أعلن ليفربول عن نفسه بقوة منذ اليوم الأول من الموسم الجديد للدوري الإنكليزي الممتاز، وذلك بفوزه الجمعة على ضيفه العائد الى الأضواء نوريتش سيتي 4-1 على ملعب "أنفيلد"، لكن الفرحة لم تكن كاملة لأنه خسر جهود حارسه البرازيلي أليسون بيكر لاصابته في الشوط الأول.

وبعد أن كان قاب قوسين الموسم الماضي من احراز لقبه الأول في الدوري منذ 1990 قبل أن يخسر في المتر الأخير لصالح مانشستر سيتي الذي توج باللقب للمرة الثانية تواليا بعد أن أنهى البطولة بفارق نقطة يتيمة عن "الحمر"، يسعى فريق المدرب الألماني يورغن كلوب الى البناء على ما قدمه في 2019 من أداء ملفت ونتائج قادته الى احراز لقب دوري أبطال أوروبا على حساب مواطنه توتنهام.

وأكد ليفربول في هذه المباراة التي أقيمت الجمعة بسبب انشغاله الأربعاء بالكأس السوبر الأوروبية ضد مواطنه تشلسي بطل "يوروبا ليغ"، قوته بين جماهيره في "أنفيلد" حيث لم يذق طعم الهزيمة للمباراة الحادية والأربعين تواليا في الدوري، في ثاني أطول سلسلة خلف تشلسي الذي لم يخسر لـ86 مباراة متتالية في "ستامفورد بريدج" بين اذار/مارس 2004 وتشرين الأول/أكتوبر 2008.

وضغط رجال كلوب منذ صافرة البداية وأثمرت جهودهم في الدقيقة السابعة حين توغل البلجيكي ديفوك أوريجي الذي لعب أساسيا بعدما قرر كلوب اراحة السنغالي ساديو مانيه (دخل في ربع الساعة الأخير) بسبب وصوله مع بلاده الى نهائي كأس الأمم الإفريقية (خسرت أمام الجزائر صفر-1 في 19 تموز/يوليو)، في الجهة اليسرى قبل أن يعكس الكرة التي ارتدت من المدافع غرانت هانلي وتحولت الى شباك حارسه الهولندي تيم كرول.

وبحسب شركة "أوبتا" للاحصاءات، فهذه المرة الثانية فقط في تاريخ الدوري الممتاز التي يكون فيها هدف افتتاح الموسم من خطأ في مرمى المسجل، والأولى كانت في موسم 2015-2016 حين سجل كايل ووكر هدف الفوز لمانشستر يونايتد (1-صفر) على حساب فريقه توتنهام.

وفي ظل الضغط والسيطرة المطلقة لليفربول، بدا جليا أن نوريتش، العائد الى الدوري الممتاز بعد ثلاثة مواسم في الدرجة الأولى (الثانية فعليا)، عاجزا عن تكرار سيناريو مواجهته الأخيرة في "بريميير ليغ" مع "الحمر" حين سجل في مرماهم أربعة أهداف قبل أن يسقطه أدم لالانا 4-5 بهدف في الوقت بدل الضائع في 23 كانون الثاني/يناير 2016.

- صلاح على الموعد وإصابة أليسون -

وترجم ليفربول هذه الأفضلية المطلقة باضافة هدف ثان بطله هذه المرة المصري محمد صلاح، هداف الموسمين الأخيرين (الموسم الماضي مشاركة مع زميله مانيه ومهاجم أرسنال الغابوني بيار-إيميرك أوباميانغ).

وجاء هدف النجم المصري بعد سلسلة من التمريرات المتتالية لفريقه وفشل من دفاع نوريتش في ابعاد الكرة، لتصل الى البرازيلي روبرتو فيرمينو الذي مررها بينية لصلاح فسددها الأخير من زاوية صعبة أرضية على يمين كرول (19).

وبعد محاولة أولى في اللقاء لنوريتش تألق أليسون في صدها وحرم الألماني ماركو ستيبرمان من منح فريقه هدفه الأول في الدوري الممتاز منذ 11 أيار/مايو 2016 (4-2 ضد واتفورد)، وجه المدافع الهولندي فيرجيل فان دايك الضربة القاضية للضيوف باضافة الهدف الثالث بكرة رأسية إثر ركلة ركنية نفذها صلاح بالذات (28).

لكن استعراض "الحمر" تعكر باصابة حارسه أليسون في ربلة ساقه اليمنى، ما اضطر كلوب الى استبداله بالإسباني أدريان الذي انضم الى عملاق أنفيلد قبل أربعة أيام فقط من وست هام يونايتد في انتقال حر (39).

لكن هذه الضربة لم تؤثر على معنويات أصحاب الأرض الذين أضافوا الهدف الرابع بعد دقائق معدودة عبر أوريجي بكرة رأسية محكمة بعد تمريرة طويلة متقنة من ترنت ألكسندر-أرنولد (42).

وبهذا الهدف، جعل أوريجي من ليفربول أول فريق يسجل أربعة أهداف أو أكثر في الشوط الأول من مباراة في المرحلة الافتتاحية منذ 2006 حين تغلب مانشستر يونايتد على ضيفه فولهام 5-1، بينها أربعة أيضا في الشوط الأول.

وبدأ ليفربول الشوط الثاني من حيث أنهى الأول وكان قريبا جدا من افتتاح التسجيل لو لم تقف العارضة في وجه محاولة جوردن هندرسون قبل أن تعود الكرة في اللقطة ذاتها لفيرمينو وهو على بعد قرابة متر من المرمى لكن كرول حرمه من الهدف الخامس (48).

وفي حين بدا ليفربول قريبا جدا من هدف خامس، فاجأه نوريتش بهدف تقليص الفارق في الدقيقة 64 بعد تمريرة بينية في ظهر الدفاع من الأرجنتيني إيميليانو بوينديا الى الفنلندي تيمو بوكي الذي تقدم بها قبل أن يسددها أرضية على يمين أدريان.

ورغم الفرص العديدة التي سنحت له في الدقائق المتبقية والتبديلات التي أجراها بادخال مانيه وجيمس ميلنر، عجز ليفربول عن الوصول مجددا الى شباك ضيفه واكتفى بالأهداف الأربعة التي سجلها في الشوط الأول.