غاب التنشيط الهجومي، قبل أن تتحسن الأمور.
في المقابل، عانى الأهلي بقيادة مدربه الفرنسي باتريس كارتيرون، من غياب هدافه الدولي المغربي وليد أزارو لوقفه مباراتين بسبب سلوكه غير الرياضي ذهابا عندما قام بتمزيق قميصه لخداع الحكم لاحتساب ركلة جزاء سجل منها وليد سليمان الهدف الثالث.
وكان الترجي الأفضل في نهاية المباراة، اذ سيطر على الكرة بنسبة 60 بالمئة، وكانت له 16 محاولة بينها ثمان بين الخشبات الثلاث، في حين اكتفى الأهلي بمحاولة واحدة طوال المباراة لم تصب المرمى، بحسب الإحصاءات التي أوردها الاتحاد الإفريقي.
وكانت بداية حذرة من الترجي الذي وجد صعوبة في خلق فرص التسجيل في ظل الضغط الدفاعي المتقدم للضيوف الذين كانوا فعالين دفاعيا بداية.
وكانت أول محاولة في المباراة تسديدة قوية للاعب الترجي غيلان الشعلالي بين يدي الحارس محمد الشناوي (11)، فيما كانت الثانية في الدقيقة 27 برأسية لطه ياسين الخنيسي من داخل المنطقة فوق العارضة.
وانتظر الترجي حتى الوقت بدل الضائع لافتتاح التسجيل إثر هجمة منسقة قادها العاجي فوسيني كوليبالي الذي مرر كرة خلف الدفاع إلى الخنيسي المتوغل داخل المنطقة ومنه إلى بقير المندفع من الخلف فهيأها لنفسه بيمناه وسددها زاحفة في الزاوية اليمنى للحارس الشناوي (45+1).
وتحسن أداء الترجي مطلع الشوط الثاني ونجح في إضافة الهدف الثاني عندما مرر سامح الدربالي كرة عرضية تابعها بقير برأسه قوية من مسافة قريبة على يسار الشناوي (54).
وكاد البدري يضيف الثالث بتسديدة قوية من خارج المنطقة مرت فوق المرمى (60).
وأخرج الشعباني نجم المباراة بقير في الدقيقة 62 بسبب الإصابة ودفع بحسين الربيع، ورد عليه الفرنسي باتريس كارتيرون بإشراك كريم ندفيد وصلاح محسن مكان هاني محمد المصاب وميدو جابر. ولعب كارتيرون ورقته الأخيرة بإشراكه أحمد حمودي مكان عمرو السولية (76).
وأنقذ الشناوي مرماه من هدف محقق بتصديه لتسديدة قوية للبدري (79).
ووجه البدري الضربة القاضية للأهلي بمجهود فردي رائع من منتصف الملعب عندما قطع كرة حسام عاشور قبل أن يتلاعب بالأخير أمام حافة المنطقة وينهيها بتسديدة قوية بيمناه أسكنها الزاوية اليمنى البعيدة للشناوي (86).
- فرحة في تونس وخيبة في القاهرة -
وانعكست نتيجة المباراة مشاعر متناقضة في العاصمتين.
وغصت شوارع تونس بالمشجعين الذين كانوا يتابعون المباراة في المقاهي والأماكن العامة، حاملين أعلام النادي الذهبي والأحمر، ومطلقين العنان لأبواق السيارات على امتداد الشوارع، بحسب مراسل لوكالة فرانس برس.
وفي حي باب سويقة، ردد مشجعو الترجي عباراة "1,2,3"، في إشارة الى النجمات الإفريقية الثلاث التي سيحملها قميص الفريق بعدد ألقابه.
كما أعلنت الرئاسة التونسية أن الرئيس الباجي قائد السبسي أعرب لرئيس الترجي حمدي المدب عن "بالغ تقديره للمجهودات التي بذلها الفريق ومثابرته وإصراره على حصد التتويجات وإعلاء راية تونس".
في المقابل، لم يخف المشجعون المصريون خيبتهم من الخسارة الثانية تواليا في نهائي دوري الأبطال.
وغصت مقاهي القاهرة بمشجعي النادي الأحمر، وسط انتشار لقوات الشرطة والأمن، بحسب مراسل فرانس برس.
وتحولت الأجواء تدريجا من احتفالية إزاء تقدم الأهلي في الذهاب وتفوقه النسبي في بداية الشوط الأول، الى قلق بعد تسجيل الترجي هدفه الأول، وصولا لفقدان الأمل بعد الهدفين الثاني والثالث.
وكان يكفي الأهلي تسجيل هدف وحيد لجر المباراة الى وقت إضافي، الا أن لاعبيه لم يصنعوا أي فرص تذكر في الشوط الثاني. وقال المشجع ماهر وسيم (21 عاما) "الفريق تعبان، الأداء تعبان، هذه ليست كرة قدم".
ملخص المباراة:
التعليقات