تؤكد الأرقام بأن الانفصال الذي تم بين نادي ريال مدريد الإسباني وهدافه التاريخي البرتغالي كريستيانو رونالدو الصيف الماضي لم يخدم الطرفين، بعدما أثر سلباً على رصيدهما التهديفي خلال الموسم الجاري.

وكان رونالدو قد قرر الرحيل عن نادي ريال مدريد والانتقال إلى نادي يوفنتوس الصيف الماضي في صفقة بلغت 100 مليون يورو.

وتظهر الأرقام تراجعاً لافتاً في الأداء الهجومي لريال مدريد ، رغم إمتلاكه عدداً من الاسماء الكبيرة، كما تقلص مردود رونالدو التهديفي رغم انتقاله إلى نادٍ&كبير بحجم يوفنتوس ينافس محلياً و قارياً، وهو ما يكشف الدور الإيجابي الذي ظل كل طرف يؤديه للآخر منذ ارتباطهما معاً في صيف عام 2009 ، حيث ظل رونالدو ينافس بقوة على جائزة "الحذاء الذهبي" التي أحرزها ثلاث مرات كأفضل هداف في أوروبا .

ويكشف تقرير صحيفة "ماركا" الإسبانية عن الأداء الهجومي الهزيل الذي ظهر عليه ريال مدريد خلال الموسم الجاري (2018-2019) ، وهو أول موسم يخوضه بدون رونالدو منذ عام 2009 ، حيث تراجع رصيد الفريق التهديفي بشكل واضح للعيان ، مما يؤكد الفراغ الرهيب الذي تركه الهداف التاريخي على خط الهجوم.

سجل تهديفي لافت

عاش ريال مدريد معاناة واضحة في موسم (2008-2009) ، حيث لم يسجل خط هجومه سوى 104 أهداف&في كافة الاستحقاقات المحلية والخارجية ، قبل ان يرتفع هذا الرصيد في موسم (2009-2010) بقدوم ورنالدو، ويحرز خط الهجوم 119 هدفاً ، ليتحسن معه المعدل التهديفي في المباراة الواحدة ، مسجلاً المهاجم البرتغالي 33 هدفاً في كامل الموسم.

وظل هجوم ريال مدريد في منحنى تصاعدي على مدار تسعة مواسم، مقارنة مع المرحلة التي سبقت التعاقد مع رونالدو ، حيث بلغ اعلى مستوياته في موسم (2011-2012) في عهد المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو عندما سجل الفريق 174 هدفاً بمتوسط بلغ ثلاثة اهداف في المباراة الواحدة من 58 مباراة ، وهو الموسم الذي عرف تتويج الفريق بأول لقب للدوري الإسباني في عهد رونالدو الذي كان قد سجل 60 هدفاً في ذات الموسم.

وبعدما تجاوز رونالدو سن الثلاثين عاماً ، واصل هجوم ريال مدريد تألقه بدليل انه بلغ نفس الرصيد تقريباً في موسم (2016-2017) تحت إشراف المدرب الفرنسي زين الدين زيدان ، وهو الموسم الذي احرز فيه النادي خمسة ألقاب، بعدما سجل خط هجوم الفريق 173 هدفاً خلال 60 مباراة ، سجل منها رونالدو 42 هدفاً .

وفي الموسم الأخير لرونالدو مع ريال مدريد ، سجل خط هجوم الفريق 148 هدفاً في 62 مباراة ، رغم ان المهاجم البرتغالي لم يشارك في كافة المباريات لرغبة زيدان في إراحته للمواجهات القارية، إلا انه نجح في تسجيل 44 هدفاً.

رحيل الدون

وبعد رحيل رونالدو عن النادي، عاد ريال مدريد إلى أرقامه التهديفية التي كان عليها ، &حيث سجل هجومه 108 أهداف&فقط في 56 مباراة ، وبدوره تراجع مردود رونالدو مع يوفنتوس بعدما اكتفى بإحراز 28 هدفاً في كافة المسابقات بعدما خاض 41 مباراة .

ومما يعزز من فرضية التأثير السلبي لرحيل رونالدو على نتائج ريال مدريد ، بأنه تعدى المردود التهديفي ليشمل عدد الانتصارات التي تراجعت نسبتها بشكل لافت ، مما يصعب اعطاء تفسير آخر لهذه الحالة.

وعلى مدار تسعة مواسم ظلت نسبة فوز ريال مدريد لا تقل عن 62% ، فيما تجاوزت 70% خلال سبعة مواسم ، قبل ان تهبط في الموسم الجاري إلى 58% ، وهو مؤشر كفيل بتفسير المستوى المخيب الذي ظهر عليه ريال مدريد بعد رحيل رونالدو عن صفوفه، وصعوبة سد الفراغ الذي تركه مهما كانت التعاقدات التي ينوي النادي القيام بها هذا الصيف .

شاهد الإحصائيات