يحتضن ملعب "واندا متروبوليتانو" السبت دربي العاصمة بين الجارين الغريمين أتلتيكو مدريد المضيف وريال مدريد المتصدر في قمة المرحلة السابعة من الدوري الإسباني لكرة القدم.

وتخطى كلا الفريقين أزمة نتائج عانيا منها لفترة قصيرة في مسابقتي الدوري المحلي ودوري أبطال أوروبا، فاستعاد كل منهما توازنه خصوصا النادي الملكي بفوزين متتاليين عقب الخسارة المدوية أمام باريس سان جرمان الفرنسي صفر-3 في المسابقة القارية العريقة، فانتزع الصدارة بفارق نقطتين أمام جاره ومطارده المباشر أتلتيكو.

وسيسعى كل من الفريقين إلى تأكيد صحوته وإطفاء انتفاضة غريمه قبل دخولهما الجولة الثانية من مسابقة دوري الأبطال الثلاثاء المقبل حيث يحل أتلتيكو ضيفا على لوكوموتيف موسكو الروسي ضمن المجموعة الرابعة، فيما يلعب ريال مدريد مع ضيفه كلوب بروج البلجيكي ضمن الأولى.

في مؤتمر صحافي الأسبوع الماضي، سُئل الفرنسي زين الدين زيدان ستة أسئلة حول مستقبله كمدرب للنادي الملكي، أحدها عما إذا كان منزعجا من التقارير التي مفادها أن البرتغالي جوزيه مورينيو مرشح لخلافته. رد زيدو قائلا "أعرف كيف تسير الأمور"، مضيفا "لا يتعلق الأمر بما إذا كان الأمر يزعجني أم لا يزعجني. إذا خسرت، فإن الأمور يجب أن تتغير".

بعدها ببضع ساعات، سقط أتلتيكو في فخ التعادل السلبي أمام ضيفه سلتا فيغو، ما أثار مخاوف بشأن خطه الهجومي الذي فشل في تحقيق الفوز للمباراة الثالثة تواليا في أسبوع واحد حيث تعادل مرتين (مع ضيفه يوفنتوس الإيطالي 2-2 في دوري الأبطال) وخسر صفر-2 أمام مضيفه ريال سوسييداد شريكه الحالي في الوصافة.

وقتها علق مدربه الأرجنتيني دييغو سيميوني قائلا "مشجعو اتلتيكو مدريد متطلبين جدا لذلك لست متفاجئًا بالنقد على الإطلاق"، مضيفا "المدربون يُحَمَّلون المسؤولية دائمًا عندما تخسر".

- هازار يحلم بالتسجيل -

منذ ذلك الحين، حقق ريال فوزين غاليين على مضيفه إشبيلية، هو الأول له على ملعب مضيفه منذ 2015، وضيفه أوساسونا فتربع صدارة الليغا بفارق نقطتين عن أتلتيكو الذي تغلب على مضيفه مايوركا بثنائية نظيفة مستعيدا توازنه في توقيت مناسب قبل قمته النارية أمام جاره الذي تغلب عليه في الملعب ذاته العام الماضي بثلاثة أهداف للبرازيلي كاسيميرو وسيرخيو راموس والويلزي غاريث بايل مقابل هدف للفرنسي انطوان غريزمان المنتقل هذا الصيف الى برشلونة.

واستعد ريال مدريد جيدا لمواجهة الغد مع اعتماد زيدان على مبدأ المداورة في المباراة الأخيرة ضد أوساسونا عندما أراح أغلب عناصره الأساسية مكتفيا بالدفع فقط بالقائد راموس والألماني طوني كروس وكاسيميرو.

وأعرب زيدان عن ارتياحه الكبير لعودة فريقه إلى سكة الانتصارات، وقال "لقد كان الفريق في مستوى التطلعات"، فيما اعتبر راموس أن "ريال مدريد رد بقوة" على الانتقادات التي طالته في الآونة الأخيرة.

لم يسمح ريال مدريد لمنافسيه إشبيلية وأوساسونا التسديد على مرماه، وعلق زيدان على ذلك قائلا "ما تغير هو أننا نؤمن بما نفعله، والآن نحن في بدايتنا".

وتعتبر مواجهة أتلتيكو فرصة للنادي الملكي لمواصلة انتفاضته وقد يكون التعادل في هذه المرحلة المبكرة من الموسم مقبولا لكليهما، خاصة قبل الجولة الثانية من دور المجموعات لمسابقة دوري الأبطال.

