افتتح أمير قطر الشيخ تميم بن حمد ال ثاني الجمعة في الدوحة النسخة السابعة عشرة من بطولة العالم لالعاب القوى التي تستمر حتى السادس من تشرين الاول/اكتوبر وتقام للمرة الاولى في منطقة الشرق الاوسط.
وقال الشيخ تميم في احتفال اقيم على كورنيش الدوحة "اعلن افتتاح بطولة العالم لالعاب القوى متمنيا التوفيق للجميع وحسن الاقامة" قبل ان تطلق الالعاب النارية في سماء الدوحة.
وتحظى البطولة بمشاركة نحو 2000 رياضي ورياضية من 208 دول سيتنافسون في 49 سباقا ومسابقة.
وبدأ حفل الافتتاح في الحادية عشرة من مساء الجمعة بالتوقيت المحلي على كورنيش الدوحة وليس على الملعب الرسمي للبطولة استاد خليفة الدولي، وذلك قبل ساعة من&انطلاق السباق الرسمي الاول في المونديال وهو ماراتون السيدات.
وهي المرة الاولى في تاريخ هذه البطولة التي تعد ثالث حدث رياضي بعد الالعاب الاولمبية وكأس العالم لكرة القدم من حيث الاهمية، التي يقام فيها احد السباقات او المسابقات في وقت متأخر من الليل وذلك بسبب درجات الحرارة المرتفعة خلال فترة النهار.
وستنطلق العداءات المشاركات في الماراتون (42.195 كلم) وسط ناطحات السحاب المنتشرة يمينا ويسارا على كورنيش الدوحة في منطقة "وست باي" الذي يضم على جنباته المتحف الاسلامي وسوق الواقف، علما بأن اللجنة المنظمة نصبت عواميد إنارة عملاقة طوال الكورنيش.
وبدأت المنافسات عصرا على الملعب الرسمي استاد خليفة الدولي الذي يتسع لـ40 الف متفرج وكانت ابرزها تصفيات سباق 100 م التي شهدت تأهلا سهلا للعداء الاميركي كريستيان كولمان الى الدور نصف النهائي من سباق 100 م، مسجلا افضل توقيت في التصفيات مع 9.98 ثانية.
وكان كولمان (23 عاما) يخوض غمار السباق الاسرع للمرة الاولى منذ ان ثارت الشكوك حوله بعد الكشف عن فشله في تحديد مكانه ثلاث مرات خلال سنة واحدة لمراقبي الكشف عن المنشطات.
وواجه كولمان احتمال معاقبته بالايقاف لمدة عامين، لكن الوكالة الأميركية لمكافحة المنشطات برأته&من تهمة خرق قوانين المنشطات، وبالتالي سمحت له بالمشاركة في بطولة العالم في الدوحة.
ولم تبد علامات السعادة على وجه كولمان لدى مروره في المنطقة المختلطة امام الصحافيين واكتفى بكلمتين "شعوري رائع".
وحذا حذوه الى نصف النهائي مواطنه المخضرم جاستين غاتلين الذي يدافع عن لقبه في الدوحة، مسجلا 10.06 ثانية.
وكان لسان حال غاتلين مماثلا بالقول "شعوري جيد، كنت اريد ان اكون جيدا من الناحية الفنية والانطلاق بطريقة جيدة والدفع في منتصف السباق لكي اخفف من سرعتي في النهاية".
- "بروفة" لمونديال 2022 -
وسيدافع 37 رياضيا ورياضية عن ألقابهم التي توجوا بها في النسخة الأخيرة التي كانت لندن مسرحا لها قبل سنتين وسط ترقب لايجاد خليفة للعداء الاسطوري أوساين بولت المعتزل قبل سنتين بعد ان فرض نفسه سيد سباقات السرعة (100 م و200 م والتتابع 4 مرات 100).
وتشكل البطولة "بروفة" للمنظمين القطريين استعدادا لنهائيات كأس العالم في كرة القدم بعد ثلاثة أعوام، وفرصة لتبيان المنافسين المحتملين قبل أقل من عام على استضافة طوكيو دورة الألعاب الأولمبية صيف عام 2020.
وكما في كل بطولة عالمية لـ"أم الألعاب"، ستتجه الأنظار على المضمار لاسيما نحو سباقات السرعة التي فرض فيها بولت نفسه نجمها المطلق في الأعوام الماضية قبل اعتزاله مصابا في نسخة لندن عام 2017.
وأحرز الجامايكي خلال مسيرته 11 ميدالية ذهبية وفضيتين وبرونزية واحدة في بطولات العالم بين 2007 و2015، ولا يزال يحمل الرقم القياسي لسباقي 100 م (9.58 ثوان) و200 م (19.19 ثانية).
وترك غياب "الاعصار" بولت فراغا في ألعاب القوى، اذ أنه أضاف الى موهبته وسرعته، شخصية محببة و"كاريزما" جعلتا مشجعي ألعاب القوى يتهافتون لرؤيته ينافس على المضمار، دون أن يخيب أملهم في بطولات العالم والدورات الأولمبية على مدى أكثر من عقد من الزمن.
ويبرز بين المرشحين لخلافة بولت، الأميركيان كريستيان كولمان (100 م) ونوا لايلز (200 م)، والنروجي كارستن وارهولم (400 م حواجز) أو حتى السويدي ارمان دوبلانتيس (القفز بالزانة).
وتشهد البطولة أيضا إقامة أول سباق مختلط للتابع 4 مرات 400 م.
وأكد دحلان الحمد المدير العام للجنة المنظمة للبطولة ورئيس الاتحاد الآسيوي لألعاب القوى أن بلاده مستعدة للحدث الكبير، بالقول أن قطر "جاهزة مئة في المئة للبطولة ونتطلع قدما لانطلاقتها" مشيرا الى انها "تمثل إرثا تاريخيا ليس فقط على مدار 10 ايام بل ستبقى في ذاكرة قطر دائما".
اما رئيس الاتحاد الدولي لالعاب القوى البريطاني سيباستيان كو فتوقع منافسة قوية في نسخة الدوحة وقال "الابطال هنا لصناعة التاريخ وحصد الذهب، ليفز الافضل".
وسبق لقطر أن استضافت العديد من التظاهرات الرياضية في السنوات الاخيرة ابرزها دورة الالعاب الاسيوية عام 2006، وبطولة العالم لالعاب القوى داخل قاعة عام 2010، وكأس اسيا عام 2011 وبطولة العالم لكرة اليد عام 2015.
- مشاركة دول المقاطعة -
وعلى الرغم من فرض المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وحلفاؤهما مقاطعة اقتصادية على قطر منذ عام 2017، متهمين إياها بدعم تنظيمات متطرفة في المنطقة، وهو اتهام تنفيه الدوحة، فان السعودية ارسلت ثلاثة رياضيين، ومصر خمسة، والإمارات واحدا، والبحرين 21 رياضيا، إلى هذا الحدث.
وعلق كو على ذلك بقوله "هذا يثبت قوة الرياضة".
- ستاد خليفة وتقنية التبريد -
ستاد خليفة الملعب الرئيسي للبطولة، هو أول ملعب تجرى عليه تجارب تقنية التبريد التي دخلت حيز التنفيذ للمرة الأولى في نهائي كأس الأمير عام 2017، بحيث تتدنى درجات الحرارة في داخله لما بين 23 و25 درجة.
وتتضمن أرجاء الملعب نحو 500 فوهة تبعث الهواء البارد.
التعليقات