الرباط : بوصول البطولة المغربية لكرة القدم إلى دورتها الـ17، تكون أغلب الفرق (9 من أصل 16) قد غيرت مدربيها، حتى أن بينها من غيرته مرتين أو أكثر، كما هو حال الدفاع الحسني الجديدي واتحاد طنجة والوداد البيضاوي. وحدها فرق حسنية أغادير ويوسفية برشيد ونهضة بركان وأولمبيك آسفي والفتح الرباطي وسريع وادي زم ومولودية وجدة حافظت على استقرارها فلم تغير مدربيها.

"رقصة" مدربين

أضافت الدورة 17 مزيداً من "الضحايا" بين المدربين، بعد أن حكمت هزيمة الدفاع الحسني الجديدي على المدرب الفرنسي هوبر فيلود بمغادرة سفينة الفريق المغربي، الذي قرر مسؤولوه ساعات قليلة بعد الانفصال عنه تعويضه بالمدرب المغربي بادو الزاكي، ليصير ثالث مدرب يقود "فارس دكالة" برسم الموسم الجاري. فيما حكمت هزيمة المغرب التطواني، أمام مستضيفه نهضة بركان، على المدرب المغربي عبد الواحد بنحساين بتسليم مقاليد تدريب "الحمامة البيضاء" لمدرب مغربي آخر هو طارق السكيتيوي.

"وباء" !

لأن "المصائب" لا تأتي فرادي، فقد طالت "عدوى" تغيير المدربين حتى فرق القسم الثاني من البطولة الاحترافية، بعد انفصال فريق نهضة الزمامرة (المتصدر ) عن مدربه المغربي رضا حكم، كما انفصل النادي الرياضي السالمي عن مدربه المغربي رضوان الحيمر، الشيء الذي دفع بعض المحللين إلى القول، في سخرية، إن الأمر يتعلق، ربما، بــ"وباء".

لغة إقالات

كان يمكن لغلة الإقالات أن تكون وافرة، خلال الدورة الـ17، لو لم يفز الكوكب المراكشي على ضيفه سريع وادي زم. وكان هذا اللقاء آخر فرصة منحها مسؤولو الفريق المراكشي للمدرب المغربي عزيز العامري، الذي كان قد عوض، قبل دورات قليلة، المدرب المغربي فوزي جمال.

شماعة

شاركت أغلب فرق البطولة في "رقصة المدربين"، بل إن بينها من غيرت مدربها في أكثر من مناسبة. ففريق اتحاد طنجة، مثلا، وهو بطل الموسم الماضي، انفصل عن المغربي ادريس المرابط، ليعوضه التونسي أحمد العجلاني، قبل أن يتم الاستنجاد بالمغربي عبد الرحيم طاليب، ليصير مشرفا عاما، هو المقال من تدريب الدفاع الحسني الجديدي، حيث عوضه فيلود، الذي عوضه، هو الآخر، الزاكي.

بالنسبة للوداد الرياضي، فبين مغادرة التونسي فوزي البنزرتي لتدريب المنتخب التونسي وعودته، تقلد المهمة كل من المغربي عبد الهادي السكيتوي والفرنسي مانويل توزيه والفرنسي رينيه جيرارد والسينغالي موسى انضاو. أما الرجاء فلم يكن أحسن حالا من غريمه التقليدي، حيث أقال الإسباني خوان كارلوس غاريدو وعوضه بالفرنسي باتريس كارتيرون. وبين ذهاب الإسباني ومجيء الفرنسي تولى المهمة المدرب المساعد وابن الفريق يوسف السفري.

وبعد أن تخلى الجيش الملكي عن المدرب المغربي محمد &فاخر، تولى المهمة مؤقتا ابن الفريق محسن بوهلال قبل أن يتم التعاقد مع الإسباني كارلوس ألوس فيريرا. وعوض المغربي رشيد الطاوسي مغربيًا آخر هو محمد أمين بنهاشم، على رأس الطاقم التدريبي لفريق أولمبيك خريبكة؛ فيما استنجد مسؤولو شباب الريف الحسيمي بخوان بيدرو بنعلي، عوضا عن ميمون واعلي، لسوء النتائج.

الحلقة الأضعف

يتفق المتتبعون على أن النتائج الإيجابية تبقى خير ضمان للمدربين لمواصلة مشوارهم التدريبي، حيث يكونون الحلقة الأضعف كلما تراجعت النتائج. لذلك لا يستبعدون أن تتواصل "رقصة" المدربين فيما تبقى من دورات هذا الموسم، سواء من بين الفرق التي لم تجرب "الرقص"، أو بين تلك التي استهوتها موضة التغيير.