ويواجه زيدان صعوبات جمة بسبب الغيابات الكثيرة التي تضرب صفوف فريقه وهو يعاني من مشكلة كبيرة في مركز الظهير الأيسر بسبب إصابة الدولي البرازيلي مارسيلو والوافد الجديد الدولي الفرنسي فيرلان ميندي، وسيضطر إلى الدفع بناتشو في هذا المركز على غرار ما فعل ضد أوساسونا على الرغم من أن الأخير يلعب بالقدم اليمنى.

ويستمر غياب افضل لاعب في العالم العام الماضي الكرواتي لوكا مودريتش وماركو أسنسيو بسبب الاصابة، فيما عاد إيسكو للتو بعد تعافيه وقد يكون أحد الأوراق الرابحة في تشكيلة زيدان إلى جانب الدولي البلجيكي إدين هازار الساعي لافتتاح رصيده التهديفي مع النادي الملكي منذ الانضمام الى صفوفه قادما من تشلسي الإنكليزي.

وقال هازار "أتمنى التسجيل والفوز في الدربي. كل ما أريده هو إسعاد الجماهير، في مباريات الدربي، تكون الحالة الذهنية والرغبة عنصرين أساسيين. إذا كنت تلعب كرة القدم فإنك تعلم كيف هي هذه المباريات وتعلم ماذا يتعين عليك فعله، فقط عليك أن تفوز".

في المقابل، يخوض أتلتيكو مدريد مباراة الغد في غياب مهاجمه وريال مدريد السابق ألفارو موراتا بسبب الإيقاف لطرده في المباراة ضد مايوركا بعد ثماني دقائق من دخوله بديلا حصل خلالها على انذارين.

ومن المرجح أن يعتمد سيميوني على الثنائي دييغو كوستا والوافد الجديد البرتغالي جواو فيليكس في خط الهجوم خصوصا وأنهما صاحبي هدفي الفوز على ممثل جرز الباليار الأربعاء.

وكان هدف كوستا الأول له منذ آذار/مارس الماضي، وأعرب سيميوني عن سعادته بعودة الهداف الدولي إلى التسجيل.

وقال سيميوني "أتلتيكو كان يعمل بشكل فردي لحل مشكلة صيام كوستا عن التهديف. المهاجمون يعيشون بالأهداف، وهدفه (في مرمى مايوركا) جيد بالنسبة له ومفيد للفريق".

- برشلونة من دون ميسي -

ويخوض برسلونة اختبارا محفوفا بالمخاطر عندما يحل ضيفا على خيتافي السبت أيضا في غياب نجمه الأرجنتيني ليونيل ميسي بسبب إصابة في عضلات فخذه الايسر تعرض لها في الشوط الاول من مواجهة فياريال (2-1) الثلاثاء، في أول مشاركة أساسية له هذا الموسم بعد غياب نتيجة إصابة سابقة.

وغاب ميسي عن المباريات الأربع الأولى لفريقه في الليغا، بسبب إصابة في ربلة الساق اليمنى تعرض لها في 5 اب/اغسطس الماضي قبل انطلاق الموسم. وشارك قائد المنتخب الأرجنتيني كبديل في المباراة الخامسة ضد غرناطة، من دون أن يتمكن من إنقاذ فريقه بطل الموسمين الماضيين من الخسارة بثنائية نظيفة.

وسيحاول النادي الكاتالوني فك النحس الذي يلازمه هذا الموسم خارج قواعده حيث لم يحقق الفوز في أي مباراة حتى الآن.

وتلقى برشلونة هذا الموسم خسارتين في مباراتين خارج أرضه، وذلك في المرحلة الأولى أمام أتلتيك بلباو صفر-1، والسبت ضد غرناطة صفر-2. وفي مباراة ثالثة خارج ملعبه هذا الموسم، اكتفى بالتعادل 2-2 مع أوساسونا في المرحلة الثالثة، إضافة إلى سقوطه في فخ التعادل أمام مضيفه بوروسيا دورتموند الألماني في مسابقة دوري أبطال أوروبا.

ويدرك برشلونة جيدا أن تعثره سيوسع فارق النقاط الأربع التي تفصله عن غريمه ريال مدريد في حال حسم الأخير لدربي العاصمة وبالتالي سيبحث عن النقاط الثلاث.