&تفاجأت الجماهير المصرية بغياب نجم منتخب بلادها وهدافها محمد صلاح عن التشكيلة التي واجهت المنتخب الأوروغوياني يوم الجمعة الماضية في الجولة الأولى من دور المجموعات في نهائيات كأس العالم المقامة على الملاعب الروسية ، والتي خسرها رجال المدرب الأرجنتيني هيكتور كوبر بهدف قاتل والمباراة تلفظ أنفاسها الأخيرة.

وكان مصدر المفاجأة بالنسبة لعشاق المنتخب المصري أن صلاح بقي على دكة الاحتياط طوال مجريات المباراة ، دون حتى أن يشركه المدرب كبديل في شوط المباراة الثاني لتعزيز فرص "الفراعنة" في تحقيق نتيجة مرضية تخفف الضغط المفروض على الدفاع المصري بتحركاته و مهاراته الفردية التي كان من شأنها أن تحد من تقدم لاعبي المنتخب الأوروغوياني نحو مرمى محمد الشناوي.
&
ولم تكن الجماهير أن تتفاجئ بغياب محمد صلاح ، لولا تأكيدات الاتحاد المصري والمدرب هيكتور كوبر بجاهزيته لمباراة الأوروغواي، و تعافيه التام من الإصابة التي تعرض لها في نهائي دوري أبطال أوروبا بين ناديي ليفربول الإنكليزي و ريال مدريد الإسباني في السادس والعشرين من شهر مايو الماضي ، بسبب التدخل العنيف من المدافع الإسباني سيرجيو راموس .
&
وكان المدرب الأرجنتيني كوبر قد أدلى بتصريحات سبقت مباراة مصر والأوروغواي ، أوضح خلالها بان صلاح يشعر بحالة جيدة ، مؤكداً انخراطه في التدريبات الجماعية ، وانه بات جاهزاً للمشاركة في اللقاء بنسبة 100% ، قبل أن يتفاجىء الجميع ، بوجوده على دكة البدلاء دون إقحامه و لو لدقائق قليلة لاختبار مدى جاهزيته وتمثاله للشفاء .
&
ولا يمكن للجماهير المصرية ان تتفهم وتتجرع قرار المدرب الأرجنتيني بالتخلي عن صلاح ، وهو الورقة الرابحة الرئيسية في حساباته و خياراته التكتيكية رغم انه جاهز بدنياً لخوض المباراة الأولى التي تعتبر بمثابة مفتاح التأهل لدور الستة عشر ، وتحتاج منه اللعب بكافة الأوراق الرابحة لتفادي الخسارة على الأقل.
&
وكان الجميع قد تساءل عن سر غياب محمد صلاح عن تشكيلة منتخب بلاده في المباراة الأولى ، رغم جاهزيته على حد تأكيدات مسؤولي المنتخب المصري .
&
و الحقيقة أن هناك وجهتين كل واحدة بإمكانها أن تبرر الغياب رغم أن كوبر أكد بعد نهاية المباراة في المؤتمر الصحفي انه فضل عدم المغامرة بصلاح وتأجيل إشراكه لغاية المباراة الثانية لمنحه أياماً إضافية للراحة والتعافي بشكل تام ، بقرار من الطاقم الطبي الذي رأى بان أي احتكاك بالمنافس أوسقوطه بطريقة قوية على الأرض قد يعيده إلى نقطة الصفر.
&
ومن هذا المنطلق يمكن القول أن هيكتور كوبر و بعدما تلقى تأكيد من طبيب المنتخب بإستحالة إشراك محمد صلاح في مباراة الأوروغواي وحاجة لأيام أخرى ، فإنه أراد توظيفه من خارج& الملعب كورقة يناور بها نظيره واشنطن تاباريز مدرب المنتخب الأوروغوياني في محاولة لخلط أوراقه التكتيكية التي ستكون مختلفة بوجود صلاح على أرضية الملعب ،& و لو أن هذه المناورة لم تأتي بنتائج جيدة في نهاية الأمر ، لتخسر مصر النقاط الثلاثة .
&
في المقابل لا يستبعد أن يكون المنتخب المصري ومدربه قد تعرضا لضغوط شديدة من قبل نادي ليفربول الذي يلعب له محمد صلاح برفض إشراكه في المباراة الأولى ضد الأوروغواي ، و ربما يمتد غيابه حتى المباراة الثانية خوفاً على صحته ، خاصة أن الإصابة بخلع في الكتف تحتاج إلى وقت ليس بالقصير ليتماثل صاحبها للشفاء التام ، وهي فترة لا تقل عن شهر تقريباً ، لذلك تخوف النادي الإنكليزي ان يذهب هدافه ونجمه ضحية رغبة المنتخب المصري في الاعتماد عليه لبلوغ الدور الثاني ولو على حساب صحة اللاعب .